عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 09:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الإنسان كائن إرادي تام
بما إن الإنسان كما قلنا خالق ومبدع ومصور ومبتكر وواع عقلا فهو صالح لأن يكون على مستوى من القدرة على أختيار ما يناسب إرادته ويتوافق مع أهداف الأخير والأحسن والأفضل معياريا من مجموعة كبيرة من الملاحظات والأكتشافات والتجارب ليقننها ويجعلها أطر أجتماعية دون أن ينسى أن خياره هذا مرتبط دوما بعاملين ذاتي داخلي يمثله سعي الأنا وخارجي موضوعي تفرضه القوى المتحكمة خارج الذات, فهو يحاول أن يوازن أولا بينهما ليكون متوازنا بهما ويمضي للتمسك بالوجود الحياتي الذي يصيغة أيضا يالإرادة.
الإنسان الذي صنع وخلق صورة الرب وصاغ فكرة الوجود وأبدع في محاولة البقاء مع عالم يتصارع ومتصارع يكون القانون فيه للأقوى ليحوله بذات فكرة الخلق إلى قانون البقاء للأصلح ليتحول معه أيضا إلى قانون البقاء للمصلح غير عاجز أن يخلق فكرة المجتمع ويبتكر الوسائل والسبل التي تمكنه من تنفيذ نظرية الخلق المتطور لدية ويكتشف كل يوم عوالم لا تتناهى في حدوثها المستمر ,كل ذلك معتمد على لب فكرة الإرادة الأبتدائية التي تتكامل وتنضج من خلال سبر التجربة ومن خلال الحس الإنساني الأعتيادي مختلف المصادر ومتنوع الدلالات .
النظرية هنا تقوم على أس الوعي وتستند له في مقولاتها وتعتمد العقل كونه المنجز الأول في الإنسان الذي ومن خلاله أصبح كائنا أجتماعيا وواعيا وخالقا ومريدا ,ينشيء بهذه العناوين مجتمع منتظم متماسك له أهداف ولديه رؤية متماسك بروابط ويحكمه عرف خاص ,هذا المجتمع من خصائصه النمو والبقاء والتواصل والتطور والأرتقاء .
ينظر البعض من الباحثين أن الأصل في الوجود الأول للكائن الإنساني أنه مسلوب الإرادة وأن مظاهر هذا السلب هو خوفه من العالم الجديد الذي وجد فيه ,من خلال الخوف بدأ يعطي لمصادره قيمة خاصة وخضع لها وحاول أسترضاءها بكل السبل حتى أنه تنازل عن كثير من مستلزمات وجوده كي يرضي عوامل الخوف ويتقييها ,من هنا عبد الإنسان الغيب .
حتى مع تسليمنا بهذه النظرية فالتناقض موجود في تفاصيل تكوينها ,إنه عبد مصادر الخوف وضحى ببعض مستلزمات وجوده من خلال إرادة واعية ومتفهمة لهذا الخوف من الخارج , لم يأت الخوف ككائن وسلب منه الإرادة دون مقاومة أبدا ,إنها واحدة من مظاهر الإرادة الإنسانية التي برر فيها ضعفه وليس أستلاب إرادته أو فقدانها .
فهو من الأول ومن الطبيعي الفطري كان يعرف أن سيقع تحت ضغط عوامل الخوف واللا معلوم وما سيترتب على ذلك من حس دفاعي, هذا الحس الدفاعي ليس غريزيا كما في الحيوان مثلا لكنه كان وفق مفاهيم وتفسيرات وإن كانت قاصرة لكنها واعية ومنتجة أيضا ومرادة بالأخير .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