أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر سليم - ما سِرْ العَجّه.. في سوق الشورجه ؟














المزيد.....

ما سِرْ العَجّه.. في سوق الشورجه ؟


عامر سليم

الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 13:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ملاحظات استباقيه:
- هذا ليس مقالا نقديا ولا مقالا ساخرا ولكنها مقاربه نفسيه واجتماعيه في دراسة رد فعل اغلب قراء مقال لم يهمهم موضوعه! وكذا حال مقالي هذا!
- المقال لايستهدف اشخاص او سلوكيات او مفاهيم او اساليب او طريقة تعبير او افكار او حريات او مِهنْ معينه ..الخ.
- الانسان جزء من الطبيعه وعنصر من عناصرها .. فكما هناك عناصر فعاله ونشطه تتفاعل لتنتج وتتحرك وتتطور هناك ايضا العناصر الخامله التي لاتأثير يذكر لها.. كذلك هو الانسان ..فمرحى للانسان النشط المتفاعل.
- كل الحقوق الاعتباريه والانسانيه مصانه ومحل كل الاحترام والتقدير ..فالانسان اثمن رأسمال.


كتب السيد يعقوب ابراهامي في الحوار المتمدن العدد 4795 بتاريخ 3/5/2015 مقالا بعنوان (فقر الديالكتيك) منتقدا خرافة علم الديالكتيك ومتهما خصومه بانهم يتحدثون بلغة سوق الشورجه.. وللقراء من غير العراقيين اقول عليكم بالويكيبيديا لتعرفوا وبالتفصيل الممل ماهو سوق الشورجه.

اغلب القراء هبوا فرادا وجماعات للتعليق عليه ..لا اهتماما بموضوعه ولكن اخذتهم هبة العجه في سوق الشورجه وهو ايحاء في اللاوعي الجمعي يتملك مجموعه من البشر للمشاركه في تجمع احتفالي ليس الا .. مصداقا للقول الشائع حشر مع الناس عيد!
ومما شجع هذا التجمع الاحتفالي هو تكرار جملة (لغة سوق الشورجه) مرات عديده في المقال حتى انقلبت الصفحه فعلا الى سوق الشورجه وهو مايثير الاستغراب و السخريه وربما الاسى..سنجيب اولا على سؤال كيف انقلبت صفحة كاتب المقال الى سوق الشورجه... ونترك سؤال لماذا حتى نهاية المقال !

جواب الكيف ... (وهو جواب يعتمد على السرد الروائي او القصصي وفق الرؤيا الخاصه للكاتب ..اي ان وصف الشخصيات ليست تقريريه تسجيليه صحفيه حتى لايفقد النص جماله الادبي وتعبيره التشكيلي!)

التمهيد..

الانطباع الاول لمشهد السوق هو (العَجّه)..والعَجّه في قاموس المعاني هو- صراخ القوم -.. ويمكن ان تكون احاديث الباعه والمتسوقين وصياحهم ومواضيعهم المختلفه.. وهذا ماحصل فعلا من خلال التعليقات التي هبت على المقال والتي اغلبها لاعلاقة لها بالموضوع.. وبدأت التعليقات تتقاطر كتقاطر المتسوقين عادة على السوق صباحا... وهكذا ابتدأت...

الوصف..

_ بدأها اولهم مرحبا بالكاتب وكأنه يرحب بعريس عاد من اجازة زواج وسفر مذكرا بعدد شهور غيابه!

- استلمه الثاني..بلغة *المضمديّه غامزا له انه مستعد بتجهيزه بالامبولات العضليه المقويه ليعاود نشاطه!

-هجم عليه الثالث متحاملا عليه وكأنه قاتل ابيه او خاطف حبيبته..وراح يطارده طوال فترة بقاء المقال بزخات متواصله من التعليقات الموتوره بسب او بلا سبب!

- بدأ الرابع وكانه صاحب محل حلاقه بتشغيل الراديو وقراءة جرائده بمواضيع ما انزل الله بها من سلطان والغريب رغم كثرة مواضيعه وتشعباتها الا انها لم تقترب من موضوع المقال البته!

- وكانت الخامسه سيده تشكو حالها وكيف اصابتها الحمى السلبيه وتأثيراتها كلما دخلت سوق الشورجه رغم ان الحل في غاية البساطه ولايحتاج الى استشاره او شكوى!.. والحل .. من اجبرك ياسيدتي على المجئ للسوق!

- هتف الاخر..يابه تره انت دتخلط وهاي هي كل القصه! قالها بثقه وهو يقف بباب دكانه يطقق بسبحته ويتلمظ بلسانه اثار المزه المتبقيه في فمه بعد ان اخذ رشفة *(حليب سباع) من قدح مخفي في درج من ادراج مكتبه..

