أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - داود أمين - مهرجان (اللومانتيه ) عرس باريس السنوي !















المزيد.....

مهرجان (اللومانتيه ) عرس باريس السنوي !


داود أمين

الحوار المتمدن-العدد: 1331 - 2005 / 9 / 28 - 13:57
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كثيرة أصبحت المرات التي زرت فيها باريس , وساهمت خلالها في مهرجان جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي ( اللومانتيه ),وفي كل مرة كان حبي لباريس يتعمق وعشقي للمهرجان يزداد ترسخاً ووثوقاً , فباريس مدينة حية , مدينة ملونة , زاخرة بالشباب والحركة , أليفة لا تشعرك بالغربة والكأبة والضجر , مدينة مفتوحة على كل الاجناس وألآزياء وألآلوان , يقظة لا تعرف النوم والخمول , منسجمة وسط تناقضاتها الحادة ,توحد بين عظة القديس في كنيسة نوتردام , وتحرشات العاهرات في شوارع حي بيكالي .
في باريس تحتار أين تمضي الوقت القليل الذي منحته لنفسك , فكل شيء يغريك أن تعيشه وأن تراه , متحف اللوفر , كنيسة نوتردام , برج إيفل ,قوس النصر وشارع الشانزليزيه , جامعة السوربون , الحي اللاتيني , قصر فرساي وحدائقه الآعجوبة , نهر السين , المقاهي , المسارح , البارات والشوارع والساحات ؟؟ عشرات ألآماكن الهامة سياحياً وسياسياً وثقافياً , وهذه المرة كانت ألآيام الثمانية التي امضيتها هناك حافلة بالمدهش والجديد والممتع , إذ مشيت عشرات الكيلو مترات دون أن أبالي بألام ( عرق النسا ) فقد وازنت بين المتعة وألآلم , فرشحت المتعة ونسيت ألآلم .
العيد ال 51 لل ( لومانتيه )
بهذه السنة تكون جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي ( اللومانتيه ) قد نجحت في إقامة مهرجانها السنوي ال51 , جامعة في ثنايا فعاليتها هذه ما يزيد على ال (600000) زائر , غالبيتهم الساحقة من الشباب , وهي صفة منحت هذا المهرجان والمهرجانات السابقة التي شهدتها خلال العقد ألآخير, ديناميكية وجدة .
المهرجان , كما في السنوات القليلة السابقة , أقيم فوق مساحة واسعة من ارض مطار , يقع شمال شرقي باريس , وقد وفرت إدارته سيلاً من الباصات المجانية لنقل المشاركين من نهاية أخر مترو , حتى أبواب المهرجان وبالعكس . كان سعر بطاقات الدخول لآيام المهرجان الثلاثة 15 يورو , أما باعتها فينتشرون على طول الطريق ,من نهاية أخر مترو حتى أبواب المهرجان , ناشطون شيوعيون من الجنسين , شيوخ وشبان , بيض وملونون , يلوحون بالبطاقات وبأخر عدد لجريدة اللومانتيه , وإلى جانبهم يقف عشرات الدعاة من شتى الجنسيات والشعوب , يوزعون صحفهم ومنشوراتهم وبوستراتهم , ويدعون للتضامن مع قضايا شعوبهم .
الشرطة الفرنسية كانت تنتشر بكثافة على طول الطريق الى المهرجان وحول محيطه تراقب السيارات وتدقق في سيرها , وتحافظ على أمن وحياة المشاركين .
