سلام إبراهيم
روائي
(Salam Ibrahim)
الحوار المتمدن-العدد: 4789 - 2015 / 4 / 27 - 18:17
المحور:
الادب والفن
كي نفهم سر الخراب العراقي
نبحث في مثقف زمن الإحتلال وسلطة الطوائف
نموذج أخر
قصير القامة يميل للسمنة، يرسم على وجهه دوماً تعبير يوحي بأنه يعرف كل شيء، بارع في إدارة التفاصيل، فهو ينظم الشعر الشعبي من سفيف كلام الشعبية وبترتيب فج، ينكت لكن نكاته ثقيلة عسيرة على المزاج والمعدة. يحدثك عن أي خبر يسمعه وكأنه عارف به قبل حدوثه، متنوع يصلح لكل شيء فهو مثقف، وسياسي، يحكي في الثقافة والسياسة، وبنفس الوقت تاجر له مصالح محل تسجيلات، حوله لاحقا إلى مطعم، وعندما يطيح الزمن بصديق كأن يصاب بالكآبة فيسعى للتخلص منه - كما حدث مع صديقي الشاعر الذي حرمه من دخول شقة الجلسات في أخر أيامه بحيث مات كمدا وكآبة 2011- بأستخدام الآخرين الذين يوفر لهم مكان يشربون فيه ويشاهدون أفلام الجنس الرخيصة وينمون على الآخرين ويستخدمون نفس المكان لصيد العاهرات، والعاهرات في عراقنا والجنوب يمارسن ذلك من جوع وجور جوع حقيقي من أجل الخبز وجوع جسدي من الحرمان الذي تفرضه القيم والتقاليد، وهو ناهز فرص، لا يتخذ موقفاً أبداً بل يقف خلف من يتخذ موقف يشجعه ويطريه وحينما يقع ذاك بمشكلة مع السلطات يكون جاهزا للحلول محله. مثلا وقف شخص من هذي النماذج مع مثقف من جيل الحصار والأحتلال لاحقا وكان قد صعد نجمه لجرأته، فشجعوه ليتجاوز خطوط سلطة الطوائف الحمراء فأوقعوه فكان جاهزا للحلول محله وكان ذلك يدير إذاعة في محافظة من محافظات جنوب العراق. هذا النموذج يكاد يكون النموذج الذي يسيطر على وسائل الإعلام الآن زمن سلطة الطوائف والخراب. وهو عمراً نضج زمن الحصار في أواخر عهد الدكتاتور وتمرس بالخنوع والخضوع والإنقضاض عندما تسنح الفرصة، وهو الآن يقود المشهد الثقافي في المحافظات النائية كدور الإذاعة المحلية والصحف، وهو غير جيل شاب نضج عقب الإحتلال ولدية أفكار واضحة وجريئة وهو أمل ونقطة ضوء في حلكة العراق.
من أول زيارة تنافرت مع هذا النمط الذي يذكرني بأنصاف مثقفي زمن الدكتاتور القلقين أوائل السبعينات والذي سرعان ما أصطفوا مع البعث والدكتاتور. تنافرت معهم وهم ليسوا بإنداد لي، لأنهم سقط متاع في الثقافة والمواقف. الآن وأنا أكتب أرى هذا الوجه المربرب المتفح وهو يقف ويتكلم في أول زيارة لي للعراق 2004 فذكرني بمثقفي البعث حينما كان ضعيفا أوائل سبعينات القرن الماضي وصحت رؤيتي فمثل هؤلاء يديرون كل أعلام السلطة الطائفية المحلي، في عاشوراء مثلا يرتبون برامج إذاعة المحافظة على المجالس الحسينية والردات، ليسكروا في المساء بشقق مؤجرة وسط المدينة ويشاهدوا أفلام إباحية وينموا على الناس
#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)
Salam_Ibrahim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