|
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -10-
علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 19:25
المحور:
الادب والفن
لم أَرَى أَسْوَاراً للمَدَارِس إلّا في سوريا وأَخَواتها! .. شاحِبةٌ ولَئِيمةٌ هِيَ تلكَ العَالِيَة المُزجَّجة .. هَلْ هِيَ لحِمَايَة الشَّرَّ مِنْهُم؟ .. هَلْ هِيَ لِحَجبِ الضَّوْءَ عَنْهُم؟ .. هَلْ هِيَ لحِمَايَة العِشق في الدَاخِل؟ .. هَلْ هِيَ لِمَنْعِ فَوَحان عُطُورَ العِشق إلى "الخارِج"؟ الْمَوْتُ الأَبْيَضُ للأَسْوَارِ عَسكَريّةَ اللَّوْنِ والمَغْزَى.
***** ***** ***** *****
"المَعْرِفةُ هي القُوَّة - القُوَّة هي المَعْرِفةُ"
***** ***** ***** *****
نخطئ إذْ نتكلم عن خطورة المعرفة .. مقولة "العِلْمُ ذاته هو السلطة/القُوَّة" .. والتي تمّ تداولها تحت مفهوم "المعرفة سلطة" تعود إلى حوالي 500 عام إلى الوراء .. تحديداً للفيلسوف العلمي الإنكليزي "فرانسيس بيكون" .. مفهوم "المعرفة سلطة" يتم استخدامه في ألمانيا من قبل شرائح واسعة بشكل يومي تقريباً .. وكذلك في مختلف أنحاء العالم .. حتى في سوريا يقابله مفهوم "العلم نور والجهل ظلام" .. ينبغي الزواج من المعرفة كل صباح ..
***** ***** ***** *****
القوة تعني السيادة الإيجابية وإمكانية التأثير الإيجابي بالآخر و"بمستقبله" .. القوة تعني التوازن الداخلي والهدوء .. القوة تعني عدم الانسياق للآخر الأحمق/السلبي .. القوة تعني القدرة على التحليل المنطقي وإخضاع الغرائبي الغيبي/اللامفهوم للسيطرة العقلية/الديالكتيكية.
***** ***** ***** *****
الذَّاكِرَةُ تَهْتَمُّ بالتَّاريخ .. الْمُخَيِّلةُ تَهْتَمُّ بالأدَبِ .. والعَقْلُ يَنْشَغِلُ بالفَلْسَفَةِ وبالجَسَدِ.
***** ***** ***** *****
المجد لمَلاَئِكَةِ الرَّحْمَةِ .. يا للسيدات "حَامِلَات الْمَصابيح" .. بالأمس واليوم وغداً .. سمعت وأسمع وسأسمع عن شقاء المُمَرِّضات السوريات في المشافي السورية بكافة أنواعها وأشكالها وانتماءاتها .. عن تعبهن وإرهاقاتهن الجسدية والفكرية ليل نهار .. عن مداواتهن للمرضى وإسعافهن للجرحى وتضميدهن للجروح .. عن رؤيتهن اليومية للدم والأعضاء المبتورة .. عن مرافقتهن للموتى وعذاباتهم في اللحظات الأخيرة .. وعن مهاراتهن التمريضية وقدراتهن الإنسانية .. إنّ العمل/الفن الذي تؤديه المُمَرِّضات هو من أقدس الأعمال الوطنية والإنسانية والفنية قاطبة .. لو كان في سوريا من يحترم الإنسان لصنعَ تمثالاً للممرضة السورية بعد حرب 1973 مباشرة .. لعله اليوم يأتي ويأتي معه من يمنحكن كفريق عمل "جائزة نايتينجيل" ..
***** ***** ***** *****
تقول الممرضة البريطانية فلورنس نايتنجيل (1820 - 1910) .. "ليست مهنة التمريض عملاً بسيطاً يُمارس في وقت العطلة .. بل إنها فن ولهذا تتّطلب التفاني والإخلاص العظيمين .. والتحضيرات الكبيرة .. مثلما هو الحال عند رسم لَوْحة بريشَةِ الرسّام أو حين إبداع مَنْحُوتة بِيَدِ النَّحَّاتِ .. لأَنّه ماذا يعني العمل على الجسد الميت .. أي على قطعة قماش ميت أو على قطعة رخام بارد .. إذا ما قورن بالعمل على الجسد الحي؟"
***** ***** ***** *****
الدراجة الهوائية .. "الفاراد أو البسكيلت" .. هي جزء من ثقافة/تراث .. من سمّاها "هوائية"؟ ركوبها .. ركوب الدراجة .. فعل حضاري/ثقافي غربيّ المنبت والطابع .. فرنسي/ألماني الاكتشاف .. يعود إلى مئتي سنة إلى الوراء .. لا علاقة مباشرة للدراجة بالناطقين بحرف الضاد .. حتى ولو حاول البعض "البليد" تسييس استخدامها وربطه برسائل السلام والمحبة والشباب والرياضة والمتعة والبيئة .. ولم تشكل يوماً عنصراً من عناصر الرواية العربية أو القصة والقصيدة وإنْ كنت تجد لها بين الحين والآخر ملمحاً في الفلم السينمائي أو الأغنية المصورة أو الدراما التلفزيونية .. ولا يكفي أن تدعم الأنثى السورية فكرة الركوب .. ولا يكفي أن يشجعها مدير هندسة المرور .. كي تصبح الحالة جزءاً من الثقافة السورية .. لأن طقوس الركوب وظروفه ومستلزماته الإنسانية والطبيعية والعمرانية والقانونية والمادية والمعنوية والتربوية والثقافية والسياسية والاجتماعية والدينية والتاريخية أكبر وأعقد بكثير مما يتخيله "عبوده" .. لأن عملية الركوب حالة متكاملة .. لأن ركوبها وسياقتها يختلفان عن ركوب وسياقة السيارة أو التراكتور .. لأنّ البناء التشكيلي للجسد العربي الأنثوي والذكوري لا يتناسب مع ثقافة البسكليت .. لأنّ للحديث بقية ..
