أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - المثقف البائس














المزيد.....

المثقف البائس


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 00:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مازال سؤال الثورة يطرح نـفـسه عند المثـقـفـين بدرجاتهم المختـلفة. هل ما يشهده الوطن العربي ثورة أم هي مؤامرة امبريالية؟
نتساءل في البدء هل ان مباركة الأنـظمة الأوربية و الولايات المتحدة تعني مباشرة ان الأمر مؤامرة؟ ثم هل ان هذه الأنظمة قد باركت فعلا انـتـفاضة الشعـوب العـربية ضد أعتى أنواع الإذلال للفرد العربي التي لم يشهـدها على مدى تاريخه؟ ثم هل ان العـرب يعيـشون في كوكب خاص بهم بحيث لا يخضعـون لمبدأ التأثير و التأثر في العالم؟
هل العرب فعلا طينة خاصة؟ هل العربي في عمقه لازال يعتـقـد راسخا انه سليل الآلهة أو ابن الرب أو على أقـل تـقـديـر ذو رسالة خاصة عبر التاريخ كلفه بها الله و تميزه تميـيزا فعـليا عن بقية الشعوب؟
انك فعلا أمام ظاهرة مواربة متوارية و مخادعة إلى الدرجة التي لا يعتـقـد فيها المرء بتلك الصفات. يبدو انه يوجد عامل أساسي يوحد كل ذلك و هو الخوف من العالم. الخوف يتوارى خلف الغضب و مجمل التوترات. انه يتوارى خلف الكره و الحقد مثلما يتواريان خلفه.
هناك عـدم إيمان بالذات و الإنسان و قـدراته الخارقة التي تـنـفجر في اللحظات الاستـثـنائية و هناك عـدم إيمان بأي شيء. عدم الإيمان ناتج طبعا عن عدم التدرب على التـفكير صوب طلب الحـقيقة. جل ما هنالك من تـفـكير هو مجرد عـدة حرب.
حين ترى مثـقـفـين ينزعون إلى فـسخ تحركات الشعـوب و إرادتها و انـتـفاضتها فانـك تتسائل عن كنه هذه الكائنات. هل هي مجرد كائنات ورقية بالية؟ لا يخلو الأمر من شخصانية مقيتة. اغـلب هؤلاء المثـقـفين اطلعوا على مقولات الإرادة الإنسانية الجبارة و على قـدرات الإنسان على قـلب الأوضاع لان الإنسان وعي و تصور و تمثل قبل ان يكون ظاهرة معيشية يـومية. لكن هؤلاء الكائنات الخرافية تـنـفي على شعوبها صفة الإنسان. في عمقها لا تخرج عن منطق التـفكير في كون الشياطين و الملائكة هي التي تحرك كل شيء. لم يعـلموا أنهم هم من قـزموا أنـفـسهم بالتعالي الأجوف على الواقع الحي. كانوا يحتـقـرون الشعب لقصر في الرؤيا و تـقـاعـسا عن الدور الذي يجب ان يكونه المثـقـف .
المثـقـف الذي يجب ان يكون في المقـدمة، يستـطـلع المجهول ليحـوله إلى معلوم و يخبر أهله بحـقيقة ما رآه، و ان لم يصدقوه فيحاول بألف طريقة ان يقـنعهم. و هنا عوض ان يكون كذلك فانه يرضى بالفتات و ينسج آلاف الكلمات ليغـطي تـقـاعسه و تـقـزيمه لنـفـسه، و إيثاره للكبرياء الزائف و التميز الفارغ من المعنى الحـقيقي. ذاك المثـقـف المازوشي الذي يتـلذذ بآلامه و دموعه المراقة. المثـقـف الضعيف الهزيل. المثـقـف الذي تخـونه الكلمات لأنه لا يتعبد الكلمات و إنما يتعبد تـفـاهته التي يدأب على اعتبارها عبقرية استـثـنائية. ذاك المثـقـف مازال يعـيش صدمة تـقـدم الشعـوب عـليه و عـوض ان يقـف بشرف الذي يلامس الحقيقة فانه يستمر في مغالطة نـفـسه و مغالطة الآخريـن.



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخوان الكذب في حضرة السخرية الجليلة
- حلبة التنافس السياسي في تونس اليوم
- من مآثر المفكر - يوسف صديق-
- إبداعات الدم
- الداعشية ديدان جثثنا
- صنم -بورقيبة- أم تمثاله ؟
- لوثة العبادة أم نقاؤها ؟
- الإنخطاف بالأنثى و الخطف
- جدار الدكتاتورية و مستنقع الأخوان
- مطرقة التعري على الرأس العربي المنافق
- الإرهاب و أزمة الانتماء
- دائرة الوهم في العالم العربي
- من انت؟
- الكائن و الإيروتيك
- عالم عربي يحتضر
- متى يخرج العربي من كهفه
- العالم مقذوف الى المستقبل
- ثقافة الجامع و ثقافة الكتاب
- الرأس العربي الأجوف
- المسلم الكافر


المزيد.....




- حاكم مصرف لبنان بالإنابة: نحن أمام مفترق طرق
- -تهديدات تثير القلق-... قضية مارين لوبان تفجر نقاشا سياسيا س ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في زيارة حاخامين قرية سورية دون تصريح ...
- نوفوستي: الولايات المتحدة تهدد باستخدام سلاحها الرئيسي وروسي ...
- حكم الاستئناف في قضية لوبن قد يصدر قبل الانتخابات الرئاسية
- قد يطرح في الصيدليات هذا العام.. القنب أساس دواء مسكن للآلام ...
- حظر ممارسة للجنس.. مدرب كرة ألماني يشارك أسرار غريبة عن حيات ...
- الدفاع الروسية تعلن استمرار تقدم قواتها وتكبيد العدو خسائر ف ...
- اكتشاف آثار فيضانات هائلة قديمة في غرب أوروبا
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - المثقف البائس