أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنور م بلال - الأنظمة العربية والترف السياسي















المزيد.....


الأنظمة العربية والترف السياسي


أنور م بلال

الحوار المتمدن-العدد: 1331 - 2005 / 9 / 28 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ وصول الرئيس جورج بوش إلى المكتب البيضوي طرحت إدارته ( مفهوم الفوضى البناءة ) ثم فلسف وادلج لهذه الفوضى اليمين المتطرف والرجال المحيطين بجورج بوش (والعالم العربي المستقيل قولا وفعلا عن حركة الحياة) بدأت تجتاحه موجات



متلاحقة من التوتر الداخلي،والعنف تحمل في ذاتها الإرهاصات التاريخية للحاجة الماسة إلى التغيير والإصلاح ، والذي بات ضرورة ومحورا طبعا مع بعض التباين فيما بين الدول العربية من حيث الدرجة وليس من حيث الجوهر لتعلن ميلاد مرحلة جديدة تتمخض في رحم أنظمة عربية مترهلة ومتخلفة.



لقد دفع هذا التوتر الداخلي والمتماهي مع ما تطرحه الولايات المتحدة الأمريكية من تصور جديد للعالم ولشرق أوسط جديد وحفز الحكومات العربية لتبني الإصلاح والتغيير واضعة إياه على هرم برامجها السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية ولكن لغايات إعلامية واستهلاكية .



والشعوب العربية التي تريد ميلاد جديد للمنطقة ضمن السياق العالمي المعاصر بمفاهيمه الديمقراطية والعصرية وأننا لنتساءل أي إصلاح وتغيير تريده الحكومات العربية والتي جل ما يقال فيها:



- إنها أنظمة موتورة أصلا عن شعوبها منذ إن تشكلت هذه الدول في مطلع القرن المنصرم



- إنها أنظمة كرست ولزمن طويل لازمة تاريخية بينها وبين شعوبها لتجعل من الفراغ السياسي حالة مزمنة.



- تعاطيها الخاطئ ومن خلال نهج سياسي فاشي مع الفعاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية أدى إلى تعطيلهاوعزلها عن ممارسة دورها الطبيعي



- افتقار هذه الأنظمة إلى ابسط مفاهيم الشرعية والمرجعية بوصفها حكومات استندت في شرعيتها ليس على القاعدة العريضة للشعب ، أو المشاركة الديمقراطية في الحياة السياسية بل على:

أ?- أجهزة بوليسية تضخمت إلى حد ابتلاع الدولة ذاتها.



ب- وبرلمانات أشبه ما تكون ببيوت العناكب منها إلى المؤسسات الديمقراطية ، وأعضاء متعطشين للتصفيق لولي النعمة.



ـ السلطة المطلقة للحاكم والذي هو في أحسن الحالات اله بين البشر والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه ناهيك عن سياسة الحزب الواحد أو الحزب القائد.

ـ إن هذه الحكومات وبتبنيها للثنائيات العرقية، والمذهبية، والطائفية، والقبلية كرست حالة من الشلل العام انسحبت ظلاله على كافة مناحي الحياة وأنساقها لتتعامل مع الواقع كحالة انفعالية.



ـ إن الحكومات العربية بانتهاجها اللاتوازن في سياستها الداخلية أو بعلاقتها الخارجية المضطربة والغير مبنية على استراتيجيات متحركة ، خلق مناخا بائسا من الإحباط واليائس ، انسحب على كل شرائح الشعب وفعالياته السياسية ، والاجتماعية ، والاقتصادية كل ذلك دفع الشعوب العربية للتفكير بطريقة غير تقليدية للتعاطي مع الظروف الجديدة.



ـ إن البعد الثالث في هذه العلاقة هو ما فرضته الظروف الدولية الجديدة على شكل وطبيعة العلاقة بين الحكومات والشعوب في ظل العولمة بوصفها أحد حقائق العصر إن لم تكن صفته الرئيسة والقبول بها شئنا ذلك أم أبينا مفسحة المجال أمام أصوات جديدة تدعو إلى التغيير بصورة غير مسبوقة مما جعلنا نتحسس وأكثر من أي وقت مضى التطورات السياسية المتلاحقة في أجزاء مختلفة من العالم كنماذج للتغيير وموازاتها سياسيا كما حصل في أوكرانيا ، غرغيزيا ، بوليفيا ...الخ حتما على الشعوب العربية أن التغيير هو البديل الذي لابديل له للحفاظ على مكان تحت الشمس.



