ابراهيم زهوري
الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 22:48
المحور:
الادب والفن
أمشي إلى ما وراء الحقل
1
لا تفزع
من ظلي الطيور
تأتيني بكامل أجنحتها
تعلمني
كيف بعصمة الهواء
أغير مواصفات سلالاتي .
2
ها أنذا واقفا ً على تحفة الرمل الجاف
تحترق الأصداف
والأسماك تهاجر في عويل
ليس لي هذا البحر
الموج هنا أرجوحة الموتى
وهناك تدمع زهرة الصبار .
3
يتيمة كعادتها الأرض
تمتص إرثنا الفاني
وتسكب رحيق الكائنات
حديث العجائز عن لون الشمس
ليتني من علائمها
عناد الفجر
تربط للراحلين موعدا ً
تزين لهم صور الذكرى
وبعض أغصان الورد
تهبط مثل دموعي
فراشات ٍ ... فراشات ْ
ترميها الريح
غيمة عناق
بين خشب السياج الأصفر
ومنديل أمي المطرز
بعيون لهفة العشاق .
4
أمشي إلى ما وراء الحقل
قالت لي جمرة الأعشاش
هنا تتباطئ الخليقة
ظلك نرجس الحديقة
وأيامك التي تنتظرك
تعلو احتفال بدعة
ميعاد ما تيسر من غربة السهل
هنا بعد الظهر
لوحدها تتزوج النزوات
فراشات النهر .
5
في المنفى
مشيت ُ طريق الفقراء
كنا دبيب نمل الجبل
سلحفاة الوادي الأخضر
في استراحتنا المبلولة
ندعو التراب إلى عرس العشب
نحلم على عتبات المكان الجديد
نتنفس القهر
ونشعل النار
نستفز خجل القمر
هل مازلت أنت أنت
وهل يبتسم العشق
في ليل الوطن
كانت عصيرة اللهجات تجمعنا
نتفاهم بجمرة حواسنا ونضحك
من شمال نجيريا كانت مظلتي وقت العاصفة
وسندي عند الشدة كانت بسملة الباكستان
وكان الفرات نديم ليل لا يشتهي
وكان أخوتي في مشرق الأرض ومغربها
عند أسفل البئر
يوزعون الوعود الفارغة .
6
سأرتدي يوما ًما
حكاية الرغيف
فصول الدائرة المغلقة
جيوبي الفارغة
وقامة السقوط على حافة الكلمات
عين ظبي ٍ شارد
وثوب الفقير
هي ما تكتبه جداول شعرها
رسم متاهة العاشق
خيطان العزلة
قبلة عين الماء
لوتر الغياب
هي كيس وسادة الرصاص
بداية انقلاب أبيض
تنام وحدها الآن
شمس أفول
وأنا أفتش محموما ً
موسوعة الطريق الأخير .
#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