تدخل من احد ألآبواب الكثيرة للمهرجان , تقف مثل الآخرين في طوابير طويلة لكي تستبدل البطاقة التي اشتريتها بسلك ملون من البلاستك , يلف كالساعة حول المعصم , ويحمل اسم الفعالية , وهو تقليد لم الحظه في مشاركاتي السابقة , ويبدو أن الاشقاء لجأوا إليه للاحصاء أو لتجنب البيع غير الشرعي للبطاقات !! تدخل مع عشرات ألآلوف من أمثالك فتصبح حينها جزءاً من مدينة عالمية مؤقتة , مدينة شيدت من الخيم المختلفة الآلوان وألآحجام والغايات , مدينة ترتفع فوق صواري أعلامها أسماء ورموز بلدان كل القارات ! أقنعة أفريقية محفورة على الخشب ومشغولة بحرفية وإجادة عالية تتكأعلى ألآرض , تماثيل ولوحات تشكيلية , أدوات موسيقية تنتمي لشتى الثقافات , اثاث , أطعمة , ملابس وأزياء , حلويات , كتب بمختلف اللغات , مشروبات , عطور , سيرك ومدن العاب , كل ما يخطر على البال موجود في هذه المدينة الكونية المعدة للايام الثلاثة من منتصف كل أيلول ( سبتمبر ) من كل عام . كل ما تريده ستجده هنا في المهرجان , السياسة والثقافة والموسيقى والرقص والغناء ,فالشعوب التي تشترك في المهرجان تتبارى في عكس خصوصياتها من خلال موسيقاها ومطبخها ورقصها ونبيذها , وقضاياها السياسية والاقتصادية والثقافية أيضاً.
(طريق الشعب ) تحتل مكانتها في المهرجان
لا أعرف بالضبط متى بدأت جريدة حزبنا ( طريق الشعب ) مساهمتها في مهرجان اللومانتيه , خلال أكثر من نصف قرن من عمره , ولكني أعرف أنها تساهم منذ أكثر من عقدين من السنين , وإن المساهمة ليست شكلية أو عابرة , فخيمة طريق الشعب تحتل ركنها المعتاد , شامخة وسط خيم قسم التضامن في المهرجان , حيث يرتفع اسم حزبنا الشيوعي العراقي فوقها بوضوح وكبرياء , وتحته إسم جريدته .
خيمة كبيرة وواسعة تحيطها مجموعة من المناضد المتراصة , وفوقها صُفت أدوات مختلفة تؤدي لمهمة واحدة هي بيع ألآكل والشاي والمرطبات للمشترين , طاوات عميقة تغلي بالزيت الفائر , تطفو وتغطس داخلها حبات الفلافل , مبدلة لونها من ألآخضر الى البني ( أو ألآسود لمن يسهو قليلاً ) , مناقل تزهو بالجمر المُشع وبأسياخ الكباب التي ترشح بالدهون المتساقطة , باعثة روائح تدغدغ بطون الجائعين , وأخرى تغص ب (قواري وكيتليات ) الشاي الذي تعبق منه رائحة الهيل التي تسحر الشاربين وتجر أقدامهم نحو إحتسائه , ومنقلة تسبح في قدرها اصابع ناعمة لبطاطا مقلية . وحين تدخل الخيمة ,تواجهك أعمال فنية راقية, من السيراميك , تحتل الجزء ألآكبر من وسط الخيمة , وفي نهاية ألخيمة تجد كشكاً كبيراً للكتب ألعربية المختلفة .أما خلف الخيمة فهناك ما يوحي بمخزن لكل الآشياء ألآولية , صناديق الطماطة وأكياس البصل وكارتونات الخس وباقات الكرفس وغيرها , كما يعمل هناك أيضاً شغيلة الزلاطة !!
خليط متنوع من رفاق الحزب , قدموا من بلدان أوربية كثيرة , من المانيا وبريطانيا وهولندا والدنمارك والسويد وسويسرا , جاءوا جميعاً ليقفوا الى جانب رفاقهم في منظمة الحزب في فرنسا , يساعدون بشكل رئيسي في عمل يدوي يبدأ من إعداد الزلاطة , وينتهي بتسليم السندويش أو استكان الشاي لآيدي المشترين . كانت خيمة الحزب مثل خلية نحل , الكل يعمل منذ ساعات الصباح ألآولى حتى منتصف الليل , وقد إكتشف الجميع أن لديهم قدرات لم تكن معروفة للقيام بأعمال لا علاقة لها بأختصاصاتهم , فهذا الجمع من الشيوعيات والشيوعيين الذي ضم شعراء وصحفيين ورسامين ومهندسين ومعلمين وعمال واختصاصات كثيرة أخرى توحد في إنجاز أعمال تبدأ من إعداد الزلاطة حتى بيع الفلافل والكباب !!
مازالت رائحة البصل تعبق في أنفي !!
لقد وصلت المهرجان متأخراً في يومه ألآول , مع رفيقين من الدنمارك , في حين كان رفيقان أخران قد سبقونا بأيام , ولم أكن محسوباًعلى العمل , أوهكذا خيل لي , كنت أمل أن اسجل على الورق إنطباعاتي عن المهرجان , كما أفعل ألآن , وأكتفي بهذا ألقدر من المساهمة ,( بسبب وضع صحي وليس شيء أخر) , ولكن وجود الرفيقة أو الرفيق داخل الخيمة يغري بالتكليف , خاصة وإن رتم ألعمل متسارع وكثيف , وكانت أول مهمة تشرفت بإنجازها عندما وضعت الرفيقة سوسن هاوناً خشبياً في حضني , وعلبة كبيرة مليئة بالهيل قائلة ( رفيق دك الهيل ونعمه !!) وحينما أرتني نموذجاً لما سأفعله وجدت أن المهمة لن تكون عسيرة , فرائحة الهيل الفواحة تغري بإنجازها حتى نهايتها , وهذا ما فعلته !! ويبدو أن إجادتي لطحن الهيل قد اغرى الرفاق ( لترفيعي ) لمهمة أكثر أهمية وتأثيراً , إذ نقلت من وسط الخيمة لخلفيتها , حيث يعمل عدد من الرفاق والرفيقات في إعداد الزلاطة , وكانت الزلاطة بصلاً وطماطة وخساً وكرفساً , وقد أنيطت بي مهمة تقشير البصل وثرمه !! وكنت ( أنفض ) كيس العشرين كيلو في أقل من ساعة , وقد قشرت من البصل خلال أيام المهرجان , ما يكفي لآنجاز مرحلتي إعادة ألآعمار وإنهاء ألآحتلال !! وذرفت من الدمع أضعاف ما تذرفه أمي في عشر فواتح !! ولا تزال رائحة البصل تملأ أنفي وتفوح من جسدي , رغم مرور اكثر من عشرة أيام على إنتهاء المهرجان !! ولولا نكات رفيقي وصديقي المزمن عبد جعفر الذي كان يجلس الى جانبي ويبدع في نحر الطماطة وتعذيبها لآشتريت دمعاً إصطناعياً للاحزان القادمة !!
الرفيق ابو بهيجة لم يقصر في هذا القسم , رغم إنه لم ينسب اليه رسمياً,فقد غسل ونظف وقشر من رؤوس الخس ما يرشحه لدخول كتاب كينيس للارقام القياسية , كما غسل رؤوسنا بالكاسات التي كان يدور بها علينا , ويبدو أن لكؤوسه وما تبعثه من خدر ونشوة , الفضل في إشتغالي كل هذه الساعات الطويلة دون أن أبالي بألآلم !
الرفيقة أرخوان وقفت طوال الوقت تثرم الحمص وخبطة الفلافل , والحقيقة أنني لا أستطيع أن أُقدر كم طناً من الحمص قد ثرمت خلال ألآيام الثلاثة , ولكني كنت أراها تثرم والطاوة تُقلي والفرنسيون يأكلون ومالية الحزب تزداد !!
أما الرفيقة أم سرمد , فهي أيضاً ضمن مجموعتنا الزلاطية , كانت تعمل بصمت في ثرم الكرفس والطماطة وايقاظ الهمم من خلال كاسات القهوة المرة التي كانت تتحدى بها كؤوس ابي بهيجة!!
الرفيق أحمد عرب جاء من السويد الى باريس زائراً لآخيه , لم يكن يعرف بالمهرجان , ولكن أحدهم همس بأذنه عنه , فقادته قدماه نحو خيمة الحزب , ولم يجد نفسه إلا وهو يحتضن منقلة الكباب ( يشيش ويشوي ) حتى إنتهاء المهرجان !
ألآخت أم علي إحتارت بين حفيدها (فهد) ومنقلة الكباب ! مرة تحضن حفيدها وتلاعبه ومرة تتركه في حضن جده او ابيه لتسارع ( للتشييش)!
