رسالة بورجوازي إلى العمّال

كمال التاغوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4793 - 2015 / 5 / 1 - 01:28
المحور: الادب والفن
    

مِنْ بِرَكٍ عَجَّتْ بِالأَقْنَـــانِ

جَمَعْتُ اللُّؤْلُؤَ بالبُهْتَــانِ

أُلْقِي فِي الصَّخْرِ عَصَايَ

فَيَفِيــضُ الصَّخْرُ بالمَرْجَانِ

وَرِمَـالُ البَدْوِ أنَـا سَاحِرُهَــا

وَجِبَالُ المِلْحِ فِي الحُسْبَانِ

فَكَثِيبٌ أُجِــرِيهِ أمْوَاجًــــا

وَسِبَــاخًا تُمِسِي كالبُسْتَــانِ

أَنْفُثُ فِي عُقَــدِ البَــحْرِ

فَـيَدِينُ الدُّرُّ بِلاَ عِصْيَــانِ

نَـاطَحْتُ الغَيْمَ والأقْمَارَ

دُونَ مِعْرَاجٍ أوْ فُرْقَــانِ

والمِيَــاهُ فِي قَدَمِي سُجَّادٌ

دُونَ إنْجِيلٍ أوْ رُهْبَــانِ،

أصْعَقُ الأعْنَـــاقَ الطَّامِحَة

بِسِيَاطٍ مِنْ نَسْجِ الرُّومَانِ

لاَ حُدُودٌ تَقْمَعُ أصْقَاعِي

كُلُّ الأسْوَاقِ أشْهَى أوْطَانِي

لاَ أنَــامُ الـلَّـيْـلَ مِـنْ آلاَمِي

فاللَّيَــالِي لِلنَّــهْدِ الغَضِّ الدَّانِي

صَفْـقَــةٌ تَـتْـلُوهَـــا عُمْـــلاَتٌ

وَرِشًــى تُمْطِرُ بِعْضَ العِقْيَانِ،


هَلْ رَأيْتُمْ أشْقَــى مِنْ سَهَرِي؟

مَــاذَا إنْ صِرْتُمْ كالقُطْعَانِ؟

مِنْكُمْ بَعْضُ نُخَــاعٍ وعُـرُوقٍ

لاَ أرْجُو غَــزْلَ كُلِّ الشُّرْيَانِ

هَــا أنِّــي أجْلِبُ ثَمْرَ الغُــزَاةِ

مِنْ زِنْجٍ وَتَتَارٍ وغَــوَانِــي

حَتَّى القُـنَّبُ مَعْسُولاً غَزَاكُمْ

وَأرَاجِيفُ مَعَالِي الكُهَّــانِ

فَاقْنَعُــوا بالأغْلاَلِ وإلاَّ...

كَلاَّ ! قَلْبِي رَقِيقٌ كالرَّيْحَانِ

وَيَـدِي عَنْ وَحْــلِــكُمْ عَــازِفَةٌ

وصَدِيدِ الجِلْدِ والبُرْكَــانِ

هَلْ نَقِمْتُمْ؟ إنَّ الله عَدْلٌ

أَتُشَــاحُّونَ الله فِي المِيزَانِ؟


وَقَــدِيمًــا أغْــرَاكُمْ شَرُّ عَبْدٍ

إيَّــاكُمْ لاَ تَعْــمَهُـــوا فِي الطُّغْيَانِ

أحِبُّــوا الأعْدَاءَ وأحِبُّوا الكَدَّ

واجْتَنِبُوا مَنْ أضَاؤُوا كالأَمَانِي

فَشَهِيدٌ قَدْ رَقَمْتُ وَشْمَهُ بِالعَاجِ

فَعَــلاَمَ السُّخْطُ فِي تِلْكَ الأغَانِي؟

كَـــدَّرْتُـمْ مِـــــرْآتِـــي بِـــالأَنِيــــــنِ

حَتَّى صَارَ الجَاكُوزِي إيوَانِي

فَاتَّـــــقُــوا الله في هَــذَا وتِلْــــــــــــكَ

وَعْدٌ أنْ أفْتَحَ سُوقًا ومَــوَانِي

لِدِمَاكُمْ كَيْ لاَ تُهْرَقَ هَدْرًا

فَاسْكُبُوهَا فِي حِسَابِي والدِّنَانِ.

#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات