أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لطيفة السفياني - آفاق تطوير البحث في مجال النشر الجامعي















المزيد.....

آفاق تطوير البحث في مجال النشر الجامعي


لطيفة السفياني

الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 15:18
المحور: الادب والفن
    


لطيفة السفياني
آفاق تطوير البحث في مجال النشر الجامعي
التطوير سنة التقدم وهو عملية مستمرة لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد، وكل ما لا يتطور يتراجع. من هنا تطرح إشكالية ماهي آفاق تطوير البحث في مجال النشر الجامعي؟.
فالمتتبع حاليا لعملية النشر الجامعي، وفي إطار مقاربة مقارنة مع الإصدارات والمنشورات خاصة القادمة من المشرق (مصر، لبنان، سوريا، الكويت...) سيلحظ تأخرا ملموسا مع السنوات الفارطة وذلك لأسباب داخلية بالدرجة الأولى وعوامل خارجية بالدرجة الثانية. فأسباب التخلف لابد وأن تجد لها مكانا وتكريسا على مستوى الممارسة داخليا قبل أن ترتبط بأسباب خارجية:
داخليا، تتمثل في تلك الضغوط والإكراهات التي لا تبقي للباحث أستاذا كان أو طالبا مجالا للبحث والإبداع، وفي ظل الإصلاحات والنظام الحالي للتدريس الجامعي يجد نفسه منهمكا في إعطاء الدروس وشرحها في ظروف غير مواتية نظرا لضعف الوسائل، وينفق أكثر الأوقات في التصحيح والتقويم والقيام بالمراقبات المستمرة والنهائية والاستدراكات وتصحيح العلامات، مما ينعكس سلبا على البحث العلمي وإنتاج مادة للنشر. واستمرار هذا الحال قد يؤدي إلى عدم تحديث المعلومات، مما يقلّل إلى حدّ كبير من قيمة المعلومات وبالتالي قد يصبح الأستاذ متجاوَزا في جزء كبير من المعلومات لديه، وبالتالي عدم إمكانية مشاركته في نشر مقالات أو أبحاث ذات قيمة مضافة، الشيء الذي نلاحظه عند بعض من يحاولون المساهمة في المجلات الدورية التي تصدرها وتنشرها الجامعات حاليا.
أما بالنسبة للطلبة الباحثين، فأسلوب "بضاعتنا رُدّت إلينا" والتي يتعامل به بعض الأساتذة مع طلبتهم منذ السنوات الجامعية الأولى تحدّ من قدرة الطلبة عند المستويات الجامعية العليا على التخلص من هذه القاعدة، وبالتالي يعتمد البحث عندهم على نقل ما تمّ نشره ولو بأسلوب ملتو، نظرا لأن هؤلاء لم يتعوّدوا على إبداء الرأي بكل حرية، ولم يتعوّدوا منذ الوهلة الأولى عند التحاقهم بالجامعة على الأساليب المتبعة في جامعات الدول المتقدمة، أي اعتماد الطالب على مصادر علمية مختلفة، ولا ضرر إن اختلفت مع توجهات الأستاذ المحاضر أو المصحّح أو المؤطّر لبحث ما.
فالحرية في اختيار المراجع والحرية في إبداء الرأي، تقوّي العلاقات والروابط الأكاديمية بين الطالب والمدرّس وبين الطالب والجامعة، ولاسيما في الكليات النظرية، كما تنمّي روح البحث العلمي والتنقيب المنهجي لدى الطالب الذي يعمل على توسيع الآفاق الذهنية لديه، ويحسّن من مستواه في اللغات الأجنبية بسبب حاجته واضطراره للاطلاع على المراجع الكثيرة والمتنوعة والاستزادة من محتوياتها، وإلى الاحتكاك بالثقافات الأخرى والتواصل مع الفكر العالمي ومواكبة المستجدات الاختصاصية والمتسارعة باطراد في عصر المعلوميات ومجتمعاتها.
ومن البديهي أن هذا التفكير يتطلب أيضا تصحيحا موضوعيا للعلاقات بين التأليف والترجمة وبالتالي النشر داخل الجامعة، وضبطها زمنيا وكميا وكيفيا وهيكليا، وتوسيعها بحيث تشمل ترجمة المجلات والدوريات والبحوث العلمية الوطنية العالمية.
