أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - اليرموك - دير الزور: حصار الإبادة المنظّمة














المزيد.....


اليرموك - دير الزور: حصار الإبادة المنظّمة


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 01:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لايشير المشهد العام في مخيم اليرموك، فقط الى مبلغ الخراب والدمار الذي لاتزال تقوم به أطراف الموت والكراهية " الأسدية والداعشة، وما حولهما ". لكن نظرة واحدة على الأرقام تحدد لك معطيات الواقع المؤلم وفداحة الإجرام الذي يرتكب اليوم بحق مخيم اللجئين الفلسطينيين / اليرموك، ومدى تردي الحالة الإنسانية للضحايا المدنيين المحاصرين منذ سنتين، بوضعية كارثية بشعة تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي، وتغاضيه المتعمد عما يحدث هناك..في المخيم الذي لن ينحني!
مايحدث هو محاولة من كل الأطراف التي تلعب أدواراً متكاملة لإخضاع أهالي المخيم، وفرض الاستكانة عليهم، لصوت القوة الذي يرى في المخيم، شوكة في الحلق، بما يحيل اليه الإسم من معانٍ تتصل بجوهر الثورة، ورفض المذلة، والخروج عن طاعة المستبد أياً تكن صورته. وبما هو عليه: منارة ثقافية وفكرية، وحاضنة للحوار والنقاش والمجادلة بين الأفكار والانتماءات.
جلّ المناطق السورية، تعرضت لحالات مشابهة من الإغلاق الجزئي والحصار، والتدمير، وقد شهدت سورية خلال الأعوام الأربعة، سياسة ممنهجة بارتكاب أبشع أنواع العقاب الجماعي الذي يفرضه نظام الأسد.
مخيم اليرموك، يتلقى عقوبة مضاعفة، لمساندته ثورة السوريين، تحالف فيه نظام الأسد مع بعض القوى والفصائل الفلسطينية الموالية له، في صورة تتطابق تماماً عمّا يقوم به الجيش السوري، من عمليات دموية ضد الذين يفترض به حمايتهم. وقد شهد سكان المخيم أولى الغارات الجوية قبل مايزيد على عامين / ديسمبر 2012، لتبدأ بعدها سلسلة الإجراءات اللاإنسانية، من الحصار المؤقت، وتجويع الناس، وقطع الكهرباء والماء، عن المخيم، بشكل متصاعد، الى ان قام نظام الأسد بفرض حصار كامل على المخيم منذ تموز/يوليو 2013، يضاف الى ذلك عمليات الاعتقال والتصفية الواسعة، بحق المواطنين الفلسطينيين والسوريين في المخيم.
الأرقام الأولية تشير إلى أن قرابة 1100 ضحية قضت جراء العمليات العسكرية البرية والطيران، إضافة الى من قضى تحت التعذيب، فيما طال المخيم دمار كبير، أدى الى تشريد وتهجير جديد لسكانه، فيما يواصل النظام استهداف المخميم بغارات جوية وصلت الى قرابة خمسين غارة، في أقل من أسبوع واحد، هو الأسبوع الماضي. في الوقت الذي يعاني فيه المحاصرون من صراعات الجماعات والتنظيمات المسلحة الكارثية، يستغلها النظام في القيام بأعمال قصف وحشية وبربرية، تحضيراً لبدء عملية اقتحام واسعة للمنطقة، بهدف تطهيرها على حدّ تعبير النظام، من المسلحين الارهابيين، وهو ما كشفت عنه مباحثات منظمة التحرير الفلسطينية، قبل أيام في دمشق. والواقع انه في الوقت الذي تناقص فيه عدد سكان المخيم الى مانسبته 10في المئة، فإن أعداد المقاتلين، الذين يحتلون المنطقة من المسلحين الموالين للنظام السوري والمنظمات الفلسطينية، مثال جبهة النضال وفتح الانتفاضة والقيادة العامة، في ارتفاع مستمر، يضاف إليها مقاتلي النصرة وأكناف بيت المقدس وداعش أخيراً.
الصراع والنزاعات المختلفة على مخيم اليرموك، تفرضه جغرافية الموقع الاستراتيجية من جهة، بحيث لايريد النظام ان يجعل منه خاصرة رخوة، فعمد إلى فرض الحصار، وتدمير المخيم فوق قاطنيه. وإذا كانت داعش والنصرة، قد استولتا على أجزاء كبيرة منه، فإنها تتقاسم مسؤولية الخراب، ومآلات الوضع في المخيم، مع النظام.
