أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - فائق الشيخ وعاصفة الحزم














المزيد.....


فائق الشيخ وعاصفة الحزم


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4790 - 2015 / 4 / 28 - 16:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الأستاذ فائق الشيخ علي, النائب عن التيار الديمقراطي يؤكد على أن العراق فيه من المشاكل ما يجعل التفكير بمشاكل الآخرين من شعوب اخرى مسألة مرفوضة. كان الرجل يشير إلى مقابلة جرت بينه وبين إعلامي كان سأله عن رأيه بأحداث اليمن. أيضا أدان الأستاذ فائق بلقائه المتلفز نفسه مواقف السياسيين, من أولئك الذين إنحازوا إلى عاصفة الحزم, أو الذين إنحازوا إلى الحوثيين, معتبرا أن طبيعة ذلك الإنحياز قد تأسست على إصطفافات طائفية مسبقة ولم يتأسس على منطلقات وطنية عراقية أو إنسانية.
في الحالة الثانية أنا أؤيده تماما, إذ لم يعد غريبا ان نرى شخصين من شخوص حركة سياسية علمانية, وربما هما عضوين في نفس الخلية الحزبية, يؤسسان إنحيازهما السياسي على أساس طائفي فينحاز الشيعي منهم للحوثيين بينما ينحاز السني لعاصفة الحزم, وربما يجري ذلك تلقائيا وبدون اي تفكير أو مراجعة, فقد كاد الأمر أن يصير جينيا .
في الحالة الأولى لا أعتقد أن الرجل غافل تماما عن حقيقة أن الإحداث الإقليمية صارت لها تداعياتها المباشرة على الأوضاع الداحلية العربية وخاصة في البلدان التي تعيش أوضاعا داخلية متأزمة. ومن بين أولئك الذين ابدوا موقفا بالضد من تلك العاصفة من يَسِّر في أذنك أن موقفه ذاك لم يكن تأسس على غيرة على الحوثيين بقدر ما تأسس على خشية من أن يتحول ذلك الإجراء العسكري ضدهم وضد حليفهم علي عبدالله صالح إلى تقليد قد يمتد في المستقبل إلى العراق نفسه لكي تكون له كلمته على صعيد المواجهات بين سياسييه او طوائفه, ولربما سيدخل ذلك من خلال بوابة مجابهة داعش وردع أخطارها سواء على الساحة العراقية أو تلك التي تمتد منه لتشمل السعودية والأردن على سبيل المثال.
الأمر إذن كما يراه الكثير من السياسيين العراقيين ليس حدثا خاصا باليمن وإنما صارمركزيا بالمستوى الذي من شانه أن يعدل الكفة التي مالت لصالح إيران على صعيد العديد من الساحات العربية, وخاصة بعد التصريحات التي اطلقها سياسيون وإعلاميون إيرانيون حول خارطة القوة الإيرانية التي صارت تمتد لتشمل عواصم عربية عديدة مثل العراق ولبنان ودمشق.
التحالفات وحتى التبعية الإقليمية لم يعد يخفيها الكثيرون, وحتى التصريحات المطمأنة حول إستقلالية القرار العراقي عن التبعية لإيران لم تكن صادقة في نظر الكثيريين الذين صَرَّفوها على اساس كونها تأتي كمناورة ترضية للأمريكين الذي يضغطون من أجل موقف عراقي أكثر إستقلالية عن طهران.
لا اشك مطلقا أن صورة كهذه هي غائبة عن السيد فائق وإنما الذي اعتقده انه شاء ان يجعل ذلك مناسبة لإعطاء الهم العراقي مزيدا من الإهتمام بدلا من محاولة الهروب إلى الأمام تلك التي تجري من خلال محاولة صرف الأنظار عنه إلى هموم أخرى, وهو في رأي صادق في ذلك ومصيب. لكن بعيدا عن أولئك الهاربين والمهربين, فإن المرء لا يحتاج إلى حنكة سياسية لكي نعلم تماما ان كثيرا من الأمور لم تعد كما كانت في السابق.
لقد صغر العالم حقا, كما أن طريقة ووسائل إدارة الصراعات قد تغيرت أيضا وذلك تبعا للتطور التكنولوجي الذي جعل متابعة قضاياه الأساسية والثانوية أمرا اسهل بكثير مما كان عليه. ولقد صارت إدارة الصراعات تجري وكأنها لعبة من ألعاب الكمبيوتر, أما أكثر القضايا العالمية الساخنة, إن لم يكن جميعها , فقد تم تجميعها في ملف واحد يمكن مراجعة أوراقه بصغطة على (ماوس) البحث المربوط إلى جهاز الكمبيوتر وبما يجعل متابعة القضايا جميعها سهلة في ذات الوقت.
وسوف يقلل كثيرا من الخسائر معرفة جدلية العلاقة بين مجريات الساحة العراقية وتلك الخاصة بالساحات الأخرى, فما يجري في اليمن لا يمكن عزله تماما عن ما يجري في العراق, وما يجري في العراق لا يمكن أن يجري بمعزل عن ما يجري على الساحة السورية وعن المحاور السياسية للتنافس الإنتخابي بين الجمهوريين والديمقراطين على رئاسة البيت الأبيض.
إن دراية ومتابعة لقضايا الصراع الساخنة إقليميا وعالميا هي مطلوبة وأساسية لفهم طريقة إدارة الصراعات المحلية, ولا بد للسياسي ان يحسب جدلية العلاقة بينها حتى وهو يخطط لمعركة محلية على مستوى تحرير الأنبار أو الموصل



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش على دفتر النزوح الأنباري
- مقتل عزت الدوري خسارة فادحة لنظام بغداد وليس مكسبا لها
- الشيوعيون العراقيون وإنحيازاتهم الطائفية
- الحاجة إلى ثقافة سياسية ودينية ضد الإرهاب والتطرف.
- في السياسة والعقيدة وما بينهما
- رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني
- المالكي حينما يعترف
- في المأزق اليمني : لا يكفي أن يكون خصمك على باطل لكي تكون ان ...
- إنسانية الشيعي هي في علمانيته
- علاقة الفساد بالدين والسياسة
- قصة الدشداشة والعقال وما جاء في الأخبار حولهما
- همسات بصوت مرتفع
- أهم من التحليق في الفضاء المشي على الأرض
- عن معركة تحرير تكريت أتحدث
- ضد الدولة .. مع الوطن
- جريمة المتحف .. من ذبح العراقيين إلى ذبح العراق
- داعش تطهر العراق من أصنامه
- يوم تنجح العملية ويموت المريض
- وهل سيحلها الزاملي .. عن قصية ضياع نينوى أتحدث
- علمانيون ولكن ضد العلمانية (2)


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - فائق الشيخ وعاصفة الحزم