عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 22:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كنا كمثقفين وسياسيين (ملتزمين) ننظر بعين الاستخفاف والاستعلاء إلى الفن والأدب والسينما عموما، إذا لم ينطلق من الالتزام بقضايا الجماهير والشعب، على اعتبار أن قضايا الروح والضمير والوجدان هي من شأن المؤسسات الدينية، ولهذا فقد كان الاسلام السياسي بعيدا كل البعد عن فضاءات (الابداع الفني) موسيقى –غناء – سينما –فنون الأدب الحديث (رواية قصة مسرحية ، حيث ليس ثمة غناء أو سينما أو مسرح قدمت منظورا ابداعيا - وليس وعظيا- نقديا لأنظمة الفساد والاستبداد ...
.حيث ظلت الفنون والأداب بشتى مناحيها، هي مجال الفكر المدني الحداثي الديموقراطي، ولو تابعنا السينما المصرية خلال العقود الأربعة الماضية سنجد أن السينما المصرية باعتمادها على الرواية المصرية، قدمت نقدا وتفكيكا لبنية مجتمعات التسلط والفساد والاستبداد أكثر مما قامت به كل المؤسسات الحزبية ( الاسلاموية والعلمانوية ) ، ولهذا ظل الابداع والفكر النقدي هوفضاء النخب الديموقراطية الليبرالية المستقلة التي ساهمت بالتهييء العقلي والروحي أكثر مما قامت به كل الحركات السياسية بتنوع تياراتها ......
خطرت لي هذه السطور صدفة بعد أن شاهدت على صفحات العديد من الأصدقاء المثقفين الأكراد ( تسجيلا لحلقة برنامج عرب أيدول التي قدمت الفنان الموهوب العراقي الكردستاني عمار الكوفي )، فكأن هذا الشاب قادم لنا من جبال أولمب كردستان، وهو يشدو بالكردية والعربية للحياة والفرح ببراءة الأطفال، وكأنه مولود من صدر الطبيعة البكر، قبل ولادة الايديولوجيات القومية ونرجسياتها وعقدها التي تبعد الانسان عن الانسان ...
ولقد كنت فرحا بهذا الحب من قبل اللجنة التي كنا ننظر لمثل أعضائها نظرة زميتة ، كونهم غير ملتزمين إلا بالفرح وسط جحيم عربي وشرق أوسطي (أسدي- داعشي –حالشي –بيكيكي) معادي للفرح والانسان، فقد عبرت هذه اللجنة النزيهة نزاهة الفن والابداع بفرح إنساني حار بالشاب الكردي وكردستان المعطاءة التي منحت الابداع الانساني مثل هذه القطعة من الماس الأولمب وسحره من خلال هذه الشاب الممثل في روحه وقلبه للجوهر البريء لإنسانية الانسان ....
فتساءت بيني وبين نفسي أليس هذا الشاب الكردستاني الرائع أفضل تمثيلا للشعب الكردي وروحه المليئة بالفرح والموسيقى والحرية ، من سياسيين كرد أمثال (البي كيكي) الوجه الآخر لداعش ...
.https://www.youtube.com/watch?v=oNwRI92n_gU&feature=share&fb_ref=share
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