اضرابات العمال تفرض رعبا استثنائيا على حكم الجنرال

عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4797 - 2015 / 5 / 5 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فرغم انها لم تتوقف لحظه منذ اندلاع الثوره فهي لم تعرف سوي الصعود والهبوط النسبيين المتتاليين
الا انها الان تشكل خطراُ مفزعاُ علي حكم السيسي بما صار يحيط بها من غضب شعبي عارم وغير كمسبوق يحاصر حكم الجنرال
فالاضرابات المتكرره الحانقه في الشركه الواحده قد يستهل احدها علي حين غره -بسبب من تعامل مستفز او استعباط بوليسي اوعنطزة رئيس مجلس اداره- الموجه الثوريه الشعبيه العارمه التي اصبح يتوقعها حتي الجنرال.
معضلة حكم السيسي تكمن في عدم وجود مخرج رأسمالي من الازمه الاقتصاديه والثوريه بعيداُ عن تحميل اعبائها علي عاتق العمال حيث اصبح ذلك سياسه رسميه حتي في البلدان الرأسماليه المتقدمه المأزومه ايضأ بسبب الازمه الاقتصاديه العالميه.
ولقد شاهد العالم كله مؤخراُ ردود الافعال العماليه هناك ومن امريكا الي بلجيكا الي حتي فرانكفورت وباريس ضد برامج التقشف وضد تخفيض الحد الادني للاجور.
الغضب العمالي المصري يختلف عن اي غضب عمالي اخر في شئ واحد وخطير :الثوره المستمره.
اي اندفاع للامام من جانب العمال سيكون بمثابة الشراره التي ستحرق السهل كله
وكون هذه الحريقه هي الحريقه الثالثه الكبيره لثورة يناير بما ترتكز عليه من انجازات لموجتيها السابقتين اللتين عصفتا بحكم مبارك وحكم الاخوان فان اوصال حكم الثوره المضاده لا تكف ولن تكف ولا تستطيع الكف عن الارتعاش فالعقل الجمعي للثوره تخلص كثيراُ من الاصلاحيه وفهمت اوسع الجماهير ان اسقاط النظام شئ مختلف عن اسقاط احد الوان حكمه كما عرف الكثيرين وعبر تجربتهم الخاصه المريره ان قيادات الجيش اخطر مكونات النظام.
(ان الغلطه هنا بفوره )كما يقول المصريين ...الغلطه برقبة النظام
وهنا تكمن مأساة القائمين علي حكم الثوره المضاده الذين يحاصرهم اليأس بصوره قاسيه حيث صاروا يكتشفون بعد كل موجه ثوريه ان ما تصوروه انجازأ لا يعد الا بجنازه جديده للراٍس الموعود والمصيبه التي اصبحت تقض مضاجعهم تتجسدفي محدودية الخيارات والبدائل فاوراق الكرنبه قد جري تقشيرها
فالثوره الجائعه الغاضبه الحانقه من كثرة ما تعرضت له من خداع تقف امام اللب الذي بات عاريا من اي اوراق.
والخطوره لدي القوم ان العمال واضرابات العمال ستكون بحكم واقع الحال والاحوال في صدارة التوجه المباشر للب المكشوف والذي اصبحت حتي حمايته بالجيش غير ممكنه واي محاوله في سياقها لن تزيد النار الااشتعالاُوحتي محاولة الاعتماد علي الخطه الداعشيه ما بعد الاخوانيه لن تقدم اي تقدم للثوره المضاده وكل ما ستؤدي اليه هو العصف المروع بالدواعش ليكونوا عبره لكل الثورات العربيه كما اصبح الاخوان فتتعري المصالح الامبرياليه وتتعرض ايضاُ للانكشاف امام اوسع الجماهير.
ولا فيه مخرج يا جنرال
تحبس ثوار
ترهب عمال
تأجر جيشك لسلمان
الازمه هتخنق رأس المال

#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات