زمن مضى
كان علينا ان نجتر ماهية الاشياء فيه
ان نورد أمثلة على حتمية أفعالنا
فليس من الصدفة
أن يعكف هذا المغيب ويجترح تلاوته
أو أن نعود الى شجر ما ألفناه
لنلقح أوراقنا بالخطيئة
هابطا في مكائده
هذا الذي لوى جذع المدينة
دس فراشة الفجر في عواء الكلاب
ثم ألقى علينا نبوءته،فراسة الحرب والضمادات
وقا ل
سلاما تيبس ذاك الرغيف في جوعكم
ذاك الرغيف الشاحب بين يدي الجند
صلاة سيقرأ في العيون التي أفتقدته لحظة أحتضارها
سنرتب أنكساراتنا،_رافضين الخوض في ما ألفناه
وتلك الخديعة أكثر بهجة من السرد
سنحفظ ما كتبناه في لحظة الانبهار
في اللحظة التي تلت غيبتنا
كنا مكممين بأبخرة المذبحة
التي هتكت غضاضة أعمارنا، في مستهل الطقوس
فكيف نؤسس لشواهد لا نكتب فيها غياب القتيل؟
وهو جالس فوق قوس الرياح
يمط نبوءته
ويستفهم عمن رأى دمه في نزيف المرايا
يلوح لاشكالنا دون ألفة
هي وحدها الذاكرة تعلمت أن تخون تفاصيلها
وتسرق منا الرهان
1997
دهشة المكان
دهشة لا تراوح عزلتها
غيبة لا تلوي خديعة المكان
والوقت خرافة
تنهش غسق الكلام
يسعل الفجر ,
هل انحنت هامة في ظلال اليقين ؟
هل استرسل النائم في هذيان أبيض ؟
هل أيقنت هامتها العقارب ,
وهي تتقوس فوق ظهر الخيبة ؟ .
تحصد الشمس في ظهيرة ذاك النهار الرث .
يسعل الفجر حيث ملائكة فروا إلى حانة الرب ,
موثقين يد الثمالة
إلى قرائن تتكشف في ترنح أهوج .
يسعل الفجر ... كيقين يتصيد صحوته
يتلصص ما خبأته الرعشات من عبث ندي ,
تكتمته النوافذ .
غسق يترنح ...
هوة تتساقط في النعاس
لهاث يمط تثاؤبه
وشم يتململ في غنج الأثداء
يرتل بخفوت ملكي
لهفة تتعثر فوق خراب ندي .
من يمسك فجور اللهفة , وهي تحصي خيبات
النائم على يسار أنوثتها
ممسكا بالرماد المتوهج ؟
ريح هنا
مقصد آخر للشروع ,
فتك يتذرع بالمكائد
مداخل تخط مكامنها في براءة التيه ,
تبحث عمن يفهرس بعثرة المكان ,
عمن يطفئ غريزة الظلمة
وحدها دهشة لا تراوح ... تهيل على ما ضمنته
المواجع أخضرارا يتيما
2000
عواء البنادق
للبنادق قلب تسوره الضغينة
للبنادق مكر العوانس ,
حين يصبغن بياض الفجر ,
في ضفائرهن بدم الذبيحة .
للبنادق آلهة تبيح قيامتها
قلب ...مكر ... آلهة ... وصناديق مشفرة ,
بأصابع موت تخطئ في عد الغزوات
فتهيل تراب الليل على قائمة الأسماء
كي توقن خساراتها .
هناك حيث أرض أوقدتها البنادق
هناك حيث أرض أفترشت أحزانها أبخرة الطلقات ,وهي
تصطاد طرائدها في فذلكة المراسيم
حيث أرض بلون فجيعتنا
خراب ينكفئ بهزالة التعاويذ
مدن تبيح خصائصها للغزاة
تجهش أرحامها قوافل
تنوء بحداء تشربته الفجائع
قوافل محشورة في رهط انكساراتها .
بشراهة الموت تتقافز البيانات , وهي مصاغة
بحكمة الثعالب .
تتقافز فوق معنى أن تقود الطفولة نحو رهافة ألعدم .
هكذا أصطفت حكمة تهندسها البساطيل ,
وقمصان حرب مكسوة بالنياشين , وشوارب كثة .
حكمة الحرس الوطني ( الوطن هنا مجاز شائع في
هرطقة القتلة , القادة ,الهتافون , وندماء الرئيس ) .
لأي حكمة سنوقد هذيان الحرب
نصفان حكمة الله فينا ,يد تأخذ بسجية الدم لتمسح
هذا الغياب عن كاهل سكينتنا .
ويد بحجم السكينة ,بحجم قصاصة روح تناقلتها البيانات .
أيها الزمن المثقل بالرحيل , كيف أمكن هذا الغياب أن
يحشد حضوره في ثنايا الأهازيج ؟
أن يحيل غناء النخيل مراثي لعمر بغضاضة الأنين .
أيها الرثاء الرث ... دونك مناحاتنا .
1996
كتمان
أكتمك سرا تترقبه المسامع بذهالة بلهاء .
أكتمك سرا أفشاه الجميع
دون خوض في خصوصية المعنى ,
دون خوض في صلافة هذا المنمنم على هيئة موت,
يطيح بأسمائنا .
تتوالى المواسم ,
هائمة تتعكز على فرط إسرافها ,
تجتر صحوتك ... شغف أحلامك ...
وما ليس مقروءا مما توجست
لكنك لم تعد تكتب ماتهجيته البارحة, سنينك ,
طقوسك , وأحلامك الشاحبه .
لكنك لم تعد تكثف صمتك .
هل أعتدت أن تستوطن الغياب ,
أن تلغز المحكي بهذابة شرسه ؟
أريدك سكينة لا تبالغ بصمتها ,
ملائكة لا تتملق للرب ,
صحوة تعرف أن تخوض خديعتها ,
غيبة لاتلوي خديعة المكان ,
تمسك بأعنة
ممالك مأهولة بأبخرة هامدة ,
تبحث عمن يوقد بهجة السواد .
1999
المدينة التي لم يأتها زائر في ترنيمة الليل
المدينة الشاردة كقطيع الأيائل,
مبهورة بما أسمته الحكاية عفة
الموت,
هوت كصرخة أقفلت بابها في الرمال.
اندثرت
خلف حكايات تضيء نعاس الظلام.
غياب أستفحلته اللحظات,
غاص كالدم في قوائم الطريدة,
أسرجته يد الله دونما تعويذة.
لمن أبحت بأسمائك...؟
للغارقين في مكائدهم, للهاربين من مداخل الحكاية ,
للراجعين لأوطانهم (أعني الرجوع إلى الحلم )
يزجرون عبراتهم
للنساء اللواتي فتحن الثياب الأخيرة ,
أطلقن عنان أجسادهن للذبول .
لمن أوحيت بنياشينك... للملوك يلوكون براءة الحزن.
وهؤلاء الجند أما عادوا من خرافة الحرب ؟
قاب قوسين أو أدنى من زغاريد انكساراتهم .
يتكوم هذا الرجوع بحجم أسمائهم
وهي معطرة بسخاء البخور.
يدك الآن في يد الله ,
فاسأله إلام ستبقى راكبا نحر فرائسك ؟
هائما في الصقيع ابيض كفراش العرائس ,
حين يسجى بشهوة البكارات .
ملء أصابعك غواية الفأس ,
وهذا الرماد انعطاف الحقيقة .
تتبرم من كذبة لا يسقط ماؤها
تتبرأ من بنيك ,
وهم يلوحون لآخر معنى أن يرتجف تحت ذكورتهم
لا رأس للمكيدة
ولا خرائب يمكن لهذا النخيل أن يغسل قوائمه في ظلالها
هاهو العشق بارع في أن يدحرج صمت الشيوخ
يستفرد بعدّ أرقام النزوات ,
يحيك عناكبه في خراب ذكورتهم .
وأنت تعود إلى أسئلة لا جواب لأرحامها
تتبرأ من بنيك
وهم يلوحون لآخر معنى أن يرتجف تحت ذكورتهم
تترجل من هزائمهم .
هاهم يدقون طبول الرماح كأقنعة في هبوب الأرض
كتاريخهم هذه المشانق,
ستمضغ تيجان أرحامهم .
يتلاشى شكل الخريطة,
في يد دليل لم يعد يبصر هزالة الحرب .
أجس ملائكة حضروا إلى حمرة البداية,
حيث وجه المخبر متبلد كبوابة قبر دونته المناحات .
