أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي ( أم عائشة) - النوع الأدبي بين النشوء والارتقاء حول الخطإ المنهجي والخطيئة المعرفية لمقال: ملاحظات ثقافية حول القصة القصيرة جدا لصاحبه: نبيل عودة /إنجاز :الميلودي الوريدي















المزيد.....

النوع الأدبي بين النشوء والارتقاء حول الخطإ المنهجي والخطيئة المعرفية لمقال: ملاحظات ثقافية حول القصة القصيرة جدا لصاحبه: نبيل عودة /إنجاز :الميلودي الوريدي


نجية نميلي ( أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4791 - 2015 / 4 / 29 - 22:49
المحور: الادب والفن
    


ينطلق المنهج الاجتماعي في مقاربة الشرط العلائقي بين نشوء وتطور النوع الأدبي من فرضية نشوئه - النوع الأدبي- استجابة لوضع تاريخي واجتماعي وفكري محدد ..وربما يتطور في أوضاع أخرى أو يندحر إذا أملت اللحظة التاريخية الاستغناء عنه أو ملاءمته حسب مقتضى الوضع والحال .. وهذا ما أشار إليه الدكتور "تليمة " في محاضراته:"قضايا القصة الحديثة " : (إن وضعا تاريخيا اجتماعيا محددا ينشأ أولا ,ثم يفرض حاجات جمالية لا يلبيها إلا نوع أدبي محدد...)وهو ما يستدعي تتبع الحالات الاجتماعية لطبقة القراء و ومعناه أيضا أن نشوء وارتقاء نوع أدبي معين في بلد ما ,وفي عصر ما ؛مشروط بعدم الاعتباطية ووجوب القبول والاعتناق, أو الخضوع ومحايثة المزاج الاجتماعي المؤثر في اختلاق الأنساق الجمالية وتبنيها ....فيصبح النوع الأدبي حينها :"صورة من صور الوعي الاجتماعي السائد " وتتزيى بنيته بنفس زيِّ البنية الفوقية للمجتمع الحاضن...لذلك اتفق "لوكاتش" و"جيرار" و" جولدمان " ومن سبح في فلكهم ..على أن الشكل الفني للنوع الأدبي,إنما هو صورة من مضمونه العام ,وأن المضمون ما هو إلا تجسيد لصورة الوعي الثقافي والفكري والأيديولوجي للمجتمع...
ولعلنا نجد ضرورة في الإشارة إلى أن المنهج الفلسفي في نظرية النوع الأدبي كان سباقا على يد "هيجل " إلى مقاربة نشوء وتطور النوع الأدبي طبقا لنظريته العامة في التاريخ الإنساني ؛ القائلة بأن العالم يتشكل من ضدين : " المادة "و "الروح" وعنده أن المادة هي الثقل الطبيعي الثابت, بينما تكون الروح مجسدة لجوهر الحرية الإنسانية , وأن التطور الروحي – الناتج عن السعي إلى الأفضل والأكمل والأمثل – هو المسؤول عن التغيرات والتحولات التي يعرضها التاريخ .والحرية هنا ليست إلا حاجات الناس وانفعالاتهم,ومواهبهم الخاصة ..أو حسب تعبيره :"المنابع الوحيدة للسلوك " (محاضرات في فلسفة التاريخ "هيجل "..ترجمة إمام عبد الفتاح إمام ..) ..ومن هذه التوطئة الفلسفية يخلص- وقد تبعه في ذلك معتنقو منهجه الفلسفي- إلى بناء نظريته في بنية الأنواع الأدبية فهو يرى أن مدى الاختلافات التي تتحقق بينها-الأنواع - لا تكون إلا على أساس الاختلاف بين طبيعة العصر من حيث الانسجام الروحي أو عدمه ,و بين الجماعة المنتجة لهذا النوع أو ذاك ..وهي نفس النظرة التي تبناها تلميذه "لوكاتش" الذي يرى بثبوت العلاقة بين البنية الاجتماعية لكل عصر ,وبين الشكل الأدبي السائد فيه ...
وحسب المنهج التأويلي – والملاحظ أنه قارب المفهومين الفلسفي والاجتماعي, مع بعض الاختلافات الحيثية – يصبح القارئ هو مرجع توصيف البنى الفنية للأنواع الأدبية, وهي لا تتحقق إلا في ذهنه ,ف"اشتيجر " مثلا يرى أن :(النوع الأدبي إمكانات أساسية للوجود الإنساني من جهة القارئ والسامع..)..ويعتمد "أمبرتو إيكو" على نفس المنطق في نقد النهج السيميائي, ويعيب على رواده إهمالهم لبنية القراءة ,وتركيزهم على بنية التكوين النصي الدالة, على أنها موضوع نصي وليس على أنها استخدام اجتماعي للنص يعتمد على منطق الأعراف الدلالية والجمالية السائدة في المجتمع المستقبل للنص ..
لكن هذه النظرة الناقدة هي نفسها قد تكون صالحة لتوصيف نظرة المنهج السيميائي عند بعض الرواد الأوائل لمسألة نشوء النوع الأدبي, فهذا "رولان بارث" يشير في تعريفه لبنية السرد :(إنه مثل الحياة نفسها ,عالم متطور من التاريخ والثقافة ...) وما دامت الحياة لا يتحقق وجودها إلا بالوجود الإنساني, الموسوم بالتحرر والتمرد والبحث عن الأفضل ,فلا غرو أن ينحو "السرد " باعتباره "أداة من أدوات التعبير الإنساني" إلى نفس نمط "الحياة" و"التاريخ " و"الثقافة " و"الفكر" في الجنوح إلى الطبيعة التجديدية الواصلة بين الأصل والفرع ....
وهنا لا بد –تبعا لشرطية المناسبة – أن نعرض للجدل الكبير الذي قام بين نقاد الحداثة ونقاد ما بعد الحداثة ,حول نظرية الأنواع عند الناقد الكندي "نورثروب فراي" في مؤلَّفه الشهير " تشريح النقد " والذي تولى " رولان بارث" و"رالف كون " تفنيد آرائه , فعاب عليه الأول :
- مجانبة تصنيفاته للمنطق ,كونها مارست تعسفا منهجيا في تركيزها على ما أسماه "بارث" ب" الأنواع التاريخية " ضمن منظومة الاحتمالات المنطقية ,أي الأنواع التي لها رصيد من الأعمال الفعلية في التاريخ الأدبي,بينما أغفلت "الأنواع النظرية " التي ليس لها إلا وجود منطقي قائم فقط على المنظومة النظرية ...وهنا نلاحظ أن النظرية النقدية المابعد-حداثية قد منحت صفة المشروعية لوجود النوع الأدبي حتى وإن كان هذا الوجود نظريا فقط ,وبقيت إمكانات تحققه النصي محكومة بصفة التوقع واحتمال الوجود المستقبلي...
فكيف يستطيع السيد "نبيل عودة " إنكار جنس القصة القصيرة جدا , المتحقق نظريا ونصيا...؟؟؟
وحتى عندما حاول الناقد الماركسي "فريديريك جيمسون" إصلاح القصور المنهجي الذي اقترفه "فراي" واستدرك ارتباط "النوع الأدبي" بالتاريخ ,مبرزا أنهما مرتبطان بعلاقة "تعاقدية " متغيرة بتغير التاريخ ,بين الكاتب والمتلقي..فجل ما استطاع "كون " انتقاده هو أنه لم يربط بين النوع والتاريخ وإنما يربط النوع بتصور معين للتاريخ "التاريخ المادي الماركسي" الذي يقول بأن الأنواع تتطور تبعا لتطور اقتصادي مفترض سلفا ...ليبدأ في بسط نظريته القائلة بأن التصنيف عملية "إمبريقية " وليست "منطقية " لأنها ببساطة قائمة على افتراضات "وضعية " يضعها الكتاب والجمهور والنقاد لخدمة أغراض اتصالية وجمالية ..وأن الأنواع تشكل فيما بينها نظاما يخضع لمتطلبات اجتماعية وجمالية وينشأ في لحظة تاريخية معينة ..وكلما استقطب هذا النظام فاعلين جدد أصبح موضوعا للتعريف وإعادة التعريف بشكل مستمر ومتكرر...وبهذا تصبح الأنواع أنساقا مفتوحة ,ولا تحتاج الأعمال المحسوبة على نوع واحد إلى سمة واحدة مشتركة لأن كل عمل جديد قد يضيف إلى النوع سمة جديدة, توفر إجرائيا وقصديا أدوات لرصد التطور الأدبي....
وبعد هذا التأطير المنهجي نسائل السيد نبيل عودة عن نكرانه لحلقة مهمة من التطور أدت إلى تطور الرواية كجنس رفض المجتمع إسهابه وإغراقه في الاستدراكات التي كان أغلبها لا يخدم الحبكة الروائية إلى رواية قصيرة قلت فيها الاستدراكات والحيثيات وانحسرت إلى ما يخدم البنية الحكائية فقط ثم إلى قصة قصيرة لا صبر لكاتبها ولا قارئها على الإسهاب والحشو والإطالة ,ثم إلى قصة قصيرة جدا قصر مبناها ولفظها, واتسعت مرجعيتها وأنساقها ودلالاتها ...
قبلها التاريخ والمجتمع لما تتيحه من إمكانية إعادة البناء والكتابة المتجددة تبعا لتجدد القراءة
..فهل كان رفضه هذا خطأ منهجيا ,أم خطيئة معرفية ؟؟؟؟؟؟( يتبع)


