|
محاولة محو الإرث الحضاري من قبل من لا يملك تاريخا ولا حضارة تذكر
وداد عبد الزهرة فاخر
الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 15:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نظرة سريعة لـ " دول " العدوان على دول العرب ومن ورائهم امريكا ودويلة الصهاينة ، ودول الباربي الخليجية بمعية سيدتهم المتخلفة السعودية تظهر الحقيقة الكامنة خلف اصرار هذه " الدول " مجتمعة على ازالة كل اثر حضاري او تاريخي في مدن المنطقة وخاصة في سوريا والعراق حيث كان العراق المهد الاول للحضارة البشرية وفيه زرعت اول حبة للحنطة وخط اول حرف ، وبضمنها المخطط الرئيسي وهو التحالف الصهيوامريكي ، والسبب الحقيقي هو في عدم وجود جذور تاريخية ، او حضارة انسانية ضاربة في القدم لانها جميعا وبضمنها التحالف الصهيوامريكي لا تملك أي جذور تاريخية ، ولا أي ارث حضاري انساني يضعها في مصاف الدول التي تعتز بتاريخها الضارب في القدم وتراثها الحضاري الانساني . فلو اخذنا كل دولة على حدة وبينا سبب ظهورها بدءا من الكيان السعودي المصطنع ، الذي شكلته بريطانيا بجهود المستر جون فيلبي الذي تحول من بعد تشكيل كيان آل سعود الى " الحاج عبد الله فيلبي "، من خلال دمج ارض نجد والحجاز وتسمية الكيان الجديد بـ " السعودية " نسبة لجدهم المنحدر من اصل صهيوني محمد بن سعود الذي عاش في مدينة الدرعية واتفق مع صهيوني آخر اسمه " محمد بن عبد الوهاب " بتشكيل بداية الكيان الوهابي على ان تكون الزعامة السياسية لورثة محمد بن سعود والدينية لورثة محمد عبد الوهاب . وهكذا تشكل الكيان الوهابي الاول من قطبين صهيونيين قدما من خارج الجزيرة . وكما تروى الروايات التاريخية بان شليمون جد العائلة السعودية قدم لارض نجد والحجاز من سالونيكا ، وادعى الاسلام وغير اسمه الى سليمان . أما الآخر وهو محمد عبد الوهاب فتؤكد الروايات ايضا نسبته الصهيونية التي لا غبار عليها . وبزوال امارة آل سعود ولجوء جد العائلة السعودية للكويت مع ابنه عبد العزيز تحركت بريطانيا لاعادة السلطة لآل سعود وشركائهم من آل محمد عبد الوهاب الذين تسموا بـ " آل الشيخ " ، وجندت بريطانيا لهذا الغرض جون فيلبي ، وغدرت بكل خسة ونذالة بالشريف حسين ملك الحجاز واولاده ، وطاردت ابن الرشيد حاكم نجد واقصتة عن الامارة . وتاريخ ارض نجد والحجاز العقيم الا من بضعة احاديث عن المعلقات والشعر الجاهلي ، لا يعدو امرا ذو بال ، لولا ظهور الرسالة المحمدية وما جرى من بعدها من فتوحات وضعت جزيرة العرب تحت الانظار . ولكن حتى السلطة السياسية لم تدم طويلا في جزيرة العرب الا ما كان منها في زمن الرسول الكريم ، وثلاثة من الخلفاء الراشدين ابو بكر وعمر وعثمان لتنتقل السلطة السياسية والدولة الاسلامية الجديدة لخارج الجزيرة العربية عندما اتخذ امام المتقين عليا الكوفة عاصمة في زمن خلافتة . فالعوامل المناخية لصحراء مجدبة وقاحلة لا زرع فيها ولا ماء ، لا تشجع على العيش بسهولة جعلت اقامة الخلافة التي انتقلت من بعد ذلك لعاصمة الامويين دمشق ومن ثم لعاصمة الرشيد بغداد في زمن العباسيين ، جعلت اقامة دولة جديدة متحضرة امرا في غاية الصعوبة . وقد قال تعالى في محكم كتابة الكريم " ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون " سورة ابراهيم / 37 . هذا الوادي الذي لا ينبت زرعا ، لم ينبت حضارة أو تراثا انسانيا سوى البعثة المحمدية ، وما تبقى من اثر لرجال هذه البعثة بدءا من تراث النبوة ، وبيوت زوجات النبي ، وآله واعمامه وبقية اثار