أجس ملائكة لم تخرج من برودة الأضاحي ,
وهي تتمدد كإسفلت على قارعة الأسماء
هنا وجه صديق يرممّ عباءة أمه ,
خوفا من أن يبصر الموت شحوب ضفائرها .
هنا دواليب هواء أوقدت أسرارها ,
وهي تصرخ في وجه الصبية ,
أن اعبروا في مغيب الموائد إلى جوعكم
ستهرم الحصاة تحت أسمالهم , قد يكتب أحدهم رموز يديه
ليعبر بدمه إلى حيث تدفن أوجاعه
إلى حيث الشوارع ملفعة باللافتات .
شوارع بحجم الظلام ,حين يمدّ لسانه في شماتة إلى طفولة تزدرد المعنى .
تكشر عن أنيابها الرصاصة ... هل ستنفذ من آخر الرأس ؟
أم ستلفظ سعيرها في طفولته .
وشم يرسم كالحكاية ...نار أشكالنا وشم آخر
لا حنجرة لها صوت رواة ,لتقصّ نكوص راياتنا .
قيد بحجم مقصلة ستنشره الحكاية كالغسيل
على قارعة هذا الظلام .
ضوء بحجم الظلام ... ظلام بحجم ما لم نره
وأجوبة للكلام الذي لم تطأه الحناجر
والمعنى مركب بين أن تفهم مغزى ما لم تقصه عليك الحكاية
أو أن تعيد الكلام إلى عقرب الوقت ,لتدخل خطوة للوراء .
تنحدر في المنام ,حماقات تفترش ندوبها فيأك
لا تصحو فما زالت بساتين المدن معصوبة ألانين
وأنت تستبقي ما عصي على الفهم
فيما يسميه العامة (قسمة الله) .
كيف يمكنك أن تكاشف كربلاء بأحزانها
أو أن تعيد الرماد إلى خيمة تضيء رأس المصيبة .
شجر في الأقاصي يروض دم الحصار
شجر يتسلق همهمة الموت لينبس للمتاريس
أن الجند أكثر حماقة من انقضاض البنادق .
أي رائحة ستسبق جسدي إلى أن يتواطأ مع الموت
أن ينكمش كالياسمين حين يختم بشفاه النساء
وهن يحززن أنوثتهن لتنكشف الخديعة .
لا فرق بين أن تمسك عتمة أو تهيل على جسدك بسالة
ترنح الآخرون فوق ولائمها .
هاهو يرخي قوافله ويمشي في مهب القوس
تقذفه المسالك , حيث لا نسيان يذكره
ولا ذاكرة تمهله المتاهة
والأرض بيرق لا تحركه المكائد ... والرجوع اغتراب .
تناسلت المسالك , كيف تطلع ما ضمنته خطاك,
من وطن محاصر بالهزائم .
تتكشف الهزائم ,
والقبائل آخر الأسماء في المعنى .
ساعة أوقدت عواءها للريح ,
للخراب أن يكتنز بحشرجة الخوف , للمنازل وهي مموهة
بالأسماء ...الأحاديث ... النكات ,
بالتنانير تسجر الخواء في برودة النار .
لك معنى غير الذي كتبته السماء
معنى يكشف حجم التلعثم في صفحة البوح .
تبصر عيناك غير الذي تراه
ويشربك الماء جفافا تقتضيه الحقول .
وأنت الموارب في حضرة الهجو , تتصفح شعر المكائد ,
عرائش الكلمات , وتبرأ ماشئت من الجناة
يدخلون مآذن لا تكبر إلا لمن يخرج رافعا رأس أخيه ,
وراية تتوارثها الهزائم , ومخصيون ينتظمون مسبحة للجناة .
وريث يداعب سبايا النساء ,
يترجل أفخاذهن ليقطف ما خبأته أرحامهن من صبية ,
يتفتحون على هيئة قوس ,ووجوه , وهتافات
والناس يلوحون بأشلائهم ,
أن انتصارات مليكهم توحي للشمس أن تسترد عافية الموت .
يطلق المغيب سهامه في ترنيمة الغيم , ليمطرها الضحكات
التي لم يعد يفقه سرّها الغرباء ... الجنود ...النساء ,
وببغاوات الألم .
