مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 22:00
المحور:
الادب والفن
صديقي القديم
(24)
أنتظر مجيئك ـ منذ أن قبلت بصداقتك ـ تعال ولوّ لمرّة واحدة، ولكنك لا تأتي ـ لإنقاذي.
يقولون سنهاجر ليلا، عندما يشتّد الظلام بدونك، ولكنني سأنتظر قدومك حتى يحلّ الظلام، فقد وعدتني بالمجيء، فلماذا لا تأتي.
لابد أن يحين الموعد؛ لتهاجر آخر الحجول، وسنذهب أنا، وأنت إلى مكاننا الذي لا يخطر على بال أحد.
هذه عبادتي يا صديقي، أن أنتظر، وأنتظر. متأملا قدومك في أربعاء ما.
(25)
عينايّ توّسلتا للنجدة، فعرّفتني صداقتك إلى ذاتي، وما أن عرفت ذاتي حتى وجدتك أمامي تريني درب النجاة، فعرفت بأنك مجدّد صداقتك لي كل يوم، وزائري كل ألف عام.
لا أحد يعلم كيف تمضي الساعات بانتظار تجديد صداقتك. ذلك الحبّ الذي يمسّ شغاف قلبي عندما تتحرك أصابعك على أوتاره الأزلية.
(26)
مثل شجرة التفاح التي تأمل من براعمها أن تزهر اليوم قبل الغد، ومن زهورها أن تصبح ثمارا ناضجة؛ لتمنحها للآخرين. بدأت رحلتي معك، فابتسامتك كانت تفيض ألفة، ومصافحتك لي كان لها دفء الحبّ، والآن أجلس في مكاننا المعتاد لتأت، وتعيد عليّ ابتسامتك، ثم تلقي علي موعظتك الأخيرة لأكمل رحلتي.
الرحيل وحيدا عقوبة قاسية، ولكن في محطتي الأخيرة كنت تنتظرني بابتسامتك المعهودة.
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