مها تدور في أكثر من موقع , أشتي يحثها للاسراع بجلب الزلاطة ورياض يلح في طلب ربطات الخبز , أما زوجها مازن فيبحث عن اشرطة أوسيديات لآغاني عراقية وقد سألني هل أملك منها قلت له نعم ولكنها في كوبنهاكن فهل ( أزرك ) لآحضارها ؟ ضحك وقال ( لا خاف تصير زحمة خليها لسنة الجاية !! ) وفي اليوم التالي أحضر شريطاً لآغنية عن الشلغم , على وزن أغاني التفاحة والرمانة , وقد شكرت الله أن الفرنسيين ضعيفون باللغة العربية .!
أكبر الرابحين في المهرجان _ بعد مالية الحزب _ كان الرفيق ابو أحمد القادم من هولندا فقد جرح إصبعه في اليوم ألآول , ولم يستطع بعدها أحد أن يتجرأ ويكلفه بشيء! كنت أنظر لآصبعه المشدود بحسد, وأقول في نفسي ( حظوظ !! جا السجينة الجرحت إصبعك ما شافت إصبعي !!).
اشتي وابو وسيم وعدنان وزوجته وأبو بافل وأبو أكرم وكوران وابو رشا وأبو تغريد وزيد وسوسن ورفاق منظمة فرنسا ألآخرين, يتبادلون ألآعمال الكثيرة والاحاديث والنكات , يقفون الساعات الطويلة , يلبون طلبات المشترين المتزايدة , لايشغلهم سوى تحقيق أقصى ربح واعلى إيراد !.
لقاءات من داخل الخيمة !!
الرفيق قاسم حسن صديق قديم لم أره منذ 27 سنة,كان لقائي به فرصة لآستعادة ذكرياتنا المشتركة في براغ منتصف عام 1979 , إنه يساهم لآول مرة في المهرجان , ويقوم بأعداد ريبورتاج تلفزيوني لمحطة عراقية , وكذلك الكتابة عن المهرجان . سألته عن رأيه وإنطباعاته فقال ..إن الفعاليات ألسياسية قليلة أو شبه معدومة , في حين إن الفعالية في جوهرها سياسية , كما أشار الى إنه كان يفترض القيام بتنظيم أفضل لمحاضرة الرفيق رائد فهمي ألتي ألقاها قبل يوم من إفتتاح المهرجان , فالحضور في غالبيته كان مقتصراً على رفاق الحزب , وكان ألآجدى لو حضر ألآشقاء العرب , وهم كثيرون في المهرجان , واشار الى أن طابع المهرجان العام تجاري أو ربحي , فالكل يبيع , والكل يريد ان يربح , ومع ذلك لو فكرنا نحن ايضاً ببيع التراثيات العراقية والنحاسيات والآزياء , الى جانب ألآكل , ففي ذلك ربح وثقافة معاً , كان بودي أن أرى زاوية بغدادية داخل الخيمة , زاوية تضم ناركيلة ,دلال قهوة , بريمز , لمبة ..الخ أو حتى ركن لمقهى بغدادية فهي تشد الجمهور الفرنسي كما يشده شاينا المهيل ألآن . كما وددت أن اسمع أغاني عراقية تصدح داخل الخيمة , وركن لصور المقابر الجماعية والشهداء وضحايا النظام .
الرفيق ابو بافل القادم من هولندا , كان يلبس قميصاً مطبوعاً عليه إسم جريدة الحزب ( طريق الشعب ) وهو يساهم لآول مرة في المهرجان ,الذي قال إنه يمنح امالاً اكبر بمستقبل اليسار في العالم من خلال نسبة الشباب الذي يراه فيه وبهذه الكثافة وهذا الحضور . أما عن خيمة الحزب فيقول أنه كان يتمنى لو كانت لنا ندوة سياسية في كل ليلة , ندوة يقوم بها الرفاق الذين يجيدون اللغتين الفرنسية والآنكليزية , لتعريف الآجانب بدور حزبنا ونضاله وما يقوم به ألآن على الساحة العراقية , كما أشار لضرورة أن تكون هناك أغاني شعبية عراقية وموسيقى تعكس تراثنا العراقي المتنوع بقومياته ومختلف مناطقه .
