عبدالله مشختى احمد
الحوار المتمدن-العدد: 1329 - 2005 / 9 / 26 - 08:35
المحور:
الادب والفن
حلمت وما امرها ---- حلمت ونحن جمع -- نجول ونصول باحثين عن الهدف الاسمى -- نسير وسط صحراء قائض - تائهين ، مذعورين
فى محرقة الموت
تكتوى الاجساد من حر الشمس
يبس الجلد من العرق المتصبب
تعوجت العظام من الجوع
اصاب القلب الاجهاد والتعب
اصفرت العيون من البؤس
ذهب الشباب واليناعة من الراس
غارت الابتسامات من الوجوه
كان الجهنم فتحت ابوابها - لتاخذ الجمع كلهم
لتكتوى بها اناس جالوا المجاهل وتحدوا الموت لانجاز الهدف
الهدف الاسمى
لابقاء شجرة الحرية - التحرر - الديمقراطية خضراء يانعة
دام المسير اياما واشهرا وسنين بل عقود
ويتناقص الجمع يوما بعد يوم
اخير - فى نهاية الرحلة الطويلة
جاء البشرى - ويا لها من بشرى سعيدة
صاح الجمع المتبقى
بر الامان --- بر الامان -- بان الهدف -- اقتربنا من النهاية
نهاية الماساة والعذاب
تعالت صيحات الفرح -- وصدح صوت الزغاريد
تهللت الوجوه بالفرح والبسمة
شاعت الابتسامات
لاحت فى الافق الشجرة الخضراء اليانعة
قائمة صامدة -- متحدية وشامخة
ستحتضن الجمع الذى اكتوا بداء الحر والجوع والبؤس
الجمع يهرع نحو الشجرة للاحتفاء بها والاستظلال بظلها وينتعش بهوائها
لكن الايام والدهر يتغير دوما
الصدمة -- الصدمة
تحقق الهدف - وصلوا بر الامان
لكن الشجرة اليانعة هدف الكل
احتضنت اخرين لم يصيبوا بالكلل
ببدلات انيقة --- والسنة عذبة
تجامل وتتملق برموز وجفرات جديدة ولغة جديدة
هم الذين تعلموا حياة المودرن -- ولغة اللباقة
متمددين فى ظل الشجرة الخضراء اليانعة
يتلذذون بطعم فاكهته -- ونقاء هوائه ولم تبقى فسحة للاخرين الى زوايا مشمسة
الجمع صاح يا ويلنا تعبنا
واكتوينا بنار وعذاب البحث والعمل
حاربنا الحطابين الظالمين لنبعدهم عنك كى لا يشوهوا جمالك
ولا يعدموا ظلك لتبقى يانعة ونديم من خضرتك
ولم تبقى لنا فسحة عندك لنستظل بظلك
نعم قاسيتم وكم من عزيز وحميم فقدتم
وصقلت اجسادكم ويالها من عناء وشقاء عانيتم
وتعودتم على البؤس والشقاء فلتبقوا فى الشمس المحرقة
لانكم تتحملونها -- ولكن غيركم لن يتحملها
واذا افوق من نومى وحلمى مذعورا واذا بى فى الواقع كما فى الحلم
#عبدالله_مشختى_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