أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هشام حمدي - الغرب فوبيا بدل الإسلاموفوبيا














المزيد.....

الغرب فوبيا بدل الإسلاموفوبيا


هشام حمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4797 - 2015 / 5 / 5 - 16:48
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الاحكام المسبقة تجاه الأفراد المسلمين أو الجماعات الإسلاموية والعداوة المتعددة الدرجات على سلم الأخلاق الناجمة عن هذه الاحكام المسبقة تزداد يوما بعد يوم في العالم الغربي عامة وبالخصوص في أوروبا، بحيث يتعرض المسلمون بسبب السياسات المتعمدة أو المعتمدة الخاطئة إلى تمييز بسبب دينهم أو ثقافتهم وكأنهم يرسلون إلى العزل عن الحياة الاجتماعية، وهذا ما يمكن تسميته ب الإسلاموفوبيا والذي يمكن أن نعرفه باختصار بأنه خوف وقلق من الإسلام ورهاب من المسلمين وأي شيء يتعلق بهم.
منذ القدم وحروب الهوية والثقافات والعقائد والأفكار والنظريات والمصالح قائمة، تظهر وتستتر حينا وتشتد وتتوتر ثم تفتر حينا آخر تبعا لمفاعيل القوة ومتطلبات السيطرة والهيمنة؛ إن قارئ التاريخ الطويل للغرب سيجد أنه مؤسس أصلا على الحروب والتدمير والإبادة، كل المعارك والحروب التي شنها الغرب كانت حروب تدمير وإبادة حتى تلك التي أوقدوها داخل الديار الغربية نفسها مثل حرب المائة عام وحرب الثلاثين سنة والحربان العالميتان الأولى والثانية، أما الحروب الخارجية فكانت أكثر فجاعة وفظاعة وهولا وترويعا وإبادة وهذا ما حدث في أمريكا الجنوبية حين دمر الإسبان والبرتغال حضارة تلك البلدان وأبادوا شعوبها وطمسوا تاريخها، وهذا أيضا ما حدث في بلاد الهنود الحمر وتحديدا أمريكا الشمالية حين دمر الغرب وبتعاون عجيب حضارة الهنود الأحمر ومحقوا الشعب ومحوا التقاليد والثقافة، كذلك حدث في الحرب على الڨ-;-يتنام من قبل الفرنسيين والأمريكان، وهذا ما حدث في إفريقيا وآسيا من مجازر وتطهير وإبادات على يد الفرنسيين والإسبان والبريطانيين والبرتغاليين والهولنديين والبلجيكيين، لدرجة أن هناك بلدان كثيرة مازالت تعاني من آثار الغربيين الهمجية الدموية، وبالرغم من تاريخه الأسود وأفعاله القبيحة مازال هذا الغرب بعيد عن الحياء الإنساني، فهو لا يعرف حمرة الخجل، ولا يكف عن مشاريعه الدموية بإشعال الفتن والحروب وتخويف الشعوب بأمنها ومستقبل أبنائها
اليوم نشهد تصاعد هذه السياسات ضد الإسلام على مستوى السلطة عامة وعلى المستوى الاجتماعي بسبب الأحداث الاقتصادية والأمنية والسياسية المتفرقة التي وقعت في العالم بعد غزو العراق في التسعينيات ووصولها إلى أوج قمتها بعد أحداث الحادي عشر من شتنبر حقيقة لا يمكن جهلها ولا تجاهلها، هذه الحقيقة التي استمرت من الماضي إلى الحاضر بشكل منتظم والتي أدت إلى تشكيل ممارسة تمييزية تستهدف المسلمين وقيمهم، أسفرت عن وقوع ردات أفعال كبيرة في العالم العربي الإسلامي.
ولكن في حال النظر إلى ردات الأفعال الجماعية التي انبعثت وتنبعث من مختلف الأماكن والأزمنة بالعالم العربي الإسلامي أو إلى ردات أفعال المفكرين والمثقفين والصحافيين ورجال الدولة من ملوك وأمراء ورؤساء يمكننا أن نرى أن الموضوع بالنسبة للمسلمين يتم تناوله من بعد واحد فقط ألا وهو إهانة الدين الإسلامي بِغَضِ النظر عن العناصر المهمة الأخرى المتجهة إلى الصهيونية واللاهوتية المسيحية بتاريخها الغني في الممارسة التمييزية، وبأن القضية تحولت في مجملها إلى قضية الدفاع عن الإسلام فحسب.

إن تركيز الاتجاه السائد في العالم العربي الإسلامي على إنتاج خطاب وخطب دفاعية تطوَر ضد إهانة الدين الإسلامي فقط صار يدعو في غالب الأحيان إلى القلق، وجعل الممارسة التمييزية التي تعتمد على الإسلاموفوبيا في الدفاع عن الإسلام فقط وإنتاج الأجوبة الجاهزة أو بالأحرى ردود الأفعال، تسبب في إيقاع الدين الإسلامي في وضع شبه سلبي ومنفعل تجاه الصهيونية وتاريخ اللاهوت المسيحي مما نتج عنه وضع الدين الإسلامي في موقع المتهم الذي يدافع عن براءته، على المسلمين الذين اضطروا إلى الدفاع عن النفس بشكل دائم نتيجة العبارات الغربية اليومية الدارجة التي تستخدم فيها مفاهيم وبعض مصطلحات الإسلام كالإرهاب المسلم والإرهابي... ووو، أن يتجاوزوا ولو خطوة واحدة هذا المفهوم الدفاعي والتوضيحي الانعكاسي وأن يتناولوا الحقائق الموجودة عن تاريخ المسيحية والصهيونية بكل جهاتها وأن يبدؤوا في التعرف على من يحاول القيام بتعريفهم بصورة مغلوطة للعالم وأن يثبتوا أنفسهم بقوة فكرهم ومعرفتهم من خلال طرح عقلاني منطقي حداثي تنويري متوازن.
أخيرا علينا أن ندرك أن الغرب كان ومازال مصدرا للأوامر وراسما للسياسات ومجندا للتابعين له ومطلقا للمصطلحات الشائنة الآثمة بالكراهية والحقد والبغض والعداء ولعل آخرها مصطلح الإسلاموفوبيا والأحق صراحة أن يطلق الغرب مصطلحا فحواه الغرب فوبيا
الإنسانية هي الحل



#هشام_حمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم العربي الاسلامي بين عار الصهيونية و نار الداعشية
- عن السياقة في الدار البيضاء ... أتحدث
- سؤال التقدم والتنمية، من يجيب؟
- حرية الرأي في التعبير
- فساد أم إفساد الدولة
- الإعلام الافتراضي ومواطنو التواصل الاجتماعي
- الاستهلاك حرب إيديولوجية جديدة
- الإساءة للرسول وأنموذج شارلي إبدو
- إنسانية الإنسان بين مطرقة التدمير وسندان التعمير
- متلازمة فلسطين..... (غزة) و الهوان
- التراث الفكري الإسلامي القديم بين تنقيح وتصحيح أم تجديد! ؟
- أنا أعتذر، إذن أنا موجود
- القوة الناعمة....الجيل الرابع من الحروب
- أنفاق حماس...معابر غزة... حدود فلسطين


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هشام حمدي - الغرب فوبيا بدل الإسلاموفوبيا