أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - كي لا نؤبِّن الحرس مجدداً














المزيد.....

كي لا نؤبِّن الحرس مجدداً


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4783 - 2015 / 4 / 21 - 08:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد مدة قصيرة من اسقاط النظام المباد في 2003، رأينا الناس يتحرقون شوقاً الى احداث التغيير في جميع مجالات الحياة، وألا يقتصر ذلك على الوضع الاقتصادي او المعيشي، بل تعداه الى التفاؤل بأي اجراء جرى العمل به على انقاض النظام السابق؛ وكان من ضمن المظاهر التي بدت واضحة للعيان في ذلك الوقت، بروز تشكيلات عسكرية ظهرت على ركام الجيش السابق، الذي تبددت قواته بصورة فعلية، بمجرد بدء العمليات العسكرية ضد نظام صدام حسين؛ ولقد ظهرت هذه التشكيلات بقيافات "ألبسة" جديدة لم يألفها المجتمع العراقي الذي تعود على ما سمي بالملابس الزيتونية او الملابس "الخاكية"، التي كان يرتديها الجيش السابق و ما سمي بالجيش الشعبي او "حزبيي" ذلك النظام.
لقد اكتسبت القوات الجديدة، التي تداول الشارع العراقي تسميتها بالحرس الوطني بمجرد ظهورها سمعة ايجابية مع اولى بوادر تشكلها، و لم يرق ذلك لبعض القوى السياسية العراقية التي تعاطفت مع تنظيم القاعدة في بداية ظهوره في العراق، التي كثيراً ما كانت تدعوه "الحرس الوثني" كجزء من الحملة المحمومة لتشويه سمعته، و برغم ان انبثاق ذلك التشكيل الذي كان رديفاً لقوات الجيش كان ولادة طبيعية، من رحم المآسي والكوارث وكانت هناك فرصة كبيرة لتطويره وتنظيم عملية التطوع فيه لاسيما انها حملت في بداياتها نمطاً غير طائفي كان من الواجب تنميته لتعزيز روح المواطنة؛ الا ان ذلك لم يحصل فعدنا الى التسمية القديمة للجيش العراقي، في حين تلاشت ظاهرة الحرس الوطني واصبحت طي النسيان المؤقت طبعاً، لتجدد الحاجة الى تأسيسه في هذه الايام اثر المعارك الاخيرة منذ حزيران الماضي.
وبرغم ان تشكيل قوة للحرس الوطني اصبح حاجة ملحة لتتحقق لنا مغادرة الحسابات الطائفية، وتوحيد المجتمع على اهداف مشتركة تمهيداً للانتقال الى بناء المجتمع السليم، فان هناك من السياسيين من يحاول كرة اخرى وضع العصي في عجلات تشكله لأهداف ترتبط بمصالح احزابهم، ولا تعني المجتمع العراقي المتطلع للخلاص من كوارثه.
لقد تجدد مطلب انشاء قوات حرس وطني فاعلة بعد الاخفاق الكبير الذي تعرضت له المؤسسة العسكرية، وقوات الشرطة المحلية، في المواجهة مع تنظيم "داعش" في صيف العام الماضي، وتمثل ذلك بتخليها عن مهمة الدفاع عن البلد.
ولقد تطرق كثير من المحللين الى عوامل الفساد الاداري والمالي وظاهرة الجنود "الفضائيين" بصفتها العوامل الابرز التي تسببت في تغييب الروح المهنية و الوطنية للجيش والقوى الامنية العراقية، فضلاً عن استخدام عناصر غير كفوءة وغير مختصة اسهمت بدورها في الانتكاسة التي حصلت فتصاعدت المطالب بانشاء الحرس الوطني، على اسس جديدة تغلب المشتركات الانسانية والوطنية بغض النظر عن الدين والعرق والطائفة، وهي الشروط المطلوبة في كل بلد لتحقيق النجاح في البناء.
وبرغم مشروعية المطالب بتأسيس الحرس الوطني العراقي اسوة بدول كثيرة، فان هناك من السياسيين من تصرف وصرح بما ينبئ بالخشية من ذلك اذ قال رئيس كتلة متنفذة محسوبة على التحالف الوطني الذي يقود السلطة، ان "تطوير نشاط الشرطة الاتحادية و انظمة عملها بما يكفل مطالب كل مكونات الشعب العراقي سيوفر بديلاً موضوعياً عن فكرة الحرس الوطني"، وذلك تصريح محبط للآمال لأنه بخلاف الحقيقة، التي اوضحت اخفاق الحكومة السابقة التي اتخمت الجيش بالسلاح و بأعداد المنتسبين المتكاثرة وبأفراد الشرطة المحلية، فلم ينفع كل ذلك بسبب الافتقار منذ البدء الى سياسة صحيحة في ما يتعلق بإنشاء الجيش واستقبال المتطوعين، كما اننا لسنا بغرض وضع الحرس الوطني بالضد من قوات الشرطة والجيش، ولنا في تجارب الدول امثلة على اساليب العمل السليمة في الدفاع عن دولها.