عاهرة هي الريح
تميط اللثام عن جثث الجند وهي محشوة
في حفيف التراب.
تتراقص راية القائد المترنح بين حرس الرئيس
هي الحرب لعبة , والرابح من يورد خياله ملح أخيه .
الملح يد النبوءة والذبول اختصار لأرادة الله
تحتاج النساء إلى عطر يهرقن دموعه فوق الموتى .
تحتاج الجثث إلى عربة تجذب يد الله إليها لتمسح عن البياض
خمرة الدم .
يحتاج الرئيس إلى حاشية لتفهرس هزائمه ,
( تطلق الهتافات لنصر يتغلغل في جنون البيانات ) .
تحتاج المدينة إلى حجر كي يوقظ خوذة نائمة .
تحتاج العربة إلى ثور لتقرقع قرونه المسافة .
تحتاج القيامة إلى نار لتطفئ غريزة الماء .
تحتاج الطوابير إلى أشرعة لتجهش بالرحيل .
هل البكاء ترنيمة تبطل فعل الخيال ؟
هكذا أوقد الشيخ براعمه , وراح يزوق أبدية تغتسل بالموت .
للأبدية نهدان من ورق , فما عساه أن يفعل العاشق بخطيئته
وهي تتلمس أنوثة محرمة
هنا يقين يتقول بأرتباك , ملائكة تحيل المدينة إلى بدوي ,
يوقد شموسا بسنابل , ووديانا بصناجات , وشايا بريحان الظهيرة .
سيشرف على مغيب المتاهة .
ينفذ إلى حشرجة القيظ , ليشرب من جفاف النهار .
يتعكز على أثر قد يتوقد في الريح .
والمسافة قبرة جاثية .
تهب الخناجر , الرماح , البنادق , لتتقافز مذعورة كالأرانب .
أو لم يكن عارفا بالمسافة قبل أن تنسج العناكب رضوخها
في اليقين ؟
2001
أرصفة
أيتها الارصفة التي لم تخذلني بعد .
بعجرفة لبقة سأبيح لجسدي
أن يتمدد في مساماتك المهترئه .
سأبيح لفوضاي أن تعبر نعاسك المتوسل .
سأبيح لأمانيّ أن تبصر هشاشة ملامحها ,
في الواجهات المضاءة بالرغبات .
سأبيح لي ماصادرته الندوب ... هناك .
2000
أسم
كلّما مرّ أسمك...ناديت ,
لعلّي أطيل بقاءك في لحظتي .
كلّما أقتربت من حلم أرضك ,
أفقت لعلّي أغسل هاجسي في ترابك .
أي رهان سيشرئبه هذا العدم
ألمستفرد في اللحظة ,
وأنا أماطل رغبة ... تمدّ لي لسان غيبتها .
1993
الوقت
يمكث الوقت حيث يشاء .
هاتفا بالاراجيح , بالتراتيل
بالتواريخ أن تسجل أنطفاء أيامنا .
بالطفولة أن تبتلع أرحامها .
بالرحيل أن يتبدل مثل الحقيقة .
بالازاميل أن تنهش ماشخصته
من وجوم في أناقة الحجر. 1993
كأس
لكأسي أنين السماوات
ولصحوتي هذا الغياب المكفهر
1994
السر
هذا الذي رجوته أن يكتم السر
لم يكن أخي أو صديقي الذي يستعيد بدائته بي
ولم يكن رفيق دراستي المتجمد كالحصى
بل هو السر نفسه
السر الذي أباح بما لم يتمكن من كتمانه
السر الذي لم يعد صمتا يترقبه الأخرون بوجوه متجعدة
وأعناق مشرئبة للفضيحة
بل السر الذي يثرثر خذلانه
وينشر مفاتنه
بين اصغاء مترهل للاّخرين
1998
حكمة
يلهج الليل,
كغراب ينشر جنح أقتباساته,
ليحلق في هذيان أحمق .
يتهجى فضاءاته
كي لايعيد دفن أخيه
قرب العيون التي تتربص الحكمة .
مامغزى أن تسافر في فرارك
الى شارة تتبعثر أتجاهاتها ؟
وأنت مخمور بهلع المدينة
تترصد النجوم التي أحتشدت في عيون الظلام
وهي تعاند قرائن الفلكي
الساهم في مطلق متحجر,
هاهو يرصد ألبدء .
