حسن سامي العبد الله
الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 00:17
المحور:
الادب والفن
في عُهدة اللهِ جُرحي والدّعاءُ شِفا
والعمرُ بِئرٌ وأبعادُ النجاةِ شَفا
يصارعُ الهمَ مُلتاعٌ يُضعضِعُهُ
ملحُ السنينِ على جرفِ الجُروحِ طَفا
فأسدلَ الليلُ من ظلمائهِ سُحُباً
أتتْ النهارَ وضوءُ المشرقاتِ طَفا
بعضُ الوجوهِ وجوهٌ فوقَها مَكَثَتْ
في حُسنِها القبحُ وهماً للسرابِ ضَفَا
تَلوَّنَ الناسُ كالحرباءِ يصبَغُهُم
غايٌ دنيءٌ على إيهامِنا إعتَكَفا
وأتقَنَ البعضُ تَجسيداً يُمسرِحُهُ
دورُ الملاكِ لشيطانٍ به إتصَفا
ومَثَّلَ الذئبُ دورَ الحَمْلِ معتَقِداً
غَشَّ الخِرافِ اذا في صوفِها إلتَحَفا
الناسُ كالماءِ: صافٍ ليسَ مُعتكِراً
وآسنٌ ما بهِ للناهلينَ صَفا
والبعضُ خِلٌ خليلِ إنْ تُصاحِبهُ
وآخرٌ قد يريكَ الموتَ حينَ جَفا
لا تطلب التمر برحيّاً ليمنحه
من قد يذيقك في تكذيبه الحشَفا
ما اصعبَ السهلَ لو يهوي بهِ جَبل
من الاماني لصاحَ الغارسونَ كَفى!
الغصنُ يبقى كئيباً حينَ يهجرهُ
غرّيدُ لحنٍ اضاعَ اللحنَ وإنعطفا
والزهر لم تنتهل معنى الرحيقِ به
الا فراشاتُ حُبٍ كُلُهُنَ وفا
ستشرقُ الشمسُ من تسبيحِنا شَغَفا
ويقصدُ الطيرُ نهرَ العشقِ مُرتَشِفا
#حسن_سامي_العبد_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