أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدية العبود - الجزاء (أيام متقاعد)














المزيد.....

الجزاء (أيام متقاعد)


سعدية العبود

الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 07:40
المحور: الادب والفن
    


الجزاء (ايام متقاعد)
كانت قد انهت حفل توديعها الذي نظمه زملاؤها والمرؤوسين وهنأها المدير العام وهو يقدم لها مكافئة تعبيراً لها عن الخدمات والعمل المنظم والمنضبط الذي ادته طيلة خدمتها التي جاوزت الاربعين عاما ,لملمت اوراقها وكانت تحاول اخفاء مشاعرها لحظة كلمات الوداع التي قيلت فيها ,وهذا ما جعلها تعلن عن رغبتها في المغادرة .تطوع احد الموظفين في تقديم خدمة ايصالها الى اي مكان ترغب .
-هنا رجاءً لا داعي لإكمال الطريق , استطيع الحصول على سيارة اجرة للمكان الذي اقصده.
-انا خرجت خصيصا لأقدم لك خدمة بسيطة فأنا اليوم متفرغ لخدمتك قالها ذلك الشاب وهو يعلن صراحة عما يفكر به.
- ولكني اسمع هاتفك يرن وزوجتك تكرر الاستفسار عن سبب تأخيرك ,وانا سأذهب الى مذخر ادوية لشراء احتياجاتي ,لقد اديت لي الخدمة التي احتاجها وما عليك سوى العودة للمنزل .
-مشواري الخاص استطيع انجازه متى شئت ,دعيني اخدمك خدمة بسيطة ,لقد منحت عمرك وصحتك لعملك الذي نتمتع به الان وما عليك سوى الراحة ,دعيني ارد لك جزء من التعب الذي قدمتيه ,ان لك الاوان ان تستريحي ونحن الشباب مهمتنا خدمتك .
شعرت براحة بال وابتسمت وتمتمت الحمد لله ,اذا الشباب يقدرون مشقتنا وقابليتنا البدنية وما قدمناه لهم من عمرنا .سأبدأ رحلتي مع معاملة التقاعد واضنها سهلة ,فقد ذهبت ذات يوم مع شقيقي السجين السياسي والمحال على التقاعد , حيث رُحب بنا في دائرة التقاعد ووجد المعاملة منجزة وما عليه سوى استنساخ بعض الاوراق والوثائق ,فقد سبق ان كلفت المؤسسة الخاصة بالسجناء السياسيين موظف جمع ارشيف ووثائق السياسيين وصحة صدور هذه الوثائق وكل ما يتعلق بالمعاملة ,وعندما انجزت معاملة التقاعد ,تم دعوتهم للمراجعة لاستلام الراتب وتحديد المصرف القريب والمناسب لهم لتأمين استلام الراتب .,فقد قيم جهدهم وانتدبت مؤسستهم من ينجز معاملاتهم ,وكذا الحال معي فقد تم تشكيل شعبة المتقاعدين لخدمتنا وانجاز معاملاتنا .
عندما قررت مراجعة الادارة لملاحظة ما تم انجازه من المعاملة ,كانت وجهتها الى الشعبة التي اقرت في كل مؤسسة والخاصة بالمتقاعدين بدأت سلسلة المتاعب ,الامر الاداري خطأ ,التقاعد يحتاج الكتاب الفلاني والذي لم يرفق بالمعاملة ,التوقيفات التقاعدية لم ترسل منذ سنوات ,منحة الاجازات المتراكمة, يجب جلب ما يؤيد استلامها قبل المطالبة بمنحة التقاعد ,الاضبارة في التقاعد مفقودة ---ال—ال-- بدأت انفاسها تتقطع وهي ترتقي السلم وتعود الى الطابق الارضي وتكررت المراجعة يوم ويومين وشهر ووووو دون نتيجة نظرت الى المراجعين قد تكن هي اوفر حظا وصحة منهم ,مقعدون عجزة ارامل ,يا الهي كيف يستطع هؤلاء من متابعة معاملاتهم ؟.ادركت الان سر هذا الحزن والبؤس المرتسم على هؤلاء.
عودي بعد شهرين في يوم كذا ستستلمين المنحة وجاءت في الموعد المحدد دون نتيجة ,ومنحت موعدا اخرا ولا جديد في الامر .اعلن شكواها امام احد النواب ,ارسل مراسله الخاص مع هويته كنوع من الدعم وتطييب الخاطر .محاولة البحث عن الاضبارة باءت بالفشل ,بحثوا عن الاوليات ,قيل لهم الاضبارة سلمت للغرفة رقم () راجعت الموظفة في تلك الغرفة اجابتها بنفور :وما علاقتي بمعاملتك .رددت مع نفسها مستحيل ,اشك في كون هذه الموظفة قد تخرجت من مرحلة الامية او الاساس فهي لا تجيد القراءة ولا التعبير ,وهي من تعبث بمصيري . بالأمس كنت اقلب خلاصة خدمتي وقد شعرت بالرضا من المهام واللجان وكتب الشكر عما قدمته ,وكنت اشعر بالزهو وانتظر من يعترف بمكانتي ودوري عما قدمته ,والنتيجة اُهان من قبل موظفة لا اجد مفردة مناسبة لوصفها .!
غادرت دائرة التقاعد تحاول ان تلتقط انفاسها فقد بانت عليها علامات الاختناق ,صادفها زميل كان قد احيل الى التقاعد بعدها بأربعة اشهر .
- ما الامر ؟بادرها بالسؤال.
-لا شيء احتاج الى بعض الراحة ,وانت هل بدأت بإنجاز معاملتك ؟
- ابتسم واردف لقد استلمت المنحة واستلمت الهوية .لم تستطيع اخفاء غيظها وكيف ذلك ؟
- لقد دفعت سبعة اوراق الى فلان ورتب لي حتى احتساب راتبي التقاعدي .
لم تستطع مجاراته بالحديث فقد تهاوت وسقطت العصا التي تتعكز عليها .

سعدية العبود6-ايار -2015



#سعدية_العبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات الاقتصادية الاسلامية (محاضرة في مجلس امال كاشف الغط ...
- كوامي اجامو لم يكن الاول ولا الاخير
- في كوثاريا نعيم ال مسافر (هل نحن بحاجة الى ابراهيم )
- بعد المطر (مأساة شعب)
- التعليم حق من الحقوق الاساسية الواجبة للمواطن
- هبوب العاصفة وصور المرشحين
- لها وحدها اكتب في عيدها الذي لم تكن فيه
- في المحطة الاخيرة
- مواقع التواصل الاجتماعي ,هل سببت العزلة داخل الاسرة
- عندما اغتيل الامل (في ذكرى حادثة بشتاشان )


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدية العبود - الجزاء (أيام متقاعد)