الكارثة الإنسانية مستمرة منذ عامين تقريباً، حيث يتعاظم الوجع الإنساني، وتزداد معها الإشكاليات التي تتراكم، نتيجة غياب أي نوع من العناية الصحية والغذائية، مع تفاقم في الحالة البيئية، ولم تستطع أية قوى إقليمية او دولية، دفع النظام السوري لفتح ممرات إنسانية آمنه، تنفيذاً لقرارات مجلس ذات الصلة.
الوضع الكارثي في المخيم، لايقل بشاعة عما يقترفه نظام الإجرام الأسدي، بمعظم المناطق السورية، على وجه الخصوص، رمي البراميل المتفجرة على المدنيين في حلب وإدلب، التي تزداد مع مرور الوقت بكل وحشية وبشاعة، دون اعتبار لأي قيم إنسانية مع استهداف أماكن العبادة من كنائس ومساجد، كما في الرقة والحسكة. وتزامناً مع قصف اليرموك يواصل كلاً من نظام الاستبداد، وداعش فرض حصار شامل على مايزيد عن 300ألف مواطن مدني داخل مدينة دير الزور، الذين يحرمون اليوممن كل موارد الحياة الأساسية، في صورة مماثلة لاستخدام سلاح التجويع، والتركيع، مع استمرار القصف الجوي، الذي يخلف مزيداً من الضحايا.
كل ذلك يحدث، مع تغاضٍ دولي مرير، عن تقديم العون والدعم لفك الحصار عن دير الزور، وعن المدن والبلدات التي يفرض عليها المسلحون الطغاة حصاراً دامياً، مضافاً إليه عجز مشين للمعارضة السورية، حتى عن نقل الصورة الحقيقية لما يجري، لاقناع المجتمع الدولي، بأن ما يتعرض له السوريون والفلسطينيون على حدّ سواء، هو إبادة جماعية منظمة للمدنيين، يقوم به النظام وإيران، وداعش، تستوجب المواجهة العاجلة للتحديات الإنسانية، وإيقاف القتل.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوزان والاحتلال الإيراني لسوريا
- إطار لوزان والحقبة الإيرانية الجديدة
- العمل المدني في الثورة السورية
- تحديات أمام الثورة السورية في ذكراها الرابعة
- داعش والتحالف الدولي في سوريا
- مشاورات القاهرة : رُسُل الحرية أولاً
- أحداث باريس:الاستبداد والعنصرية وانتاج التطرف
- حُمّى التفاوض وعقيدة القتل
- أورفا ظلّ فراتيّ
- الاختفاء القسري في سورية
- المنطقة العازلة وتقاطع المصالح الدولية
- الثلاثاء الدامي في الرقة
- أفق التسوية السياسية في سورية
- شتورلسن وحالول في رائعةٍ ملحمية: سْنورا إدّا
- الشمال السوري بين فكي داعش والنصرة
- يوم في حياتي: الكتابة والعشق!
- السوريون : موتٌ..وغرباء
- المأزق التركي في الحرب على داعش
- الأسد و داعش والنزوح العظيم
- الضربات الجوية وغياب المرجعية الوطنية السورية


المزيد.....




- شون -ديدي- كومز يواجه ضحيتين أخريين في لائحة اتهامه
- ترامب يتحدث عن السبب في حادث اصطدام الطائرتين في واشنطن
- رئيس الوزراء العراقي يعلن القبض على قتلة المرجع الديني محمد ...
- معبر رفح: متى تخرج أول دفعة من الجرحى من غزة ومن سيدير المعب ...
- أول ظهور لتوأم باندا نادر في حديقة حيوان في برلين يثير إعجاب ...
- هل خطط المحافظين في ألمانيا بشأن الهجرة قانونية؟
- هل -يستعين- ميرتس بأصوات البديل مجددا؟
- استعدادات لفتح معبر رفح ونتنياهو يهدد باستئناف القتال مع حما ...
- إسرائيل تنفذ ضربات على مواقع لحزب الله في لبنان وتقول إنها م ...
- -الويب تون-.. قصص مصورة نشأت في كوريا الجنوبية وتتطلع لغزو ا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - اليرموك - دير الزور: حصار الإبادة المنظّمة