إن هذا لا يقلّل بالتأكيد من قيمة ما ينشر حاليا على المستوى الجامعي وأهميته، ولاسيما بعد أن حقّق بعض الأغراض المرجوّة منه خلال السنوات المنصرمة علميا، وثقافيا، وسياسيا. كما نتوخى الدعوة إلى:
ـ إزالة جميع الشوائب والعراقيل التي مازال الكتاب والنشر الجامعي يعانيان منها.
ـ تقوية حركة الترجمة وتوسيعها ولاسيما المراجع والكتب والموسوعات العلمية الحديثة لتكون جاهزة باستمرار في متناول الطلاب والباحثين والأساتذة الجامعيين لأن حركات التأليف والنشر كانت دائما تتلو حركات الترجمة والبحث، وهذه حقيقة في جميع الحضارات سواء عند العرب أو الآسيويين أو الأوروبيين.
ـ إمكانية الخروج بالنشر الجامعي من مأزقه الحالي، من خلال البدء في ترجمة البحوث الحديثة والمجلات والدوريات العلمية خصوصا في الميادين والتخصصات الهامة.
ـ خلق الحوافز ودفع العاملين العلميين أكثر فأكثر نحو البحث العلمي، وربط التأليف والترجمة بالأعمال والنتائج البحثية. فقد أثبتت الوقائع التاريخية أن الدخول الفاعل أو المتفاعل في عصر التقنية، لا يتوقف على التأليف والترجمة وحدهما، بل يعتمد بالدرجة الأولى على المشاركة العملية في صناعة الحضارة وحياكتها.
ـ التأكيد على وجوب إتقان كل من الطالب والأستاذ للغة الأجنبية (واحدة على الأقل) لاتخاذها أساسا في استمرار الاتصال بالتطور العلمي العالمي، والتمكن من إكمال الدراسة والتخصص والبحث والنشر بلغات أخرى وفي المجلات والدوريات الأجنبية، وبالتالي الارتقاء بالنشر الجامعي إلى العالمية.
ـ المشاركة في معارض الكتاب سواء المعارض الجهوية أو الوطنية التي تقام ببلادنا أو الدولية التي تقام في الأقطار العربية أو الغربية، من خلال الإصدارات المنشورة باللغات العالمية.
ـ إنشاء مؤسسة وطنية متخصصة في نشر الكتاب الجامعي والبحوث الجامعية وبالتالي المساهمة في إيجاد مرجع مؤسساتي يعنى بتطوير النشر وإيجاد حلول لكل المعيقات التي تعترض مسار النشر الجامعي، وتقوم كأداة للتواصل بين الباحثين الجامعيين سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
فيما يتعلق بالأسباب الخارجية التي ساهمت بشكل ما في تراجع النشر الجامعي ببلادنا، يمكن وبإيجاز أن نذكر الغزو الثقافي والفكري الوافد من الغرب والشرق على حد سواء، فيكفي أن نطلع على الكتب، وعلى قلتها، التي نشرت لبعض الأساتذة الجامعيين والمختصين، فأولى الملاحظات التي يمكن تسطيرها على مستوى الهوامش والببليوغرافيا، نجد أن المراجع المعتمدة في غالبيتها إما من المشرق أو من الغرب، ونادرا ما تجد مراجع وطنية محضة. وهذا ما يؤشر على أن الباحث المغربي قد فقد الثقة ولو نسبيا في المرجع المحلي وبالتالي يفقد الثقة بنفسه من أجل الإبداع، بل وتجد البعض ممن كتبوا ونشروا سواء في دور نشر خاصة أو في المجلات والدوريات التي تصدرها بعض الجامعات ببلادنا، يتبنون بعض المقالات أو بعض الكتابات، قد يكتشف الطالب صاحبها الحقيقي أو لا يكتشفه، الشيء الذي يفقده الثقة في ما نُشر لهؤلاء.
يجب إعادة الاعتبار للجامعة المغربية وللباحث الجامعي المغربي من خلال إعادة بناء الثقة بواسطة تهيئة الظروف المادية والنفسية وعلى رأسها توسيع إمكانيات النشر للبحوث الجامعية، وبالتالي تطوير النشر والكتاب الجامعي، وجعله مصدرا معرفيا أساسيا في تطوير البلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.



#لطيفة_السفياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لطيفة السفياني - آفاق تطوير البحث في مجال النشر الجامعي