ـ وبالعودة إلى الدور الرائد للولايات المتحدة الأمريكية وإدارة الرئيس بوش في سياسة الترويج للديمقراطية من خلال مفهوم الفوضى المنظمة ، وسياسة خلق الأزمات وإدارتها نجد أنفسنا حكومات وشعوب أمام ظاهرتين غاية في التعقيد والتشابك تتعلق الأولى منها بالأنظمة السياسية العربية المعزولة عن الشعوب والثانية تعاطي الشعوب العربية مع ما تطرحه الإدارة الأمريكية من قيم ديمقراطية ومفاهيم جديدة.

إن الاستجابة السريعة من الأنظمة العربية لتبني الإصلاح وإدخاله في برامجها السياسية كأحد حيثياتها ، والتي يراها الكثير من المحللين انه التفاف ذكي على شعوب المنطقة ، والذي يمثل الإصلاح والتغيير بالنسبة لها ضرورة مصيرية تنبع من الحاجات الداخلية حيث إن هذا التقاطع الخطير بين من يتحدث عن الإصلاح كضرورة وبين من يتحدث عنه كالتفاف وإجهاض بحجة إنها قيم أمريكية مفروضة من الخارج قد يمهد لموجة من العنف الغير المسبوق في تاريخ المنطقة والذي قد يأخذ شكلا ثوريا من الصعب التكهن بنتائجه وتبعاته على كافة الأصعدة.



وهكذا إن صبغة الكراهية لأميركا وسياستها الخارجية من قبل الأصولية الدينية وما تعلبه الأنظمة السياسية العربية من دور مزدوج للاستفادة من هذه الكراهية وتحويلها لمصلحة الأنظمة ذاتها ، والتي تسعى لإحداث إصلاحات وتغيرات شكلية جل ما يقال فيها إنها فقط للمد بعمر السلطة وليس استجابة للضرورات الواقع ولكن في نهاية المطاف علينا ان لاننسى بان هنالك معايير إنسانية عامة تصلح للجميع لكونها أصلا قيم إنسانية خالصة سواء للأمريكيين أو للآخرين أينما وجد وكيفما كان سيما إن الإصلاح أو التغيير محكوم بجوانب إنسانية ومعايير دولية فالتمكين للديمقراطية والحرية والتعددية السياسية وقبول الأخر والانفتاح عليه وترشيد الاقتصاد والتمكين للتقانة المعاصرة واصلاح مناهج وطرائق التعليم إلى ما هنالك من مفاهيم وقيم حضارية كلها من حيث الجوهر لاتشكل تعارضا مع الهوية القومية أو تهديدا للذات.



إن الأنظمة السياسية والتي تعاطت مع الواقع بشكل انفعالي وعدم تبني سياسات داخلية وخارجية على أسس استراتيجية وتغييب المجتمع بكل فعالياته واغتيال الصوت الآخر واحتكار السلطة مخلفة ركامة من الفساد السياسي والانحطاط السياسي وعدم تبني المفاهيم الحضارية طوعا وعدم الاعتراف بكل ذلك يجعل من التغيير والإصلاح هو الحل لأننا جزء من العالم وان ولوج المستقبل يتطلب منا التوقف مع الذات لمراجعة كل خطل الماضي بظلاله الكئيبة.



#أنور_م_بلال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نخب -صداقة العمر-..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عام ...
- السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة ا ...
- -الكتاب الأبيض-.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أورو ...
- اليوم العالمي للنوم: إليك خمس نصائح إن فعلتها في الصباح تمنح ...
- كالاس: واشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إل ...
- علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
- مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
- عاصفة مدمرة في كاليفورنيا (فيديو)
- المجلس الوطني الكردي يرفض الإعلان الدستوري السوري المؤقت
- أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى -اتفاق سلام- بعد نحو 40 عاما م ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنور م بلال - الأنظمة العربية والترف السياسي