أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح13,صورة المجتمع صدى لإرادة الحاجة














المزيد.....


المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح13,صورة المجتمع صدى لإرادة الحاجة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 12:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صورة المجتمع صدى لإرادة الحاجة

ليس كل النزاعاتات تحدث لسبب مادي وليس كل التنازعات المجتمعية باعثها العام روحي ديني أو مثالي ,المجتمع الإنسان كما قلنا منهم من يرسم رؤيته بناء على معطيات الواقع وتوازنات الوجود فيعيش سلما طبيعيا قد يبطيء الحركة أو يضعف من عوامل التطور ,ومنهم من يسعى ليضيف لهذه التوازان أفتراضات ما وتأملات وأفكار لتطوير الواقع وبالتالي تطوير التوازنات المجتمعية نحو الأحسنية والخيرية ,وهذا جهد نظري إيجابي ومنهم من يحول النظرية لواقع عملي من خلال الإرادة والتصميم بمنهج تجريبي فيسارع ويعجل بالتطور والرقي الكمالي.
لا نجد هنا فرقا حقيقيا بين سلوك المجتمع ككائن وبين سلوك الإنسان ككائن الفرق الوحيد والواضح أن سلوك الأخير أكثر مباشرة وأسرع بالتبلور لأنه سلوك فردي لا ينتظر توافقات بينية متعددة ومتواصلة ومترابطة, ولا يحتاج لزمن كبير لتطوير القدرة على الأقتناع به كما هو الحال عند الكائن الأول المجتمع, هنا نلحظ تناسب طردي بين الحجم والسرعة في الظهور والأثر والأرتسام خارجا .
هذا يعطينا المشروعية العلمية أن نلصق صفة الإنسان بالمجتمع لوحده من خلال ما تقدم من تنظير ومن خلال أيضا الوحدة بالهدف والوحدة بالغاية والممارسة, إن تقرير إنسانية المجتمع يلزم الأخير أن يكون أكثر قربا من القيم الفاضلة إنسانيا وأن يستعد تلقائيا لتطبيق متطلبات الفضيلة والخير والجمال والمحبة والسلام لأنها أساسا ركائز طبيعية في الإنسان ويسعى لها من خلال خلق فكرة المجتمع.
الكراهية والشر والموت وغيرها من الصفات الكريهة يجبر عليها الإنسان ولا يختارها إلا في حدود ما يعرف بالإنحراف أو التيه والتغييب عن إنسانيته الطبيعية فيدخل في تناقض مع نفسه وتضاد مع وجوده, لذا لا عجب أن يحارب الإنسان الشر والكراهية والقبح بطبيعته ويميل أكثر إلى الأستقرار والتجمع والتعاون والتكامل مع الأخر .
كل الصفات السلبية هي صفات عارضة تنتج عن غياب وتقصير الإنسان في تقوية الحضور الوجودي للإيجابية الطبيعية فيه , الإنسان مثل السماء عندما تكون الشمس مضيئة سنجدها ملئ بالنور ولكن لمجرد غياب النوريأت الحال الذي يجلب الظلام وليس غياب الظلام هو الذي يجلب النور ,الظلام لا يغيب بل يستحوذ النور عليه فيختفي تحت قوته ,الحب والسلام والجمال هي شمس الإنسان الطبيعيية عندما تغيب يظهر الجانب الأخر السلبي ,وهذا لا يعني نفينا أن الإثنين هما أمر طبيعي في الإنسان لكن تقرير لواقع حقيقي .
إستنادا لقاعدة البراءة التي تعني أن كل كائن قبل أن يبدأ الحركة هو تحت قيمة المعادل الحسابي صفر وما ينتج بعدها من أي حركة وقبل أن تولد أصلا يسجل عليه المقياس القيمي الرقمي صفة الإيجابية والسلبية كتعادل وتوازن تام ,يعني ذلك أن الإنسان كمجتمع والإنسان كجزء من مجتمع يبدأ متوازنا لا تسجل عليه أي علامة لا سلبية ولا إيجابية وهذا هو الأستواء الطبيعي.
الأستواء الطبيعي بهذا الشكل الأول يضمر خلفه كون حقيقة منطقية هي أن عدم وجود حالة سلبية في هذه اللحظة التكوينية هو تثبيت لواقع إيجابي كامل ,أي أن مجرد عدم وجود الشر وإن كان كامنا لا يظهر هو إبراز لقيمة الخير وإقرار بوجوده حاضرا وإن كان كامنا أيضا ,إذن صفات الإيجاب هي الأصل حاضرة مع غيابه المتصور والأصل لها والشر والظلام والكراهية والفوضى هي من يحدث لاحقا.
نستطيع أن نجزم أن الإنسان "الناس" هو مجرد حالة توازن طبيعية تكوينا تحمل كل مكونات الخير وتضمر أيضا في العمق اللا واعي عوامل مشابهة ومناقضة تنشط أو تخمل حسب تعاطي الكائن مع ذاته بناء على ما فيه من قوة ونظام وأستجابة له لو أحتك ووقع وتفاعل تحت ضغط عوامل موضوعية خارجية تذهب به أتجاهات عدة ,فينشأ عن ذلك ومنه سلسة من الأفعال السلوكية وردود الأفعال المقابلة هي التي تنتج بالأخر الفكرة الأجتماعية وتعيد تصويرها وتركيبها عندما تكسب القدرة على الثبات والتداول النسبي .
المجتمع بهذه النتيجة قد يكون مجتمعا ملائكيا في واقعه الذاتي ولكن في واقعه الخارجي يبدأ في التناقض أو التقليل من اللون السلوكي الكامن في داخلة وذلك يعود لجملة من الأسباب تأت في مفدمها إرادة التوازن وإرادة التوافق وإرادة الأستمرارية وأخيرا إرادة التطور ,هذه الإرادات الأربع هي التي تصوغ بالنهاية فكرة وجوهر ومضمون النظرية الأجتماعية الإرادية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة والإبداع والحاجة لبيئة معرفية قادرة على الإستجابة
- اللغة والإبداع والحاجة لبيئة معرفية قادرة على الإستجابة ح2
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح12,المجتمع الإنساني م ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح11, المجتمع كائن إنسا ...
- نداء إنساني
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح10 , الإنسان كائن إرا ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح9 , المعرفة والبناء ا ...
- العراق والأقتصاد والمستقبل
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح7 , الوعي والبناء الأ ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح8 , نظرية المجتمع
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح5 , الإنسان الأجتماعي
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح6 ,الوعي التكويني
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح4 , بناء الوعي
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح3 , الإنسان الخالق وا ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح1
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح2 , الإنسان أولا
- الشرطي عريف 16ج1
- الشرطي عريف 16 ج2
- الحكومة القادمة ... حكومة الجيب
- داعش الفكرة وداعش الصورة


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح13,صورة المجتمع صدى لإرادة الحاجة