أما صديقي الصحفي عبد جعفر القادم مع زوجته من لندن والمساهم لآول مرة في المهرجان , فقد أكد نفس ملاحظة أبو بافل في ان ما لفت انتباهه هو نسبة الشباب الهائلة في المهرجان , واعتبر ذلك علامة إشراق وأمل للديمقراطية وتظاهرة ضد اليمين وضد أؤلئك الذين يحاولون اعادة التأريخ للوراء ! أما عن خيمة الحزب فقال إن وجود رفاق من أكثر من ستة بلدان أوربية لدليل على الشعور العالي بالمسؤولية من أجل تقوية وزيادة مالية الحزب ,فبين الذين يشتغلون الكثير من الآختصاصات ألآدبية والعلمية , كذلك بعض الرفاق المتعبين صحياً وكبار السن , ولكن الجميع يتوحدون من أجل ان يرتفع صوت الحزب . ويضيف ايضاً , ان ميزة المهرجان عدا كل ذلك هو ان نلتقي بالكثير من أصدقاءنا القدامى ,وان نكسب اصدقاء جدد. قلت لعبد وماذا عن السلبيات ؟ فأجاب , رغم إن الخيمة لطريق الشعب , إلا أني لم أجد طريق الشعب , فهي الغائب ألآكبر عن خيمتها !! وكان يفترض أن توزع أو تعرض أعداد منها , او صور عن العاملين فيها ألآن , او ان تترجم بعض إفتتاحياتها للفرنسية , كما كنت اود لو التقيت في الخيمة باحد محرري الجريدة القادم من الوطن ! إذ ان ذلك نقص اساسي من الضروري تلافيه في المستقبل .
الرفيقة أم سرمد القادمة من المانيا إتفقت مع ملاحظة عبد جعفر في غياب طريق الشعب عن الخيمة , وإفتقار الخيمة للندوات التي توضح سياسة الحزب ونضاله , خصوصاً في هذا الوقت الملتبس , وإقترحت تشكيل لجنة , في المستقبل , من منظمات الخارج لدراسة مقترحات المنظمات والآتفاق على الضروري والعملي منها .أما الرفيقة أرخوان فأقترحت أن تضم الخيمة طاولات وكراسي للجلوس والحوار والمناقشة والآجابة عن الآسئلة .
جايجية الخيمة !!
الرفيقة (سوسن طبلة ) إبنة عائلة شيوعية عريقة , أعرفها منذ سنوات عديدة إذ كانت نصيرة مقاتلة في كردستان , وهي تساهم في مهرجان اللومانتيه وخيمة الحزب منذ سنوات طويلة , وكانت مساهمتها ولازلت اساسية , فهي ومنذ ست سنوات جايجية الخيمة , وقد أبدعت في عملها هذا وأجادته , الى درجة أنها قد تترك شهادتها الهندسية وتفتح مقهى في المستقبل !! قلت للرفيقة سوسن لماذا الشاي بالذات ؟ ما الذي شدك اليه ؟ تجيب سوسن على الفور , الشاي كما تعلم كان طقساً أساسياً في حياتنا ألآنصارية في كردستان , وعملي ألآن في الخيمة يعيدني لتلك الذكريات الجميلة ولحياة النضال التي عشناها هناك , ثم لا تنسى انه عمل نظيف وبسيط , فكما ترى البس الهاشمي , وأمارس عملي بسهولة ويسر _ كانت تحدثني وهي تحرك جمر المنقلة وتعدله بمنكاشها _ قلت لها , كيف يستقبل الفرنسيون شايك ؟ فأجابت زبائني ليسوا فرنسيين فقط إنهم إنكليز وبلجيكيون ونمساويون ومن شعوب أخرى كثيرة , الطريف أن العديد منهم هم زبائني من سنوات سابقة , بل إن البعض يأتي ليشرب عدة مرات في اليوم الواحد .قلت وما الذي يشد الزبائن لشايك ؟ تجيب سوسن , أشياء كثيرة , شكل القواري والمنقلة والفحم , ثم ألآستكان المذهب الصغير الذي يشرب الزبائن الشاي فيه , ثم الطعم فالشاي المهيل و(المخدر) على جمر الفحم له نكهة لا تقاوم , وربما يلعب الزي العراقي الذي البسه وكوني إمرأة دوراً أيضاً في جلب الزبائن !قلت وماذا عن الصعوبات ؟ تجيب سوسن , ليست كبيرة وتتلخص في صعوبة غسل ألاستكانات والصحون عندما يشتد الآزدحام , كما أن بعض الزبائن لايكتفون بشرب الشاي بل يأخذون الآستكان معهم , للذكرى أو ربما ظناً منهم أن ألآستكان ضمن السعر !! طبعاً الكثير من الزبائن لا يكتفي بشرب الشاي بل يسأل ويناقش , والبعض يعجب عندما أقول لهم إني كنت نصيرة مقاتلة . (عندما كنت احدثها كان عدد من الزبائن يلتقط الصور التذكارية قرب جمر المنقلة !!)