هل اقتربت من الريح حقا
كي توّثق الكلام ؟
خوفا من أن يعيد بناء الحكاية .
تتعقب أغترابك مثل ظل أقصاه النهار .
عاريا طاردته المسافات
من يمين ليسار... لخروج ألتقطناه بعناية الامهات
اللواتي يهدهدن صراخ الزخارف
في أثواب من كبروا في صدف الاشياء
هاهم يمسكون زمام فوضاهم
يطيّبون هواء الخديعة بماء الورد
يقتسمون الغنائم بهمجية الانتصارات
ترتجف خطاهم في رحيل متعثر .
مستعربون ينظمون شعر المدائح .
كيالون يكرسون سرقة القمح ودبق الاشياء .
قوادون يثأرون لترهل العفة .
جنود تتوزعهم نقالات مختومة بالمراثي .
عشاق يحلقون بقمصانهم المزركشة .
عاطلون ينامون على أبواب القوائم,
المعلقة على حائط المذلات .
شفاه تتدحرج شهواتها على وسادة عنوسة داعرة .
لاخروج لظلمة تترنح بأبجدية الصواب
لاوداع لقرائن مسفوحة في غنج لزج
لالغيمة ترسم وداعتها , بأمتعاض مبلل
تتناسخ الاسئلة بهذيان مر ,
وهي تصحح صلافة الصواب ،
يسرد اليقين , كرهان لم يظفر بعد بيقينه
تلتقط العواصف خراب أرواحنا ,
التي لم تكلّل بالنضوب .
بهذيان أزرق ... سنقطف آثام لهفتنا .
لنسوق جمال الخديعة لمستهل جديد .
1998
الرهان
الرهان الذي عاد من مباهج الامكنة
كان ملفتا للنهارات
يسوغ الاسئلة حسب ما يشاء من الدلالة
لكننا وربما لذهالة تفترسنا
بسطنا أرواحنا في أبدية متارجحة
وأوصدنا الشبابيك
التي تطل على متسع مستحيل
وللمسافات الخبيئة أطلقنا الخيول
التي سرّحت من معارك الوصايا .
حيث البلاد تغادر أهدافها
غير عابئة بالهتافات والمدائح,
وبذهولنا ...نحن الذين أغوينا المكان بالمكوث
الام تطيل تحديقك في النجوم المهاجرة
الى مراسي السفن الموئودة في رمال الظهيرة ,
النجوم المتفحمة ,
النجوم التي لم تعد تحجب أهدابها ما يتهاوى من الوقت .
هو التوق يداهمني
يتنامى في وجع صاخب ,
يتلمظني ...
هكذا يتكرر المشهد
في حدوده الموشكة على النسيان .
تفتض بكارتها الاسئلة الموغلة في بطئها
أيستدل المعنى على نزعات اخرى , قصية كالذهول .
أردّد معصية غير مسبوقة بالتكرار
أعشب الاشياء المستحيلة
عليّ أن أرمّم بدائلي , التي قد تستعيض بسواي
لكنها صورتي ... تلك التي تعلقها المزارات
2002
ذاكرة الصهيل
لذاكرة الصهيل
وقدسية هذا الذي تربع في عرشه
ما زجا بين خطي الخرافة، ناسخا دمعنا
رحيل سيَمْتَحن خطواتنا في إرتدادها
رحيل ستحمله الشمس بين دفتي الرحيل
يسايره النهر الى تلك الممالك
والاناشيد المغناة على ضفاف طفولته
لا رغبة لنا في أن نعيد تلك الحكاية
حيث قارب أنطفاؤها ضجيج أصواتنا
ونحن نوميء للشمس أن تستعيد شراهتها
لترسم صورتنا في الظلال التي انتظرتنا، فوق ترنيمة الرمل
في الظلال التي نزعت أردانها
وكفكفت دفئنا في مفاصلها
سنكتب أحلامنا في أنكسار الحقيقة
سنكتب في هشيم الحقول مراسيم دهشتنا
ونقرأ ما كتبناه في صفحة الماء وما لم نكتبه
