مصطفى حمدان
كاتب وشاعر
(Mustafa Hamdan)
الحوار المتمدن-العدد: 4795 - 2015 / 5 / 3 - 09:22
المحور:
الادب والفن
سأكفُ عن البُكاءْ
حين أفقدُ عينيّ
وينقطعُ شريان الوصْلِ
بين العقلِ والرؤيا
سأضعُ نظارةً شمسية
لأُخفي الدموع وأخبئ عينيّ
سألغي خدمة الكهرباء
سأوقفُ الرحيلْ
حين أفقدُ حصاني
وينقطِعَ فيّ السَبيلْ
بين الجبَلِ والوادي
سأوقِفُ رحلتي مؤقتاً
سأبحثُ عن بديلْ
سأهجُرُ حبيبتي
عند أولُ خيانة
سأستَرِدُ قصيدةً
أهديتها عند البداية
سأهجُرُ قصائد الهوى
سأكتُبُ عن النسيان
سأكتبُ عن الخيانة
سأكُفُ عن السؤالِ
حين أجِدُ كُلَ الأجوبة
سأُمَزِقَ من الصحيفة
جُزءَ الاحجية والكلمات المتقاطعة
وبالأجوبة سأبدأ كتابة المقال
سأتوقفُ عن النشيدْ
حين يُطْلَبُ مني
أن أذْكُرُ السلطانَ
في مَطْلَع القَصيدْ
سأطلُبُ مهلةً
قبل اعتقالي من جديد
سأتوقَفُ عن الكلامْ
حين أفقِدُ حنجرتي
سأحلمُ في المنام
طولَ خِطاباتي وثرثرتي
بأصابعي سأُكلمُ الجميع
بيدي سأطرحُ عليهم السلام
سأصحو من الحلْم
حين توقظني
وجع يديّ المبتورة
سأكتُبُ من جديد
سأكتبُ المزيد
سأضع الناس !
سأضعهم في الصورة
سأكفُ عن الموت
حين تُلغى الجنازة
سأهرب من نعشي ومن كَفَني
سأطلُبُ من عزرائيل هدنةً
وأن يأخذ إجازة
سأوقِفُ القتال.. سأوقِفُ المعركة
حين أفقِدُ بندقيتي
ولا أجِدْ بجانبي
أحداً من جِلْدتي
يشاركني حصار الألف دبابة
سأعْكِفُ عن الصلاة
يومَ تتجهُ القِبلةَ
بدلاً من مكةِ
نحوَ الطُغاة
سأشكو الله
ما فعل بنا الأئمةَ والُقضاة
سأتنازل عن عروبتي
عن فلسطينيتي
سأرحل عن بلادي العامرة
يوم تسمى كل بلاد العرب
أرض {جوديا والسامرة]
سأفعلُ أشياءً أُخرى لو استطعت
أن أحتفظ بمقدرتي
على البقاء في حياةٍ
قصيرة فيها الفناء
لأُثبتَ معجزتي
أني حاولتَ.. فعلت ..واستطعت
#مصطفى_حمدان (هاشتاغ)
Mustafa_Hamdan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