|
عيون إينانا في ست مدن المانية - تغطية اعلامية
سمرقند الجابري
الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 12:23
المحور:
الادب والفن
برعاية السفارة الألمانية ومعهد غوته الألماني ومؤسسة النور للثقافة والاعلام تمت طباعة كتاب ادبي مشترك لـ 22 اديبة عراقية حمل عنوان "عــــيون اينانا " جاءت طباعة الكتاب باللغة العربية والألمانية في مطبعة الغدير في البصرة بجهود متضافرة من قبل الصحفية الألمانية " بيرغيت سيفنسون" والشاعر "ميثم الحربي " والشاعرة "آمال إبراهيم النصيري" والسيد " عبد المهدي العامري " . بدأت الجولة الأدبية يوم 13 من آذار حيث كان الانطلاق من برلين الى معرض الكتاب في "مدينة لايبزك" التي تضم معارضا للكتب بمختلف اللغات والمجالات ، وتمت استضافة الصحفية الألمانية بيرغيت سيفنسون والشاعرة آمال إبراهيم النصيري والشاعرة سمرقند الجابري للحديث عن دواعي نشأة الكتاب وأزمة الطباعة والنشر في العراق وعن دور الرقابة وعن اختلافات الكتابة بين الرجل والمرأة وطبيعة الحياة اليومية في بغداد ، وعن السبب الحقيقي لجعل المرأة تكتب وما الذي يمكن للكتابة ان تفعله كإثبات وجود واعتراض على الألم ومصادرة الحرية . كانت أسئلة الحضور متعددة بين لهفة التعرف الى ادب عراقي يمثل جيل ما بعد الازمة وبالتحديد الى النتاج الفكري الادبي النسوي، واثيرت أسئلة مهمة. شمل الكاتب تنوعا بين القصة والشعر لـ24 كاتبة وشاعرة هن: ( ازهار علي ، امال ابراهيم النصيري ، آمنة محمود ،ايناس البدران ، د.انعام الهاشمي، أطياف إبراهيم سنيدح، رحاب الهندي، رشا فاضل، رنا جعفر ياسين ، سمرقند الجابري ، د. سهام جبار ، سليمة سلطان نور، عالية طالب، علياء المالكي ، غرام الربيعي ، فليحة حسن، لطيفة الدليمي ، د. ماجدة غضبان المشلب ، ميسلون هادي ، منى سبع درباش، د. ناهضة ستار، نجاة عبد الله ، وفاء الربيعي ،وفاء عبد الرزاق . شمل الكتاب أيضا رسومات وتخطيطات لفنانات عراقيات وكانت لوحة الغلاف للفنانة العراقية " ايمان الوائلي " متوجا لجماليته . ابتدأت الجولة من برلين مرورا بالمدن التالية:- اليوم الأول " مدينة لايبزك" اخذنا القطار من برلين الى مدينة لايبزك ، فوجئت بمعرض هائل بعشرات القاعات الضخمة ووسائل اعلام متطورة وجوه لشباب بأعمار متعددة وهم يرتدون ملابس تنكرية لشخصيات كارتونية عالمية ، اعجبني كيف يستضاف الاديب او الكاتب امام جمع من الناس ليتحدث عبر الميكرفون عن تجربة الكتاب وتوجه له أسئلة من الحضور ، في كل قاعة ديكورات تسحر العين وأماكن للقراءة ، كانت هناك غرفة من زجاج لا تتجاوز مساحتها ثلاثة امتار يقرأ فيها الشاعر وخارج الغرفة الزجاجية سماعات لمن يحب سماع القصيدة وكراسي لمن يحب الجلوس للاستماع وجدت تلك الغرفة لكي تجعل الشاعر بعيدا عن ضوضاء المعرض ليتمكن من القاء قصيده لمن يريد ان يسمعها ويستمتع بصوت والقاء شاعرها . اغرمت بكتاب القصة الذين يقفون امام شاشات كبيرة ليعرضوا بعضا من قصصهم ويتحدثون للأطفال مع عوائلهم بطريقة مرنة ومحببة للقلب يتقافزون رغم عبورهم العقد الرابع من أعمارهم كأن كتابتهم للأطفال ابقتهم أطفالا حتى اني تمنيت ان اجمعهم