وقبور الصحابة كلها ازيلت من على وجه ارض نجد والحجاز بأمر من الوهابية التي تكفر كل شئ وتدمر كل شئ ، وهكذا تحمل بلاد تسمت بالسعودية كل ضغائن الدنيا ، وتجبر شعب الجزيرة على العيش وفق نظرية الوهابية المليئة بالخوف والترهيب للكائنات البشرية بينما بنات وشباب العائلة المالكة يعيشون حرية مطلقة بعيدا عن قوانين وتعاليم ورجال المذهب الوهابي المتخلف . وبهذا لا تملك أي من مشيخات الخليج التي لم تكن معظمها مشكلة كـ " دول " قبل خمسين عاما ، او كانت عبارة عن ساحل بحري مقفر من البشر الا من بعض الصيادين وغواصي اللؤلؤ الذين يحضر معظمهم ايام مواسم الصيد . فلم ’تسكن دويلات الباربي طوال عهود التاريخ ولم تكن سوى ممرات للقوافل فمن أين تأتي هذه " الدول " بتراث وحضارة انسانية يا ترى ؟ . كذلك الحال بدولة عظمى تشكلت وفق قانون ابادة السكان الأصليين من الهنود الحمر ، حيث قدمت اقوام مختلفة من شتى اصقاع العالم لتشكل وقبل ثلاثمائة عام عدة ولايات سميت من بعد بـ" الولايات المتحدة الامريكية " ، التي قامت على اجساد وحضارة شعب أبيد معظمه . وما حصل بأمريكا ، جرى بالضبط في فلسطين المحتلة عندما تأسست دويلة اسرائيل على ارض غير ارضها وضمن مخطط ديني لا يجمع المكونين للدولة العنصرية الجديدة سوى الدين ، وليس كما هو الحاصل في تشكيل الدول من خلال اللغة والتراث والعادات والتقاليد، فهي كمثيلتها وراعيتها الحقيقية امريكا في النشوء . لذا تحاول سرقة حتى تراث وتاريخ وعادات فلسطين المحتلة كما سرقت ارضها . اذن فنحن امام رعاة حقيقيين لمجاميع ارهابية تشكلت علنا وتحت نظر العالم بدعم وتسليح وتدريب أمريكي صهيوني سعودي خليجي . وهذه المجاميع التي تتخذ من الدين ستارا ، ترى في التعاليم الوهابية المتخلفة دستورا لها ، وإبادة الارث الانساني احد اهدافها المعلنة كونها كما المعلمين المؤسسين تكره كل ما يمت للتاريخ والتراث والانسانية بصلة . وزاد من توحش هذه المجاميع المختلفة الاسماء التحالف الذي حصل بين البعث الفاشي الذي اباد الزرع والضرع في ارض الرافدين وقتل وشرد وهجر الملايين ، التحالف بين البعث والوهابية وشكلت قواه المؤسسة والداعمة لوجستيا تنظيم اكثر توحشا باسم " داعش " جرى تحت رعاية امريكية وحضر لقاء التشكيل السيناتور الامريكي جون ماكين واللواء السوري المنشق سليم ادريس قائد ما يسمى بـ " رئيس اركان الجيش الحر " انذاك ، وتم تشكيله من بقايا حزب العفالقة الفاشي وبرعاية نفس المعلم الاول الذي قال عنه علي صالح السعدي يوم قدموا بقطارهم الامريكي للحكم في العراق في 8 شباط 1963 " لقد جئنا للسلطة بقطار امريكي " . لذلك يظل هاجس الارهابيين ومن ورائهم سدنتهم عند احتلالهم لاي مدينة ازالة كل ارث حضاري وانساني كتعبير عن عامل النقص المتواجد في نفوس " دول " تشكلت حديثا ، ولا تملك لا تاريخا ولا حضارة ولا تراثا انسانيا . فاذا كان البعض الذين قدموا من بلوشستان وموانئ الخليج الايرانية والبعض من الباكستانيين ولفيف من عرب الاهواز والعراق وسوريا ممن سكن في ممر القوافل القديمة التي اصبحت " دولا " فيما بعد يعتقد بان الحضارة والتاريخ هي عبارة عن عمارات ومجمعات سكنية وابراج من الطابوق والخرسانة الحديدية التي يصممها ويشيدها مهندسين وعمال اجانب من الكوريين والفليبينيين ، فعلى الحضارة والتاريخ السلام ، لذلك اول ما فعلوه هو تهديم الارث الانساني في سوريا والعراق من تماثيل ومدن تاريخية ، ومراكز عبادة لكافة الاديان انتقاما لضياعهم وكونهم يعيشون على هامش الحياة الحضارية .
* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج http://www.alsaymar.org [email protected]
#وداد_عبد_الزهرة_فاخر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحركات الارهابية المتوحشة شكل آخر من أشكال الراسمالية المتو
...
-
السعار المذهبي السني حول معظم الجماعات السنية لجماعات إرهابي
...
-
الكل فاسد في عراق غارق حتى أخمص قدميه في الإرهاب والفساد ووط
...
-
فيلق الخير
-
تحالف دولي أم عودة لاحتلال أمريكي مباشر وادخال العراق في حرب
...
-
حكومة العبادي - شوربة آش - أيرانية ببهارات أمريكية
-
أنت سحر أم خيال ؟!
-
بين خرق الدستور والتدخل الخارجي الاقليمي والدولي في الوضع ال
...
-
سلوك داعش بين الرضا والرفض الأمريكي
-
هل نسي مسعود برزاني مواقفه الخيانية السابقة من العراقيين اجم
...
-
هل العملية الأخيرة تدخل ضمن خطة الشرق الأوسط الكبير؟
-
حساب الشعب بعد انحسار المحنة مع البعث الداعشي وخونة الشعب
-
الانتخابات البرلمانية في العراق .. الوجه الكالح للديمقراطية
...
-
الحكومة الديموخرافية في الجمهورية العراقية 5 – 5
-
ليل ووسن
-
هل إرهاب منطقة الشرق الأوسط طائفي أم إرهاب مبرمج؟ 3 – 3
-
ألقٌ تطاير من عيون ساحرة
-
- في فردوس الوطن - تأرخة وسرد نضالي
-
هل إرهاب منطقة الشرق الأوسط طائفي أم إرهاب مبرمج؟ 2 – 3
-
بين حقد أهل السنة من السلفية والوهابية على البشرية وحماية دم
...
المزيد.....
-
الملك سلمان يصدر أمرا بشأن قواعد إجراء التسويات مع مرتكبي جر
...
-
الصين تبني أكبر مركز قيادة عسكري في العالم يفوق البنتاغون بع
...
-
ِشريك موميكا حارق القرآن يعلق بعد مقتل الأخير
-
وزارة الدفاع التركية تعلن فصل 3 ضباط -تأديب وانضباط- و5 ضباط
...
-
عباس يهنئ الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السوري
...
-
التلفزيون المصري عن صورة السيسي بصحيفة إسرائيلية: تهديد لا ي
...
-
-واتساب-: شركة تجسس إسرائيلية استهدفت مستخدمين
-
ترودو: جاهزون للرد في حال إصرار واشنطن على تنفيذ قرارها بزيا
...
-
الأمن العراقي ينشر تفاصيل القبض على قتلة محمد باقر الصدر
-
البوندستاغ الألماني يرفض مشروع قانون لتشديد سياسة الهجرة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|