اياد البلداوي
الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 22:48
المحور:
الادب والفن
انا لم اولد بعد
همّت بي ذات ليلة
هرعت بقلقها متسائلة
تسمّرت قبالتي
وأنا أرقب ملامحها
إنها تروم الخروج عن صمتها
أعلمها كم تعشقني
وأدرك جمال أحاسيسها الرقيقة
لكني أجهل صمتها
بادرتها:
ما الذي يشغلك
نظرتني بسحر عينيها
وأفردت إبتسامتها
قالت:
متى عيد ميلادك
قهقهت مليّاً
أنا لم أُولد بعد
إكْفهر وجهها
تغيرت معالمها
ألف سؤال وسؤال ينتظر إجابة
قلت والابتسامة لن تغادرني
أنا مازلت في أحضان القمر
والنجوم لم تعلن ولادتي
والشمس لن تنتهي
من غزل خيوط أشعتها
والغيوم مازالت جعبتها فارغة
لم تحن ساعة ولادتي
وشذى عروق أمي
ما زالت تتمسك بي
لم تتركني أهبط إليكِ
عطر طيبتها عالق بأنحائي
فأنا لم أعرف من أنا
احتفظ بتلك المشيمة
قالت:
أهو الهذيان
أم أنك تخوض لعبة
وحبي الجامح
ولحظات لجوئي لحضنك
وتوسدي بين ذراعيك
وساعات عطشي وارتوائي
والعهود التي تربطنا
اي هلوسة تعتريك
هل غاردتك الحقيقة
!!....الحقيقة
تلك التائهة
التي تبحث عن ذاتها
بعدما فقدت ذاتها
تلك التي أغوص في أعماق النار
اتلوّع بحريق النفاق
أتوجس حركات الضمائر
وهذيان الألسن
عساني أمسكُ بتلك الحقيقة
أجدها فقط وأنتِ أمامي
وأؤمن بوجودها
حين تمرّ أناملي على وجنتيكِ
أحتضنكِ
وجسدكِ يلتصق بجسدي
تلهبني تلك الحرارة
تصاحبها ذبذباتكِ الغريبة
أفتقدها
وأنتِ تغادرينني
لأعود لدوّامة جديدة
تعيدني لبدايتي الأولى
لحظات التكوين
النمو من اللاشيء
لأكون ...أو لا أكون
هي نهاية البداية
#اياد_البلداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