بطريقة سحرية واعود بهم الى بلدي. في مدينة لايبزك تمت استضافتنا في "راديو دوتــش لاند "افرحتني الأسئلة التي تنم عن الاهتمام وفرحت كثيرا بالاخبار الجميلة عن نسبة بيع الكتاب وعن تصدره قائمة مبيعات موقع " امازون " اليوم الثاني " مدينة يينا" كم كان القطار سريعا وهو يعبر كل تلك التلال التي تنتظر الربيع كي تنقلنا الى مدينة هادئة تراثية حيث كانت امسيتنا في مقهى مغلف بالخشب لتكون امسيتنا حافلة بالقراءات المتعددة عن ملامح فترة عصيبة من حياة المرأة في بلادي ، حضرت عوائل عراقية مغتربة وكان الصمت يسود القاعة ذلك الهدوء الذي اتوق اليه لأقرأ باسترخاء لا مثيل له . اليوم الثالث مدينة بريمن " مدينة اشتهرت بقصة أطفال عن حمار وكلب وقطة وديك ينقذون القرية من اللصوص ، قرب بناية اثرية هناك نصب تذكاري لابطال تلك القصة ، ذهبنا الى هناك لان الشائع ان يلمس الزوار اقدام الحمار ليتمكنوا من العودة ثانية لزيارتها . في مدينة بريمن كانت قراءتنا في المعهد الفرنسي بحضور السفيرة الإيطالية وجمع من الوجوه الثقافة الألمانية وقام "راديو مدينة بريمن" باستضافتنا بلقاء قصير ضمن نشاط تلك الأمسية المنعشة . .
اليوم الرابع " مدينة هامبورغ" ميناء كبير قوارب نائمة وأخرى عجولة ، بنايات حديثة وكنائس قديمة ، قراءتنا الأدبية حضرها فنانون تشكيليون ونساء يغلبهن الفضول وشابات بعمر الورود وهذه المرة شابات كورديات وسوريات لجئن لألمانيا هربا من آتون الحرب فكانت دموعهن مساندة لقصائدنا كأن المأساة واحدة مهما تغير الزمان والمكان اليوم الخامس " مدينة فرانكفورت " كانت التظاهرة في المدينة من قبل الأحزاب الرافضة لإنشاء بنك يقود البلاد الى الرأسمالية سببا لتواجد رجال الشرطة في محطة القطار وتلك الهيلوكوبترات المحلقة بتوتر واقفال المحلات خشية اعمال الشغب كفيلا بجعلنا نتمنى ان يعبر هذا اليوم على خير ، ولكن عدد الحاضرين لأمسيتنا الأدبية افرحنا قلت في نفسي " لله درك يا عراق كل يوم عدة تفجيرات والحياة تظل تسير بوهجها المعتاد ، تظاهرة واحدة فقط كانت كفيلة بجعل كل الجهود تستنفر هنا لأجل تأمين حماية الناس والممتلكات العامة ، تظاهرة واحدة، ليدب الخوف والحذر في كل المدينة " اجمل ما في الأمسية حضور الاثارية التي اكتشفت مدينة " اوروك" السيدة "أدورها" والتي لا زالت تتمتع بصحة جيدة رغم عبورها العقد الثامن من عمرها . اليوم السادس " برلين الشرقية " بحضور سفير العراق في المانيا وجمهور كان هو الأكثر والاغزر من كل امسياتنا الخمس الماضية قدمنا أمسية جميلة غير اني لا زلت فعلا اتعجب من أسئلة بعض الالمان الذين اعتمدوا على وجهات نظر إعلامية خاطئة بتكوين فكرة مشوهة عن العراق ظنا منهم اننا لا نملك بفعل كل تلك المجازر في بلدنا من ان نواصل الحياة ونذهب الى المسرح ونحضر امسيات موسيقية ومعارض تشكيلية ونذهب للتسوق في ساعات متأخرة ونتجول بطريقة اعتيادية في مدننا لا يعرفون الطاقة التي نملكها كشعب ما ان تنفجر عبوة ناسفة وتتناثر الاشلاء حتى تعود الحياة الى طبيعتها في اقل من نصف ساعة ، نعيش مع الخوف كصديق ، لدينا اصرار على أن نظل بخير، لا يعرفون التحدي الذي يسير في دمنا نحن الذين افتتحنا الحضارات ووضعنا لبنة الاكتشاف وفتحنا بوابة الأسئلة الوجودية . اليوم السابع " السفارة العراقية في برلين" قامت السفارة العراقية في برلين بدعوتنا لاصبوحة قراءة شعرية بضيافة سفير العراق الدكتور حسين الخطيب ، وقام السفير بتهنئة المرأة العراقية بعيدها وعيد الام مع امنياته للأديبات العراقيات بالمزيد من التقدم . من هي اينانا ؟ الهة سوميرية مقدسة كنجمة الصبح في المدينة المقدسة " أوروك " تظهر بأشكال متعددة كآلهة للحب والجنس والحرب والسيطرة ، ظهرت في حضارة أخرى باسم " عشتار" امرأة بعمر الورد لديها اجنحة كبيرة وقدمي أسد ظهرت في الرسوم القديمة وهي تقف فوق أسد تحت قدمها اليمنى واسد تحت قدمها اليسرى وتحمل بيدها صولجان . عندما كنا نحضر لسفرتنا الى المانيا كنت ابحث مع السيدة بيرغيت عن تمثال للالهة اينانا ،بدأت الرحلة بإيجاد الصورة في محرك البحث وعندما سألت أصدقاء لي قالوا ان المتداول في السوق المحلي كرمز لحضارتنا فقط بوابة عشتار ، اسد بابل ، مسلة حمورابي ، تمثال الملك سرجون الأكدى ، اغلبها رموز ذكورية ولان اينانا تمثال عار لا يتم الترويج له كرمز ، وعندما ذهبت السيدة بيرغيت الى المتحف الوطني لايجاد تمثال اينانا وجدت شريحة صغيرة فقط بحجم علبة الكبريت ، وعندما طلبنا من فنان تشكيلي في شارع المتنبي بصنع ثلاثة نسخ صغيرة من التمثال طلب مبلغا كبيرا جدا لأنه سيقوم بالعمل لأجلنا فرفضنا ، لذا قمت بالذهاب الى محل تصوير فوتوغرافي لعمل نسخة على لوح خشبي ولم استغرب عندما علمت بواسطة صديق يعمل في وزارة الثقافة ان تمثالا للآلهة اينانا تم نصبه في باحة الوزارة وما هي إلا ساعات حتى صدرت الأوامر بطلائه باللون الأسود وفي اليوم التالي تم رفعه لأنه تمثال عار لأمرأه.
للاستماع الى لقاء (راديو دوتش لاند )اضغط الرابط ادناه: http://www.deutschlandradiokultur.de/irakische-autorinnen-was-passiert-auf-der-bagdader.970.de.html?dram%3Aarticle_id=314487 للاستماع الى لقاء اذاعي آخر إضغط الرابط ادناه : http://ondemand-mp3.dradio.de/file/dradio/2015/03/18/drk_20150318_0907_4421eb29.mp3
سمرقند الجابري ، آذار 2015
#سمرقند_الجابري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسرحية - إعزيزة - صوت يتفرد بالتغريد
-
قصيدة - اتذكرك
-
الطائر الناري في المسرح الوطني- تغطية اعلامية
-
سأظل بخير
-
قصيدتان ... كأسان ...وفأس
-
قصيدة - امراة من نار
-
نينيتي المهرجان الثالث للادب العالمي
-
مقاطع شعرية ( كبريت)
-
تقاسيم (قصة قصيرة )
-
قصة قصيرة ( ارغفة وطن )
-
فلم (تحت رمال بابل) انجاز سينمائي عراقي اخر
-
مسرحية ( فوبيا) ألم عراقي يكرر نفسه
-
الروائي العراقي نجم والي يضيء شارع المتنبي في اذار
-
قصيدة ( الارض انثى) بمناسبة عيد المراة
-
في عيد المرأة حداد في قصر المؤتمرات
-
الاعصار يطرق الابواب، في المركز الثقافي الفرنسي
-
ريشات مقاطعة في المركز الثقافي الفرنسي
-
نظرات النساء في المركز الثاقفي الفرنسي
-
مهرجان اربيل الثاني
-
مسرحية راكور على مسرح الطليعة
المزيد.....
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|