الميلودي الوريدي ( الرابطة المغربية للقصة القصيرة جدا)



#نجية_نميلي_(_أم_عائشة) (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -من وحي صورة-على صفحة الرابطة المغربية للقصة القصيرة جدا
- وردة
- مغاربة وأشقاء عرب يكتبون قصصا قصيرة جدا عن أطفال فاجعة طانطا ...
- نص تحت مجهر النقد (تصميم) للكاتبة المغربية /نجية نميلى(أم عا ...
- نص - ارتجاح-لنجية أم عائشة تحت مجهر قراء رابطة القصة القصيرة ...
- قصص قصيرة جدا تحت عنوان - خيانة- من توقيع بعض أعضاء رابطة ال ...
- قصص قصيرة جدا 14
- لوعة
- الناقد المغربي الميلودي الوريدي يقدم :*شعرية النص السردي الق ...
- *شيطان* للقاص المغربي :علي بنساعود / قراءة لنجية نميلي
- قراءة في *كرم...*للقاص المغربي :حسن المعطي قرى من إنجاز: نجي ...
- قصص قصيرة جدا 13
- قراءة في ( مسافات ) للقاص فاروق طه الموسى من إنجاز :نجية نمي ...
- آراء حول ( إعاقة)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي ( أم عائشة) - النوع الأدبي بين النشوء والارتقاء حول الخطإ المنهجي والخطيئة المعرفية لمقال: ملاحظات ثقافية حول القصة القصيرة جدا لصاحبه: نبيل عودة /إنجاز :الميلودي الوريدي