ينص دستور الولايات المتحدة في احدى فقراته، على ان الحرس الوطني الأميركي قوة عسكرية احتياطية تابع للقوات البرية و للقوات الجوية، ويعد الحرس الوطني الأميركي أهم قوة عسكرية احتياطية في البلاد من أهم مهامها مكافحة "التمرد المسلح" ويمارس معظم مجندي الحرس الوطني وظائف مدنية أغلب الوقت مع خدمتهم للحرس في جزء منه، بحسب الدستور.
اما الحرس الوطني الكويتي ووفقا لمرسوم خاص، فهو هيئة مستقلة عن الجيش والشرطة، ويكون الالتحاق به عن طريق التطوع من بين المواطنين ومهامه تتمثل في أن "يعاون" الحرس الوطني القوات المسلحة وهيئات الأمن العام كلما طلب إليه هذا العون ، و "يسهم في أغراض الدفاع الوطني" متعاوناً مع الهيئات المشكلة لهذا الغرض.
اما السعودية فأنشأت وزارة الحرس الوطني، وطبيعة عملها "مساندة القوات المسلحة في وزارة الدفاع في أثناء الحرب مع عدو خارجي ومساندة قوات الأمن الداخلي عند اختلال الامن الداخلي والسلم الاهلي ومكافحة الإرهاب والمنظمات الإرهابية "، بحسب ما ينص عليه قانونها.
ان تلاحم فئات الشعب العراقي، الذي برز بوضوح في مواجهة "داعش" والتنظيمات المسلحة، يمثل فرصة تاريخية لإعادة اصلاح الخلل المميت الذي عانت منه التجربة العراقية طيلة السنوات الماضية، واعادة احياء روح التلاحم بين ابناء الشعب العراقي على تنوعهم؛ وذلك عن طريق ابراز الهموم المشتركة التي هي هموم انسانية ووطنية بالدرجة الأساس، وتنحية الاختلاف العرقي والديني والطائفي بجعله سمة خاصة بالفرد، وليس بالنظام القضائي او التنفيذي اوالتشريعي، وتغليب عنصر المواطنة، وتفعيل الخدمات؛ ذلك وغيره سيدفع باتجاه توحد المجتمع وتآزره، وان احد التجليات الرئيسة لتلك الوحدة برأينا المسارعة الى اقرار قانون الحرس الوطني وتطبيقه بصورة عاجلة، واللجوء الى اساليب عصرية لتطوع الشباب بعيداً عن التخندقات الاثنية التي تسببت في مأسي العراق وكوارثه طيلة السنوات الماضية؛ ونحن الآن بأمس الحاجة للتخلص منها والشروع في بناء البلد واعماره وتحسين احوال الناس.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن سبايكر دائماً
- هل يفلح «المتدينون» في بناء مؤسسة الحكم
- قانون عصري للضمان كفيل بتنشيط الاقتصاد
- الانتحار واهلاك الناس بتفجيرات -العدمية المطلقة-
- الديمقراطية ومعضلة الأكثرية والأقلية في العراق
- الحنين الى الماضي.. حلكة الحاضر وضبابية الآتي
- التوافق المطلوب وطنيٌ شامل
- أين الحقيقة بشأن حمايات المسؤولين؟
- بعض اسرار تخلفنا وتقدم الآخرين
- فرصتنا لاستعادة وجدان العراق الحقيقي
- مواقف العرب المسبقة من الاحداث العراقية
- الحرب والسياسة وما بينهما
- الارهاب والفساد قطبا رحى الخراب
- تخفيض رواتب كبار المسؤولين تدبير مكمل للإصلاح الاداري
- الحكومة والمعارضة و بلبلة الانسحاب النيابي
- حقوق الصحفيين بين -قانونهم- وبطش ذوي السلطان
- التغييرات الإدارية الاملة و سيلة الإصلاح الممكنة
- أعياد الحب المجهضة في مناخات القسوة و الكراهية
- أي نظام اجتماعي نبنيه بعملية تربوية عليلة؟
- حقوق الإنسان في قبضة وزيرها


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - كي لا نؤبِّن الحرس مجدداً