أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيدون النبهاني - من رحم الكعبة ولدت الكوفة














المزيد.....

من رحم الكعبة ولدت الكوفة


زيدون النبهاني

الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 10:44
المحور: الادب والفن
    


لحظة لقاء السماء والتأريخ بالأرض، هي تلك اللحظة التي قرر فيها، الإمام علي (عليه السلام) إعلان الكوفة، عاصمة للدولة الإسلامية، ومن هنا بدأت رحلة الأعوام الأربعة، التي أثمرت وأزهرت أربعة عشر قرناً، من دولة العدل الإلهي.
في العام السادس والثلاثون للهجرة، أبان تسلم الإمام علي (عليه السلام) الخلافة، ونتيجة للظروف السياسية المعقدة في المدينة المنورة، أتجه أمير المؤمنين صوب الكوفة، وأعلنها عاصمة لدولته المباركة.
يتوارد على العقل سؤال عن أسباب، مغادرته (عليه السلام) للعاصمة الأم (المدينة المنورة)، خصوصاً وأنها مدينة رسول الحق (صلواته تعالى عليه)، ألا أن معرفة الأسباب تبطل العجب، فعبقرية الأمام ودرايته وتسديده الإلهي، جعلته ينأى عن المدينة لأسباب نورد منها:-
أولاً: الكثافة السكانية القليلة نسبياً مع ما تتمتع به الكوفة، وهنا لم يجد الأمام بدّ من مواجهة التحديات بجيش قادر على تجاوزها.
ثانياً: لم يكن كل أهل المدينة وبالخصوص وجهاءها، مع خلافته (عليه السلام) لذلك وجد بالكوفة مركزاً، يواجه من داخلها الأخطار المتوقعة.
ثالثاً: الطبيعة المجتمعية في العراق، وحداثة الإسلام فيه، مما يؤهل المنطقة على أستقبال الشرعية الجديدة. على خلاف المدينة ورجالها، وتمركز أعداء الأمام في مراكز قيادية متقدمة.
مما سبق الإشارة أليه، تجد الإستراتيجية السياسية والعسكرية حاضرة، وهي التي ساعدت ألإمام في الحفاظ على الثوابت الإلهية، وتجديد عصر الرسول الأكرم (صلواته تعالى عليه)، في خطط مدروسة ومحسوسة، على سبيل الذكر لا الحصر نسرد منها:-
أولاٍ: تجديد المثال النبوي في الحكم، وإزالة صور الإنحراف المختلفة التي طرأت على الحياة الإسلامية.
ثانياً: تجاوزه (عليه السلام) عن موضوعة أغتصاب الخلافة، المنصوص بالأمر الإلهي "يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك" [المائدة:67]، والبدء بإعادة النظام السياسي الحقيقي للإسلام.
ثالثاً: مغايرته لأسلوب الحاكم الموروث سابقاً، من الذي أرتضاه سابقيه بقوله لجمع الناس، "وأعلموا أني أن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغ لقول القائل وعتب العاتب"، [نهج البلاغة:92].
رابعاً: أرساء القواعد العامة لأختيار ممثليه في الولايات الإسلامية، محذراً من البخيل والجاهل والجافي والمرتشي والمعطل للسنة.
خامسا: الإصلاح الإقتصادي وإعادة توزيع المال، مترفعاً عن التمييز بين المسلمين على أساس الجنس واللون والعرق، [فإن عندنا مالاً نقسمه فيكم، ولا يتخلفن أحد منكم عربي ولا عجمي، كان من أهل العطاء أو لم يكن، إذا كان مسلماً حراً] [نهج البلاغة:38].
سادساً: تصديه (عليه السلام) للناكثين والقاسطين والمارقين، ممن أرادوا بالإسلام سوءاً، تحقيقاً لأمر الرسول الأكرم (صلواته تعالى عليه)، كما جاء عن أبو أيوب الأنصاري.. (أمر الرسول (ص) علي بن أبي طالب (ع) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين) [مستدرك الحاكم: الحديث4674].
مما ذكر تتجلى الحقائق والأحداث، التي رسمت فيها الكوفة الطريق الأصوب لتحقيق العدالة الإلهية، ترسخ المفاهيم والقيم التي أقرها رسول الإنسانية (صلواته تعالى عليه).
الكم الكبير من الأحاديث المحرفة، ورواة الحديث المأجورين، والطغيان الذي مارسه الأمويين والعباسيين، وذلك التشويه والسب والشتم، كل هذا وذاك لم يأخذ من مكانة الكوفة شيئا، ولم يطفأ نورها الذي أختار الحق سبيلا.
ذاك لأنها ولدت بعلي ومن علي ولعلي (عليه أفضل الصلاة والسلام)، ولأنها مرسى سفينة نوح وغصة حوت يونس (عليهما السلام).



#زيدون_النبهاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسافرٌ إلى الظلام
- أبن -التفكه-
- أكذوبة العرب الكبرى
- عادت حليمة.. لا مرحبا بعودتها
- الشرعية المتداولة.. افة الحرب الجديدة
- الديمقراطي الأمريكي وخدعة السلام
- عبطان وقصة الماراثون
- الوجه الأخر لهيومن رايتس ووتش
- -كاليجولا- وحصانه عضو مجلس الشيوخ
- ياريس.. من فات قديمه تاه!
- انتهت الحرب الباردة.. وماذا بعد؟!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيدون النبهاني - من رحم الكعبة ولدت الكوفة