جديد الخيمة كان معرض السيراميك !!
لقد كان جديد خيمة الحزب لهذا العام هو المعرض الفني للسيراميك ,الذي أقامه الفنان العراقي المقيم في فرنسا (عباس باني ) فقد إحتل المعرض بجدارة يستحقها القسم ألآكبر من خيمة طريق الشعب وجذب عشرات الزوار الذين كانو يتأملون في اعماله ويستفسرون من الفنان عن مضامينها.
يقول الفنان (عباس باني ) بأن لديه نظرية عمل فنية خاصة , تعتمد على البحث العلمي لللغة الفنية , فهو يبحث عن ( مساحة ذات معنى ) إذ يرى أن الورق مسطح , وانه لا يستطيع أن يعبر من خلاله عما يريد إيصاله للمتلقي , لذلك لجأ الى السيراميك ,لآنه أكثر قدرة على التعبير . أعماله في مجملها تشبه المسلات العراقية القديمة , وفوق مسلاته رسم عباس لوحات رائعة إحتلت المرأة مساحتها ألآكبر , والمرأة لديه هي أم وأخت وزوجة , إمرأة تتسم بالرقة والجمال والعذوبة , إنها الحياة والولادة , وهي الموت ايضاً, إنها تحتضن المقابر الجماعية , التي جسدها الفنان بالمثلثات الكثيرة التي زينت رسومه , فالمثلث علامة القبر , وهو تعبير قديم وجد في معظم الحضارات السالفة , إنه يرسم إمرأة عراقية جميلة رغم حزنها , لم يرسم عباس اللطم والنحيب والدموع والشعر المعفر بالتراب , فهو يؤكد أن الفن موضوعه الجمال , واللطم يمكن تجسيده بتشابك ألآيدي فوق الصدر , دون تلك التعابير الحادة والمؤلمة .
كما كان هناك عدد من اللوحات السيراميكية الآخرى تمثل أيدي منتصبة , مفتوحة ألآكف , يقول الفنان عباس أن موضوعة ألآيدي من الموضوعات الهامة لديه , فالحضارات القديمة إشتغلت كثيراًعلى هذا الموضوع , هناك أيدي مفتوحة وأخرى مضمومة , انها دلالات هامة تعبر عن طبيعة الناس وعن مكنونات مشاعرهم الداخلية .
الحقيقة أن مهرجان اللومانتيه وخيمة الحزب داخله, بأجواءها الرفاقية الرائعة , وبكل الطرائف التي لايمكن إيرادها في مادة سريعة كهذه ,تشكل مناسبة لا يمكن نسيانها أو تجاوزها , لذلك فأن ألآدمان على المساهمة في هذا الحدث اصبحت ميزة لعدد من الرفاق المتوزعين على منظمات اوربا الكثيرة , وأنا من ضمنهم .



#داود_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مادة صحفية تُثلج القلوب !!
- اخوانيات
- لأجلِكُمْ !
- الشهيد الدكتور ( ابو ظفر ) حياة مثمرة .. واستشهاد نبيل
- وحدة لليسار أم رجم بالحجار !! ؟ مناقشة اراء الدكتور كاظم حبي ...
- حول وحدة اليسار العراقي - رؤية غير موفقة في الهدف التوقيت , ...
- حظ عاثر لجماعة الكادر !!


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - داود أمين - مهرجان (اللومانتيه ) عرس باريس السنوي !