***** ***** ***** *****
أَعتقدُ أنَّ إحدى نِقاط الضُعْف "الطَّبيعيّة" عِنْدَ الإنْسَان الشَرْقِيّ "عُموماً" هِيَ أنّه لمْ يَتَعَلَّم أَنْ يُؤْمِن بالدَّأَب والْمُوَاظَبَة والتركّيز حَتَّى إِنْجاز الهَدَف .. بُلوغ الهَدَف يَعني المدُاَوَمَة عَلى فعلِ الشَّيْء .. وهذا هو سِرُّ النَّجَاحُ و إِدْرَاك الغَايَةِ .. غَالباً مَا تكون بِدَايَاته في مَسْأَلَةٍ ما مُوَفَّقة لَكِنه سُرْعَانَ ما يَقومُ بالقَفْز بالعَصا إلى مَوْضوعٍ آخَر أو إلى مَواضيعٍ أخرى .. والبِدَايَة مِنْ جَديد .. قلائِلٌ هم في الشَرْقِ مَنْ يُتْقِنُون فَنَّ النَّحْت من صَخْر..
***** ***** ***** *****
غالباً ما يتم .. حتى في الأدب الشرقي .. توصيف ومقارنة عوالم وحالات البؤس والانحطاط والاِتِّسَاخ والرذيلة في مجتمع ما بسلوك "العاهرة"! .. ونادراً بسلوك "العاهر"! .. في كلتا الحالتين ليس عدلاً ما نقوله أو نكتبه في هذا الشأن .. فالعاهرات لسن متسوّلات ومُنْحَطّات ومُتَّسِخات ووَضِيعات ودنيئات ورخيصات المهنة .. هناك بالتأكيد بعض الأعمال الأدبية والأفلام السينمائية الرائعة والواقعية والتي تصور جمال عوالم السيدات العاهرات وقدراتهن على الحب والوفاء والتضحية العالية .. إن الإساءة "المقصودة" لهن هي إساءة للإنسان ..
***** ***** ***** *****
لَيسَ التَلَذَّذُ بالحَياةِ لُعْبَةً/دُمْيَةً خَفيفَةً .. نُحَرِّكُهَا كَمَا نَشَاءُ .. الاِسْتِمْتاعُ بالحَياةِ هو فَنُّ ومَهارةٌ .. لا يُتقنُه إلّا بَعْض مَنْ يَمْتازُ بِالحِذْقِ في عَمَلِهِ ..
***** ***** ***** *****
مظاهرات الساحل أملنا .. "لا يستطيع جيش أن يقاوم فكرة حان وقتها" .. "فيكتور هيغو" الحل الوحيد لإنقاذ ما تبقى من سوريا "الوطن-الأرض-العرض" .. هو أن تعم المظاهرات "البيضاء" والإضرابات "البيضاء" في شوارع الساحل السوري بالدرجة الأولى وفي شوارع دمشق قاطبة بالدرجة الثانية .. ضد النظام الفاسد والتجمع السلفي الإرهابي الولد غير الشرعي له .. إني على يقين أنّ هناك بعض الضباط ورجال الاقتصاد والسياسة الشرفاء .. الذين ينتظرون الإشارة من الشعب الصامت لقلب الطاولة على روؤس الطرفين .. وإلّا فقد حان وقت السفر والهجرة ..
***** ***** ***** *****
قسطنطين فيكر .. أهم مغن وكاتب ألماني ناقد للنظام العالمي/الرأسمالي .. وأظن أن كلمات أغانيه الحالمة/الناقدة لم تتُرجم إلى العربية بعد! "ترجمة أولية" لجزء من أغنية : إذا لم يعدْ الصيف بعيداً بعد .. والسماء أرجوانية .. أَعلمُ حينها أنّ هذا وقتي .. فالعالم من حولي واسع من جديد .. شَبْعَان ومُدْهِن بشكلٍ لا يصدق. إذا لم يعد الصيف بعيداً .. وللهواء طَّعْمُ/مَذّاق التربة .. حينها لا يهم إن كان الإنسان ذكياً .. بل المهم أن يكون جاهزاً .. وأن يتوقف عن إخفاء لحمه. إذا لم يعد الصيف بعيداً .. والسماء أوبال/عقيق .. أَعلمُ حينها أنّ هذا وقتي .. فالعالم من حولي مثل امرأة .. والشهوة لا طعم بَائِت لها.
***** ***** ***** *****
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النَّقْصُصَّافِي في ألمانيا
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -9-
-
مقاهي دير الزور .. مشروع لم يكتمل بعد
-
في الطريق من فرايبورغ إلى لندن
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -8-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -7-
-
دلعونا إمرأة من بسنادا
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -6-
-
رسالة إلى سحر
-
آزارو مرّ من بسنادا
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -5-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -4-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -3-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -2-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -1-
-
جينات بسندلية -4-
-
بماذا أخبرتني تلك اللوحة؟
-
لِمنْ هذهِ الرائحة القادمة من لندن؟
-
ما الذي تفكرُ به إمرأة؟
-
انطباعات لندنية
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|