هو رغو هذا الذي ندّعيه دفئاُ
هو رغو سينطفيء في هشاشة إيقاعه
تاركا ما غزلته عزلتنا من تمائم محكومة بغيبتها
سنخرج حتما من خواء افكارنا
ولكن الى حيث تنشر راياتنا
سنخرج دون يقظتنا، دون أغنية أو كلمات
نستظل بها من جحيم الرحلة
سنعلق في ذلك الفيء ريحانة
توميء للعابرين أن لا خلاص
بين حين وحين
نعد زفير أرواحنا
نعد بهيمة الوقت في غثاء النعاس
تراتيلنا وهي مسبوقة
بعقم ما سنتلو من
...الهواجس
1996
بلدة علي
و كان علي
يدخل بلدة الحلم
ضارعاً
فتأخذه عند بوابة الحلم
رعشةٌ حانية
يحلق بانبهار
يركب موجة الريح عاتية
ليقطف من وهج السماء
نجمةً
يودعها القلب
فتسكن قلبه قبلةٌ حامية
و كان علي
تُسْكرهُ خمرةُ الطيّفِ
تلفُّ به الثمالةُ بلدة الحلم
داراً بعد دارٍ
بلدةٌ أحجارُها من نارٍ
فيدخلها بنشوةٍ غازية
ليأخذ من كل غفوةٍ أمنية
وعندما تجتاحه يقظةٌ عاتية
يعود لصحوته مكرهاً
فيعرف أن الزمان المنام
وأن المكان …..بلدة واهية
1984
قصائد
حالة
حين كثفني تواجدُكِ
ايقنت
اني نازفاً فرحتي
لا محالة .
مساء
صاخبٌ هذا المساءُ
سيعلِّقُ تيجانهَم
و بنزقٍ سيرددُون أناشيدهم
و يعبئون أغانيَهم للخرابِ
لكنهم و بشراهة
سيمضغون دمَ أَحلامنا .
أسماء
كنا نسمي الاشياء بأسمائِها
حتى اذا ما جاءت الحرب
أصبحنا نسمي
الايامَ مقابر … و المساءاتِ فجيعةً
و الحلمَ …. دماً شاحباً .
شمعة
أيها القمر
ألا أشعلت لي
شمعة أخرى
لابصر عمق هذا الظلام
منافي
لم نكن
نملك غير أسمائِنا
تلك التي غيبتها
المنافي
عودة
حين غادرته
كان عمرك مقبلاً
و حين حلمت ذات يوم بالرجوع
أنغلق العمر و تاه
غياب
شجرٌ لا تخالطه الريح
صحوتنا
ووجومٌ يداهمنا
هذا الغياب
طفولة
لو أنّي
ملكتُ مفاتيحَ خطايَ
لما سلكتُ
غيرَ دروبِ الطفولةِ .
1996
قصائد اخرى
الريح
كنا نسابق رعشة الريح
لئلا تذرّ على أجسادنا
موجة من البرد والهموم
نغوص بأعماق الشجر والنجوم
لنختبىء من أعين الشتاء والملل
نتسلى بالقلوب المحبة
ونتحادث بلغة الصمت
ثم تأخذنا غفوة من النوم
1985
علاقة
ما بين كل مترفٍ ومترفة
قصة حب خرفة
وبين كل جائع وجائعة
قصة حب مفجعة
1986
بيت
بيت آيل للسقوط
جدرانه متداعية
آثاثه من تحف منخورة
يقطنه
رجل حالم
… وامرأة طاغية
1986
شاعر
كان أسمه للصحبة ألفة
وكان عمره يوم الولادة حرفا
ويوم الممات
كان عمره القصيدة
1984
صرخة
بي تبتدىء العذابات
كأني لها مرتع ووادٍ أمين
كأني مداها تحوم بنفسي
مغربلة نزيفاً رهيف
فما تركتني سهو لحظةٍ
حتى تعود ألي سيلا مخيف
أما آن لي
أن أستعيد بعض شرودي وأن أستغيث
فمن منكم يعيد ألي شدو الحديث؟
1984
مجنون
مجنون يبحث عن خطاه
فأضاع في البحث الخطى
مجنون يبحث عن مداه
سهو المسافات اعتراه
مجنون تسكنه المدينة
سكنت مخيلة حزينة
مجنون
… هذا مكانه
مجنون…
هذا زمانه
بحثت عليه نوارس وطيور حب
فلم تجده
ولم نعد أبدا
… نراه
1984