العبادي يُحذر المالكي

عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العبادي يُحذر المالكي
عادل الخياط
ذكرت الكثير من وسائل الإعلام رسالة تحذير من رئيس وزراء العراق " حيدر العبادي " إلى نائب رئيس الجمهورية " نوري المالكي " يتهمه فيها بفبركة قضية " ناظم الثرثار " .. نص الخبر أو الرسالة هي كالتالي :

"

بغداد-((اليوم الثامن))

بعث رئيس الوزراء حيدر العبادي رسالة شديدة اللهجة الى نائب رئيس الجمهورية والامين العام لحزب الدعوة الحالي نوري المالكي.
وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء لـ((اليوم الثامن))ان” العبادي ارسل صباح اليوم رسالة هاتفية شديدة اللهجة الى المالكي على خلفية الترويج الذي قادته المواقع الالكترونية التابعة له بشأن قضية ماحصل في ناظم الثرثار بألانبار.
واضاف، ان رسالة العبادي تضمنت تحذير شديد للراعي الرسمي لكل من مواقع دولة القانون وملتقى البشائر وهو صهر المالكي ياسر عبد صخيل
وتابع،ان العبادي قال في نص رسالته للمالكي”ان الجيش الذي تقوده انت وزمرتك لن يثني من انتصارات الحكومة والجيش العراقي ابداً وسنحاسب كل من يقف امام ذلك مستقبلاً.(A.A) "


اللطام - المالكي - يعود مرة أخرى , بالمناسبة , تعبير اللطام ليس مني , إنما من أحد الأصدقاء , وهذا الصديق أيضا من الصنف الكتابي , فهو صحفي وروائي ويعمل في الكويت . إنطلق التعبير منه على نحو تلقائي , أو انه أصلا كان يُسمي " المالكي باللطام . مع قناعتي أنا إنهم كلهم - الأحزاب الإسلامية وعناصرها هم " لطامة " بما فيهم العبادي الجديد - أقول إن المفردة كانت قد وردت عدة مرات من هذا الصديق , لكن الذي أعطاها ألقا للذكرى هو انني كنت معه في سيارته في الكويت وقرر أن يملأ خزان سيارته بالوقود , وبعد ملء الخزان إكتشف ان سعر الوقود قد إرتفع ولو بنسبة ضئيلة , فسأل العامل عن تاريخ تلك الزيادة فأجابه : انها قد حصلت قبل بضعة أيام أو أسابيع .. المهم , عندما غادرنا محطة الوقود تذكرت الإنتخابات الرئاسية الأميركية وكيف أن " باراك أوباما " قد عرى الجمهوريين في خطاباته عن إرتفاع أسعار الوقود , وأيضا حكيت لصديقي عن خطابات أخرى ل أوباما وسخريته اللاذعة للجمهوريين .. الصديق أيضا لم يخف إعجابه بشخصية أوباما وإسلوبه الخطابي المميز . بعدها قال : هذا الذي تسميه " مُفوه " وليس اللطام .. كيف تذكر الكلمة ؟ فقبل يوم كنت قد ذكرت له ان أحد الكتاب العراقيين المغرمين ب " المالكي " يعتبره " مُفوها " .. بعدها أخذ يُصنف بطريقة ساخرة عن خطابات المالكي الأعرابية التي لا تمت حتى للمبتدئين في فك الخط . ( مع التأكيد ان المقارنة أتت ضمن السياق , ولا تعني الجوهر بين النوعيتين )

المهم , القول , ان اللطام يعود مرة أخرى , الواقع انه ليس يعود , إنما ظلت أحشائه تفور منذ سقوطه , ولا ريب ان ذلك الفوران كان يقترن معه صياغة نوع من الفبركات بواسطة زمرة جيش دولة القانون كما يصفها العبادي , قد يكون الخير فيما وقع طالما ان الإستفحال السلطوي يُسيطر على تلك العقليات الإسلامية , وفي الحزب الواحد وليس فقط بين التشكيلات الأخرى ..

قد يكون هذا الموضوع فيه بعض ملامح الشبه لموضوعي السابق عن " علي عبدالله صالح وأين ستكون محطته الأخيرة .. حيث هنا لا يدرك المالكي انه في بلد مثل العراق وأشباهه ان من يتبوأ السلطة تتحول كل مؤسسات الدولة طوعيا تحت نفوذه وأمره , مع ان المالكي قد مر بالتجربة وكيف ان الدولة بكل مؤسساتها قد أضحت طوع أمره ومنها الأهم المؤسسة القضائية . وهنا سيكون العبادي هو صاحب الأمر والنهي , وطالما أن المالكي لا يكف عن النبش على العبادي , فإن الأخير قد يُورط المالكي في قضايا قضائية قد تصل السجن المؤبد أو الإعدام , خصوصا أن ثمة دعاوي مدنية ضد المالكي فيما يخص إحتلال داعش لمساحات شاسعة ومهمة من الأرض العراقية , طبعا بالإضافة للثأريات بينه وبين التيار الصدري وبقية التشكيلات الشيعية والسنية والكوردية على حد سواء , الأرعن لم يترك له صديق واحد يسند له ضلعه في زمن المطبات !

وهنا , فيما لو صيغت تهمة للمالكي على شاكلة تلك التي صاغها للهاشمي الذي أيضا كان في منصب مساعد الرئاسة , أين سيكون مصيره ؟ لا توجد غير طهران , الهاشمي كانت عنده الكثير من الخيارات : تركيا , دول الخليج جميعها وكذلك دول العالم , أما أنت : إما إيران أو سوريا , والدولتان نفس النسخة , طهران قد تقول لك : القرار قرارنا ونحن الذين إقتنعنا بالعبادي خليفة لك , فلا موجب لتلك الفبركات التي تصيغها ضده , وسوريا قد يُذكرك الأسد بمواقفك السابقة ضده عن رعاية الإرهاب الذي يلج العراق , بالرغم من إنصهارك الحميمي معه مؤخرا . فهل تتعظ عن حُلم السلطة ثانية ؟

إلى ذلك : مرض السُكري له حوبة , فعلاما تجهد نفسك حتى يفترس دمك وعظامك هذا المرض الكارثي الذي حير باحثي ومختبرات الدنيا .. حتى يفترسك لتجد نفسك هامدا ذات يوم تحت وقع الحُلم السلطوي !

#عادل_الخياط (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات