خالد درويش
الحوار المتمدن-العدد: 4789 - 2015 / 4 / 27 - 03:26
المحور:
الادب والفن
أن تكون صديقي..
إلى رياض الصالح الحسين
أن تكون صديقي يعني
أن تصرخ في وجهي إن غضبت منّي
وأن أعاتبك على إساءة عابرة،
ثم نتعانق كشقيقين يلتقيان بعد غياب طويل.
أن تدفع باب بيتي المفتوح وتدخل،
بعد أن تناديني بصوت عالٍ،
وأن أدخل بيتك في أيّ وقت أشاء.
أن تكون صديقي يعني
أن يداهمنا الصباح، صباح الجمعة،
عند الموقد الذي ذوت جمراته،
ونحن نضحك ونثرثر عن العدالة والحرية.
أن تمشي في شوارع حيّ القصّاع الخلفية
منتشياً بظلال البيوت القديمة في ساعات الظهيرة،
وتصغي إلى وجيب قلبك وهو يناديني،
وأن ألغي موعداً مع حبيبتي
كيّ أكون معك في محنتك.
أن تكون صديقي يعني
أن أشتري لك القميص الذي أعجبك
وأن تدعوني لتناول فطائري المفضلة
في الفرن الصغير بجوار حانة الفريدي.
أن نحبّ ذات المرأة؛
جليستنا الجميلة مساء الخميس في مقهى اللاتيرنا،
ونهتمّ بها بنفس القدر من الحماسة،
دون ضغينة أو غيرة.
أن تكون صديقي يعني
أن أقاوم نعاسي وأنا أصغي لحكايتك،
وأن تتظاهر بالأرق
لأنام منفرداً
على السرير الضيّق الوحيد في غرفة الفندق.
أن تترك لي ذكريات لن تفنى بعد موتك،
وأن أكتب لك هذا الكلام من القلب.
#خالد_درويش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