أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عماد صلاح الدين - الاستهلاكية تحت الاحتلال ستؤدي إلى الانفجار














المزيد.....

الاستهلاكية تحت الاحتلال ستؤدي إلى الانفجار


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4795 - 2015 / 5 / 3 - 13:53
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


الاستهلاكية تحت الاحتلال ستؤدي إلى الانفجار
عماد صلاح الدين

منذ أكثر من ست أو سبع سنوات، برزت بشكل واضح وجلي تداعيات الحالة السياسية والاقتصادية السائدة، المتمثلة بتوفير ومن ثم تعميم ثقافة الترف الزائف والاستهلاكية المجنونة، في الأراضي المحتلة عام 1967، تحديدا في القطاع الأوسط منها الضفة الغربية؛ حيث يصعب على المراقب وهو يتابع مشهد الحضور الأناسي في المجتمع التمييز بين أوضاع الناس الاجتماعية والمادية؛ حيث تجد الجميع متشابهين في المظهر والملبس وباقتناء السيارات الفارهة وأدوات الاتصال الحديثة، في آخر صرعة حضور وموضة لها.
ولو رجعنا قليلا إلى الوراء في أواخر ثمانينيات ومطلع التسعينيات حتى نهايتها، ودخولنا وقتها الألفية الثالثة، لم يكن المرء حينها يجد صعوبة تذكر في تمييز أوضاع الناس الحقيقية، لأنه لا تناقض تقريبا بين مظاهر الناس الحياتية وبين أوضاعهم الاجتماعية والطبقية المادية. ورغم كل شيء تبقى المسألة في حالة من الانسجام المقبول.
لكن الحالة اليوم، تتميز بالانفصال أو الانفصام الحاد بين أوضاع شكلية تصويرية مؤقتة، وبين واقع الناس الصعب في الإمكانات والقدرات في غير مجال.
لقد تم إضفاء اصطناع حياتي شامل تقريبا، يتميز بالصورة المبهرة فقط؛ من خلال التمويل الربوي الفاحش من المؤسسات البنكية ومؤسسات الإقراض الأخرى، لأكبر فئة في القطاع العامل في المجتمع، وهو القطاع الوظيفي في الأنشطة المدنية والخدمية.

ولذلك، نجد الغالبية الساحقة من المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية، قد أصبحوا يعانون في أكثر من اتجاه، وبشكل تركيبي معقد كما يلي:

1- فمن جهة أن الشعب الفلسطيني في الأساس واقع تحت احتلال إحلالي طارد، ومعنى ذلك أن ظروفه السياسية والاجتماعية والمادية بالضرورة أن تكون صعبة جدا، وهي صعبة مضاعفة بالنسبة للفلسطينيين بسبب طبيعة الصراع مع المشروع الصهيوني.
2- ومن جهة أخرى دخل تركيب آخر في التعقيد، وهو اتفاقات أوسلو ومخرج القرار الدولي بإيجاد السلطة الفلسطينية.
3- ثم تبين بعد مضي المرحلة الانتقالية 1995-1999، رفض إسرائيل تحويل سلطة الحكم الذاتي إلى كيان دولة، وما نتج عن ذلك من اندلاع الانتفاضة الثانية سنة 2000، وما قادت إليه الحوادث بعد ذلك من إجراء انتخابات للسلطة الفلسطينية 2005، 2006، ومن ثم حدوث الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، واستمرار الحرب والعدوان على الشعب الفلسطيني، وبطريقة مريحة في التبرير، بالنسبة لإسرائيل وحلفائها
4- ثم قبل ذلك وبعده؛ كيف تفشت الأمراض الاجتماعية والتناقضات الفكرية والسلوكية، حين تم حشر شعب واقع تحت الاحتلال مرة في المعازل المكانية، ومرة أخرى في دوائر خدمية غير إنتاجية، دون مراعاة لدور الإنسان في الإنتاج، وطبيعة الواقع المعاش، بسبب الاحتلال، ودون النظر -على الأقل- إلى كفاءة أو مهنية من جانب آخر.
5- ثم تتفاقم المسألة باصطناع حالة رفاه واستهلاكية فاقعة لا يوجد لها مقومات على ارض الواقع، أدت إلى حدوث هوة سحيقة وكبيرة جدا في حياة المواطن الفلسطيني، أصابت فيما أصابت بنيته الأخلاقية والاجتماعية، بحيث أصبح هذا المواطن مضطرا للكذب، والى عدم الوفاء، وبالتالي ما ترتب على ذلك من انتزاع الثقة بين الناس.

ويظن كثيرون أن الوضع أعلاه سيؤدي إلى ذوبان الناس نهائيا في احتياجاتهم وانشغالاتهم المستجدة، ومن ثم الاستسلام للواقع والبعد عن الهم الوطني. وردي على ذلك هو العكس؛ بالانفجار في وجه جميع الذين عملوا على صناعة التمييع والاختزال القاتل للطموح والأهداف الوطنية والإنسانية، عبر الحالة الربوية العامة والاستهلاكية المهلكة؛ ذلك لان الشعب الفلسطيني يبقى واقعا تحت الاحتلال، وليس له منظومة مادية واقتصادية ولو في حدها الأدنى لتجاري أي ترف شكلي أو رفاه مزعوم. وهو لا يستطيع أن يستمر في هذا المنوال العصيب وليس في إمكانه الاستمرار في ترقيع أوضاع بالغة الخطورة بجهد ذاتي من خلال رفع الضرائب والرسوم وعموم أسعار احتياجاته الاستهلاكية العادية،هذا فضلا عن أن السلطة الفلسطينية إمكاناتها محدودة جدا.

سيدرك الفلسطينيون حقيقة كل الأوضاع الاجتماعية والمادية لعولمة استهلاكية وافدة. ومسالة الإدراك هذه تساعد عليها طبيعة ظرف الشعب الفلسطيني الواقع تحت احتلال إحلالي، لا حل معه إلا بالكفاح الوطني العام وبكل الوسائل المشروعة.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات
- فلسطين في زمن الانكفاء
- لماذا الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟
- كامب ديفيد وأوسلو والحرب على الشعب الفلسطيني
- حقيقة المواجهة مع المشروع الصهيوني
- الافراط في التركيز على شكل القانون الدولي
- العدل وحق تقرير المصير
- عن السياسة والدين
- أساس القدرة على التحرر و تقرير المصير
- ماذا نريد من اسرائيل؟
- منطق الإيمان مقابل ما يسمى بالحرب الدينية
- في ضرورة التركيز على بنية الفكر الإنساني في الدين
- تعقيل المستوطن الصهيوني
- الحركات الاسلامية الفلسطينية وصراعها مع اسرائيل
- من الوضعية الى الواقعية
- الغيبوبة الاجتماعية السياسية
- في معنى الحالة الوظيفية في الحالة الفلسطينية بعد أوسلو
- طمأنة الشعب اليهودي الإسرائيلي على مستقبله في فلسطين
- لمن التاريخ في المنطقة العربية؟
- هل بقي قدرة على تحمل ازدواجية الاحتلال والسلطة الواقعة تحت ا ...


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عماد صلاح الدين - الاستهلاكية تحت الاحتلال ستؤدي إلى الانفجار