المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح17 , صراع مجتمعات أم تأثيرات أجتماعية

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 08:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

صراع مجتمعات أم تأثيرات أجتماعية

شكل التنازع الأجتماعي البيني بصوره الثلاث إنساني _إنساني ونزاع الإنسان والمجتمع والنزاع الأخير هو تنازع المجتمعات الحيز الأكبر من الدراسات الأجتماعية والتي تركزت على أن بواعث الحركة الأجتماعية السلبية والإيجابية دوما مبعثها الصراع وأسبابه وعلاته ,فكل تطور أجتماعي حدوثي أو إنفعالي أو حتى التطور الطبيعي يعزوه دائمالقضية الصراع ولواحقه.
هذه النظرة ليست وليدة البحث والعلم الأجتماعي وإنما تسربت له وهو متأخر بالنشأة من الفلسفة أولا ومن علم تطور الأحياء ثانيا وأيضا عليه إنعكاسات من علم النفس النظري, دون أن يمتحن مفهوم الصراع في هذا العلم على قاعدة البحث العلمي الرصين وعلاقة المفهوم أساسا بالطبع الإنساني الأجتماعي فكثيرا من الظواهر الطبيعية في المجتمعات فسرت على أنها صراع وبنى الكثير من الباحثين نظرياتهم ورؤاهم عليها وتبنوا هذه الفكرة والنتائج المتمخضة عنها لمجرد أنها فكرة شائعة حتى صار مفهوم هو اكما لصراع الطبقي مثلا مفاتحا لفهم حركة التاريخ المادية كما هو شائع بالفكر الماركسي .
الصراع فكرة مولدة من ملاحظ الإنسان لعالم الحيوان ومحاولة قياس الفعل ورد الفعل داخل العلاقة الأجتماعية على أنها صورة مماثلة له أو مكتسبة لنفس القوانين, حتى ظهرت لنا بالفعل نظرية الصراع وما تبعها من علم إدارة الصراعات ليشمل ليس فقط الفضاء الأجتماعي بل تعدى ذلك إلى للأطار الحضاري الأعظم وهو صراع الحضارات كما يبشر ويروج له بعض الفلاسفة والمفكرين الماديين المهوسيين بفكرة نهاية العالم وتبريرها أشتداد الصراع الحضاري والديني بين الأمم والشعوب الذي سينتهي بوضع حد نهائي للغباء الإنسائي من خلال الإيغال بالخراب والتداع الحضاري الذي يصنعه ويمهد له بالصراع.
حتى نفترب أكثر من مفهوم وحقيقة الصراع كنشاط أجتماعي وإنساني إرادي كما عند المفكر والأجتماعي الألماني" رالف داهرندوف " R. Dahrendof" نرى أنه يبني الفكرة على مبداين متناقضين هما الحاجة والفرض ,أي أن كل مجتمع إنساني في الحقيقة هو بحاجة للصراع لتحريك القوة الأجتماعية بما ينتجه مقابل ذلك الحاجة للوفاق, وعند توفر المطلبين يمكننا أن نتوقع حدوث الحركة الأجتماعية المولدة والمنتجة .
أما الفرض فهي طالما أن هذه المجتمعات بحاجة إلى حركة والحركة بحاجة علة للتحريك فالواجب العقلي والوجودي يدعو إلى فرض صراعات أو أفتراض وجودها لتحفيزها على الحركة ومن ثم التطور, والفكرة الاساسية من نظرية الصراع تتجلى في القول ان قضية الصراع بين المجموعات البشرية هي في الواقع ظاهرة عضوية في الحياة الانسانية والعلاقات السائدة بينها ,وطالما كان الأمر كذلك فكل الصراع بالحقيقية هي نتاج طبيعي إنساني مختر بوعي وأحيانا تحركه الحاجة له .
على هذا المنحى الفهمي مثلا بنيت نظريات مادية في نظرتها للواقع الأجتماعي وقررت أن مبدأ الصراع مبدأ لزومي فوق أنه طبيعي ,نظرية كارل ماركس الذي أشتهر بمقولات الصراع الطبقي المبني على أفتراض وجود صراع أجتماعي كامن وطبيعي وحقيقي يحرك التأريخ ويصنع من خلاله القيم والقوانين الإجتماعية,يقرر حتمية الصراع لأن المجتمع الإنساني بحاجة للتجديد فلا بد من وجود الصراع أو إحداثه بالقوة لغرض الوصول لتحريك المجتمع .

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات