أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رشاد الشلاه - أبا ظفر....ذكراك خالدة في الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد الدكتور محمد بشيشي حسين - أبو ظفر-














المزيد.....

أبا ظفر....ذكراك خالدة في الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد الدكتور محمد بشيشي حسين - أبو ظفر-


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1330 - 2005 / 9 / 27 - 11:56
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


أبا ظفر....ذكراك خالدة
في الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد
الدكتور محمد بشيشي حسين " أبو ظفر"
27 أيلول 1984
"من يسقط في معركة الحرية لا يموت"
خرستو بوتيف
أم ظفر " زوجة الشهيد"

عدت بذاكرتي إلى الوراء... إلى اللقاء الأول يوم كنا طالبين في الثانوية. كان طالبا هادئا، متواضعا، تواقا لاغتراف المعرفة، لطيف المعشر محبا للدعابة المهذبة، دمثا ورقيقا في تعامله مع الآخرين وفي الوقت نفسه صريحا ويعترف بالخطأ مهما كان ضئيلا، لا يعرف الإسراف و لا يحب الثرثرة ولا يقرب المشروبات الكحولية مهما كان نوعها. مولعا في اقتناء الكتب ولا يبخل على الدوام في شرائها. أبدا لا يجلس متكاسلا و لا يتباهى، يحب الإصغاء للآخرين، حريصا على خدمة الناس و مسارعا إلى مساعدة من هم بحاجة إلى مساعدته.

كان يستقبل مرضاه بصدر رحب، وفي بعض الأحيان لا يكتب أبو ظفر وصفة لمريضه بل بالكلام اللطيف والمزاح، أحيانا يقنع المريض بأنه غير مريض، ألا يقال إن العلاقة الحميمة بين الطبيب و مريضه هي نصف العلاج وأحيانا كله.؟

أبو ظفر مثال للوطنية الأصيلة، وهب حياته في سبيل انتصار قضية شعبنا ضد الدكتاتورية، وشهدت له جبال و وديان كردستان بالجرأة والانضباط العالي و الطيبة الإنسانية الكبيرة.

في إحدى رسائله من كردستان كتب يقول:

" لقد تجاوزت مرحلة التجذر في حياتي الجديدة الصعبة، وبدأت أغصان وثمار الوعي الجديد تتكاثر وتشتد خضرة وحيوية. فقد تعلمت أشياء كثيرة... حبا أكبر لشعبي، إصرارا أكبر على النضال في سبيل قضيته في الكرامة والحرية، التصاقا أكبر بمبادئي، ورغم صعوبة العيش هنا وديمومة العذاب و المعاناة، جاهدت أن لا افقد ذاتي إن لم ارتق بها. كان وعي رائعا في رقابته على دو اخل نفسي، فلم افقد الطيبة والضحكة وبساطة العيش، تعلمت أشياء كثيرة... أن يكون غذائي خبزا وشايا لأيام... أن أشعل نارا رائعة حتى وإن كان الخشب مغطى بالثلج وبدون نفط، أن لا استحم لثلاثة أسابيع أو أكثر.. أن أتوسد الصخور و الإعشاب في نومي.. أن يكون ليلي نهارا ونهاري ليلا.. أن أعود لأيام العجائز وأنا احمل حقيبتي الظهرية " العليجة" أحفظ فيها معداتي وأدويتي في لفات " صرر"، أن أسير وسط الثلوج حيث تنغرز رجلاي حتى الحزام...أن أتلقى المطر الغزير يتساقط على رأسي كالهراوات ويبللني حتى الجلد و لساعات..أن أكظم غيضي و أنا أقطع الجبال الشاهقة صعودا أو نزولا.. أن أنام في المغارات لأيام.. أن احبس الدموع أن لا تنطلق وقد عصرها البرد اللئيم في المآقي.. أن أعطش حتى يلتهب الفم... أن لا أخاف... أن اعشق بندقيتي... أن أسيطر على حزني وأنا أعلن استشهاد رفيق بعد أن تحسست جروحه المميتة... كبرت في عيني صور الشهداء... أن أحقد على عدوي تعلمت كيف أشد " البشتين" حول وسطي.. كيف أرتب شروالي.. تعلمت أن لا تقتلني الصعاب.. تعلمت وتعلمت...... أن أحبك، أن اشتاق إليك أكثر. ".


لا لم نفترق يا أبا ظفر..أنت في الذاكرة حيث صدى روحي، تمحى الصور و الأشياء وتبقى أنت بنفس الاشراقة، تشحن خاطري بحب الحياة وحنين جارف إلى ماض من العشق يقطر عسلا وروعة.
سيبقى أسمك يتلألأ في سماء الوطن وأن الدم الذي سال من جسدك سيتفتح مع تفتح أزهار العراق ونخله وتربته المعطاء.

أم ظفر " زوجة الشهيد"



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ينقذ العراق من الإرهاب و الطائفية
- أسبانيا الشقيقة وخير الله طلفاح
- إنها حرب مذهبية فما أنتم فاعلون؟
- لماذا يحرض خالد مشعل على استباحة دم العراقيين؟
- هيئة الرئاسة العراقية وأمانة مسئوليتها
- أهكذا يكافئ المواطن العراقي...؟
- ملايين العراقيين في الخارج ..مواطنون من الدرجة الثانية
- أيهما أمرَ على الشعب العراقي؟
- بغداد.. بعض من وفاء لعبد الكريم قاسم
- مقاومة مستنسخة
- من يقاضيك وأنت الخصم والحكم ؟
- التيار الديمقراطي العراقي ومسئوليته الراهنة
- القدر والبندقية حالا دون استشهاد صدام
- هل حجارة المساجد أقدس من الروح البشرية؟
- لماذا أحب ويحب الأردنيون صداما؟ إلى توجان فيصل
- جرح العراق النازف…عمق استراتيجي لشعوب الجوار
- حكومة الجعفري ؛ درس مضاف للتيار الديمقراطي العراقي
- هل يبني مبدأ المحاصصة العراق الديمقراطي؟
- في أربعينية شهداء مجزرة الحله ..ليمتثل عرابوها أمام العدالة
- قتل الطفولة وإغلاق المدارس انتصار - للمجاهدين


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رشاد الشلاه - أبا ظفر....ذكراك خالدة في الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد الدكتور محمد بشيشي حسين - أبو ظفر-