- رد عليه فضولي متجول.. اذا كان يخلط..لماذا لاتبيع لنا الصافي وتريحنا!..فخزره صاحب السبحه المتلمظ صامتا ولسانه حال يقول لاتلح ويايه..مالي خلكك..تره بالعظيم امنعك من دخول السوق!

- ثم دخل *زيطه على الخط وهو يقف في منتصف السوق كعادته بصياحه وهلوساته وخطاباته الغير مفهومه..واذا اردنا اختصار وصفه فتخيلوا معي فولتير يخطب منفعلا للثوار الفرنسيين ولكن باللغه الصينيه! والطريف ان زيطه له نفوذ قوي ويخشاه المتسوقون! فاحيانا يمنع البعض من التجوال والكلام في السوق!

- رد عليه الاخر باغنيه من اغاني الصباح السعيد..وراح يحدث الاخرين عن مسلسل ستار ترك وحرب النجوم والمخلوقات والحضارات الفضائيه وافلام الخيال العلمي!

- ثم شارك احدهم بالاحتفال وهو يحمل سطل ويكيبيديا وبيديه طاسه يرش من خلالها معلومات على باب دكانه الخاص لترطيب الاجواء!

وهكذا تستمر العجه.. ولكنها تبدأ تخفت بهدوء انسيابي مع اختفاء المقال من الصفحه وكأنها غروبا للشمس في نهاية اليوم.. فينصرف اغلب المتسوقون ويبدأ اصحاب الدكاكين باغلاق ابوابهم..ولكن تبقى بعض الاصوات هنا وهناك تناقش المقال وتضع لمساتها الاخيره والمتعبه بعد ان نال منهم الاجهاد والصياح .. مع فواصل صيحات اخيره من زيطه ومن الرجل المتحامل الذي يعلق بمدفع رشاش! عازمين على النصر والفوز بالكلمه الاخيره مهما كان الثمن!

جواب لماذا..

فلماذا حصل ماحصل ..الجواب بكل بساطه هو مزيج من الحنين والشعور بالذنب لسوق الشورجه ( لاسيما ان كاتب المقال وكل المعلقين من العراقيين حصرا! ) الحنين الى ايامه وذكرياته وناسه.. والشعور بالذنب للحيف والظلم الذي لحق باصحابه القدامى.. ومن المفارقات الغريبه ان اغلب كبار تجار هذا السوق الحيوي والكائن في قلب بغداد كانوا من اليهود والاكراد الفيليه وتعرض هذان المكونان لنفس الظلم والحيف باسقاط جنسيتهم العراقيه ونهب ممتلكاتهم وتسفيرهم.

وبرأيي المتواضع هذا هو سر العجه على مقال سوق الشورجه!










الهوامش:
* في العراق يدعون من يمتهن مهنة التمريض بالمضمّد
* حليب سباع هو الاسم الشعبي للعرق العراقي
* زيطه صانع العاهات من اشهر شخصيات رواية زقاق المدق لمحفوظ ..وزاط في قاموس المعاني تعني صاح وضجج!







#عامر_سليم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- * عين واحده .. ام عينانْ
- الاطفال احبابنا ..لا احباب الله
- ازمة الفكر بين الواقع العربي و المنظور الكوني.... ماهو الاخت ...
- المقامات البهلوانيه...... المقامه الثالثه
- القصر.... بين الوهم والقهر
- الى سامح ابراهيم حمادي...مع التحيه
- الى ليندا كبرييل....مع التحيه
- المقامات البهلوانيه......المقامه الثانيه
- مقامات الشاطر حسن البهلوان..... المقامه الاولى
- la putain (ولكن) *
- عامر .. ك
- حجي راضي يقرأ مقال!!
- نزهة المشتاق في اختراق النفاق!
- المعطف قراءه تفكيكيه بنيويه بسحاق لغوي!!
- كيف تطبخ مقالا ليبراليا أو نيوليبراليا


المزيد.....




- حاكم مصرف لبنان بالإنابة: نحن أمام مفترق طرق
- -تهديدات تثير القلق-... قضية مارين لوبان تفجر نقاشا سياسيا س ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في زيارة حاخامين قرية سورية دون تصريح ...
- نوفوستي: الولايات المتحدة تهدد باستخدام سلاحها الرئيسي وروسي ...
- حكم الاستئناف في قضية لوبن قد يصدر قبل الانتخابات الرئاسية
- قد يطرح في الصيدليات هذا العام.. القنب أساس دواء مسكن للآلام ...
- حظر ممارسة للجنس.. مدرب كرة ألماني يشارك أسرار غريبة عن حيات ...
- الدفاع الروسية تعلن استمرار تقدم قواتها وتكبيد العدو خسائر ف ...
- اكتشاف آثار فيضانات هائلة قديمة في غرب أوروبا
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر سليم - ما سِرْ العَجّه.. في سوق الشورجه ؟