حزيران1957 محاوله لم تنجح

يوسف شكري الحفار

الحوار المتمدن-العدد: 4790 - 2015 / 4 / 28 - 13:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حزيران1957 محاوله لم تنجح


في الثامن عشر من حزيران عام 1957 انعقد اجتماع بريزيديوم مجلس وزراء الاتحاد السوفياتي لمناقشه برنامج الاحتفال بمناسبه مرور250 عاما على تاسيس لينينغراد . لكن و بسبب الخلافات المتفاقمه بين اعضاء القياده السوفياتيه نتيجه لسياسه خروتشوف الرعناء،خرج الاجتماع عن مناقشه برنامج الاحتفالات ، لمناقشه تصرفات و رعونه خروتشوف .حينها تداعى اعضاء سكرتاريه اللجنه المركزيه للحزب الشيوعي الموجودين في اجتماع البريزيديوم ،لعقد اجتماع استثنائي و عاجل لسكريتاريه اللجنه المركزيه . و بالفعل عقد الاجتماع في نفس اليوم ، و ترأسه بولغانين و ليس خروتشوف كما يفترض النظام الداخلي ، و ذلك باتفاق جميع الاعضاء ،حيث ان الاجتماع كان مخصصا لمناقشه سياسات خروتشوف . خلال الاجتماع قام مولوتوف و مالينكوف و كاهانوفيتش ،بتوجيه الاتهامات المدعومه نظريا و وثائقيا الى خروتشوف ، مبينين انحرافه عن النهج الماركسي اللينيني و انتهاجه سياسات معاديه لديكتاتوريه البروليتاريا .بعد نقاش طويل و مستفيض انضم الى الثلاثه المذكورين شيبليوف طارحا انتقادات اخرى تتعلق باساليب الاداره الغير حكيمه التي كان يتبعها خروتشوف .في نهايه الاجتماع تم التصويت على قرار يقضي بالتنسيب الى اللجنه المركزيه لعزل خروتشوف و اعاده هيكله سكريتاريه اللجنه المركزيه .نتيجه التصويت كانت سبعه اعضاء مع القرار ،ثلاثه اعضاء امتنعوا عن التصويت و هم كيريتشينكو و ميكويان و سوسلوف ،و صوت واحد هو صوت خروتشوف معارضا للقرار.
الى هنا لم ينتهي الاجتماع ،بل استمر لاربعه ايام متتاليه .خلال تلك الايام تمكن خروتشوف و بمسانده جوكوف و سيروف من جلب اعضاء اللجنه المركزيه و المعروفين بمساندتهم لخروتشوف من جميع ارجاء الاتحاد السوفياتي بواسطه طائرات سلاح الجو السوفياتي التي قدمها جوكوف ، و اللافت للنظر هنا ان امر الحركه لتلك الطائرات قام بتوقيعه سيروف ( رئيس الكي جي بي )حينها و الذي لا يملك السلطه الفعليه لتوقيع تلك الاوامر. و من المعروف ان الكي جي بي دائره تتبع مجلس الوزراء و سلاح الجو يتبع لوزاره الدفاع ،لكن حسب ظني ،فتلك كانت خطوه تكتيكيه من قبل جوكوف. فاذا لم تنجح مؤامرتهم ضد سكريتاريه اللجنه المركزيه ،فالمسؤل هو سيروف.
المهم انه و بحضور انصار خروتشوف تم استبعاد مسأله عزله و اعاده هيكله السيكريتاريه و تم تكليف سوسلوف بالدعوه الى اجتماع موسع للجنه المركزيه .بالفعل تم عقد الاجتماع الموسع و في نفس الوقت لم يتم اغلاق اجتماع السكريتاريا .في كلمته الافتاحيه للاجتماع الموسع للجنه المركزيه لم يشير سوسلوف الى قرار السكريتاريا بعزل خروتشوف ،بل اشار الى ان الخلاف الناشب هو نتيجه لمناقشه قرارات المؤتمر العشرين فيما يتعلق بسياسه محاربه الستالينيه . بعده مباشره القى جوكوف كلمه اتهم فيها مولوتوف و كاهانوفيتش و مالينكوف ،انهم كانوا اليد اليمنى لستالين و منفذي خططه المعاديه للشعب(هكذا) .هنا تحول النقاش للدفاع عن النفس في مواجهه تهم ظالمه مفتعله .و طالب جوكوف بتكوين لجنه خاصه لدراسه الجرائم المرتكبه و معاقبه منفذيها. نتيجه لتصويت الاجتماع الموسع للجنه المركزيه تم اخراج الثلاثه المذكورين من اللجنه المركزيه ثم تم لاحقا طردهم من الحزب . اما الاربعه الاخرين الذين صوتوا لصالح قرار عزل خروتشوف و هم بولغانين و صابوروف و بيرفوخين و فوروشيلوف ،فتم معاقبتهم بطرق مختلفه.صابوروف تم اخراجه من سكرتاريه اللجنه المركزيه مع ابقائه عضوا في اللجنه المركزيه ،اما بيرفوخين فتم وضعه مرشحا لعضويه السكرتاريا بعد ان كان عضوا فعليا .اقل عقوبه كانت من نصيب بولغانين الذي تم عزله من رئاسه مجلس الوزراء عام 1960 اي بعد ثلاثه اعوام من الحادثه.
هذه الوقائع اكتبها استنادا الى محاضر اجتماعات السكريتاريا و اللجنه المركزيه ،اما الاتهامات التي وجهت الى(الكتله المعاديه للحزب )و التي تم نشرها رسميا فكانت كما يلي :
تشكيل تكتل يهدف الى تغيير الخط السياسي و القيادات الحزبيه.

مقاومه اعاده تنظيم و اداره الصناعه.

معارضه سياسه احياء الارض البور.

معارضه سياسه تعزيز الحوافز الماديه لاعضاء الكلخوزات.

السعي لتحجيم صلاحيات الجمهوريات السوفياتيه و سوفييتات الحكم المحلي.

المقاومه الفعاله لسياسه ازاله تبعات الستالينيه.

و هناك بند يتعلق بمولوتوف و السياسه الخارجيه،حيث تم الاشاره الى معاداته لفكره الوصول الى الاشتراكيه في مختلف البلدان بالطرق المختلفه(التطور اللاراسمالي)،انكاره امكانيه التوصل الى سلام عالمي عن طريق الاتفاق مع الدول الراسماليه،معارضته لتقويه علاقات الحزب الشيوعي مع الاحزاب التقدميه (غير الشيوعيه) في دول العالم،معارضته لتطبيع العلاقات مع يوغسلافيا ، معارضته للتقارب مع اليابان .

تلك كانت محاوله لاعاده الامور الى نصابها ،لو نجحت لكنا نعيش اليوم في عالم اخر،لكن للاسف تمكنت البرجوازيه الوضيعه من دفن تلك المحاوله دافنه معها امال البشريه ،الى حين ،بمجتمع خالي من الاضطهاد.

#يوسف_شكري_الحفار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات