أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - الجزائر والدور المشبوه ل -الناتو- العربي














المزيد.....


الجزائر والدور المشبوه ل -الناتو- العربي


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



رغم انتقاداتنا للوضع الداخلي الجزائري، نتيجة غياب ديمقراطية حقيقية وتداول فعلي للسلطة، وحالة فساد واسع لا ينكرها المسئولون أنفسهم، تتسبب في سوء أوضاع الجزائريين، لكن يجب الاعتراف بأن الديبلوماسية الجزائرية تتسم بالحكمة والعقلانية، وتغليب المصلحة الوطنية والعروبية، وهو ما يحسب لهذا البلد العربي المغاربي الكبير التى تتسم كثير من مواقفه بالرشادة وحسن تقدير العواقب.
وقد احسنت الجزائر صنعا برفض التورط في المستنقع اليمني، مثلما رفضت من قبل التدخل العسكري في ليبيا، أو إنشاء"ناتو عربي" لتدمير البلدان العربية، ومسايرة ممالك الخليج في الانحياز لطرف ضد طرف في المعادلات الداخلية العربية، بضوء اخضر أمريكي ولخدمة المصالح الصهيوأمريكية.
ولو الجزائر بعافيتها، لكانت استعادت ديبلوماسيتها النشطة القديمة، وتمكنت من احداث اختراقات في تلك الملفات العربية الحساسة التى تتطلب قيادة ومظلة عربية تسعى لتحقيق المصالح العربية عبر التوصل لتسويات تأخذ مصالح الشعوب والأوطان بعين الاعتبار وليس تنفيذ اجندات خارجية بحجة مواجهة ايران أو الارهاب أو غيرهما، أو ادعاء دعم الشرعية هنا أو هنالك.
وكنت أتمنى، بالفعل، لو حافظت الجزائر على إصرارها السابق على تدويل منصب الأمين العام للجامعة العربية، وليس قصره على دولة المقر، مثلما كانت تضغط إبان وجود عبد العزيز بلخادم في منصب وزارة الخارجية.
وأظن أن قيادتها للجامعة كان يمكن أن تحدث فارقا بعد خضوع مصر الدولة العربية الكبرى للنفوذ الخليجي خاصة السعودي والاماراتي، وتنازل حكومات ما بعد الزعيم عبد الناصر، طوعا أو كرها عن مسئولياتها ومكانتها وقيادتها للمنطقة، فضلا عن تحويل "بيت العرب" عبر سلاح المال النفطي لأداة لتنفيذ التعليمات الأمريكية، والعمل ضد المصلحة العربية.
وللأسف، خذلنا نبيل العربي ، بعد سلفه عمرو موسى الذي كان جزءا من نظام الديكتاتور العجوز مبارك، حيث كنا نتوقع منه تغييرا جذريا في وضعية الجامعة العربية والنظام العربي الجماعي بكل مناحيه، واحداث ثورة حقيقية في هذه المنظومة لتنهض بمسئولياتها، وتحول الجامعة كمؤسسة تضامن عربي فعلي، وتعمل على ما يخدم مصالح الشعوب العربية.
لكن في عهده، نجده يمرر، دون ممانعة تذكر، ما يمليه عليه نظم الخليج ومصر، ويتحدث بخطاب متهافت عن الأزمات العربية بصورة تضخم من أمور وتهون من أمور أخرى لا تستأهل ذلك، فضلا عن مسايرة الأنظمة في تحويل الانتباه عن الكيان الصهيوني العداوني المحتل للأرض العربية، إلي محاربة الارهاب المصنوع أو عدو وهمي اسمه ايران التي هي بكل حال حتى لو حدث تباين في المواقف أو المصالح، فثمة مشتركات عديدة، ويمكن حل كثير من الأزمات في المنطقة بالتقارب معها، ولا تمثل خطرا حقيقيا مثل الصهاينة اصحاب المشروع الاستعماري الاستيطاني، ورأس حربة الاستعمار القديم الحديث لعرقلة نهضة الأمة العربية واستنزاف مواردها.
إن أى صوت يرفع المطالب والطموحات العربية ويتمسك ولو بالحد الأدني من مصالح العرب، كالجزائر، يجب أن نثمن مواقفه وندعمه، كما يجب أن نشدد على رفض كل ما يضر مصالحنا كشعب عربي، وفي مقدمة ذلك التدخل في الشئون الداخلية للدول، وفرض ارادة من الخارج، أو تصفية حسابات مع قوى اقليمية أو خوض معارك أطراف من خارج المنطقة على الأرض العربية بمال وسلاح العرب.
إننا ندعم التدخل فقط في حالة مواجهة عدوان خارجي بمنطق التضامن العربي، ومتطلبات الأمن القومي العربي، أو حماية المصالح العربية وليس الصهيوأمريكية، وأن يكون يحظى بالقبول الشعبي الواسع، وليس تدخل هدفه إما فرض أمر واقع بالقوة والاتيان بسلطة حاكمة تابعة ومتواطئة، ومناوئة فصيل سياسي داخلي، أو الانتهاء حال الفشل في هذا الهدف إلى تدمير المدن العربية، وتركها نهبا للفوضى والصراعات الأهلية والمذهبية والقبليية.
وفي تصوري، إن إنشاء ما تسمى ب"قوة عربية مشتركة" ليس سوى "ناتو عربي" مشبوه الأهداف ومشكوك في نوايا من يقفون وراءه، حيث يبدو أنه ينهض بمهام "الناتو" الغربي بدون أن تتورط امريكا وحلفاؤها، بشكل مباشر، في مستنقع الصراعات الداخلية العربية، ولا تتحمل الكلفة البشرية والمادية لحروب غير محسوبة العواقب، بعد أن تعلمت من درسي افغانستان والعراق وكلفتهما الباهظة، ولكي تترك عرب أمريكا ينفذون أهدافها، ويحاربون حروبها بالوكالة، حتى لو كانوا في سبيل ذلك، يهددون الأمن القومي العربي الحقيقي، ويستنزفون موارد شعوبهم.
وفي المحصلة النهائية، يكون الرابح امريكا والكيان الصهيوني اللذان يتحقق لهما ما ارادا، دون دفع فاتورة الحروب والتدخل المباشر، وليذهب العرب والإيرانيون إلى الجحيم غير مأسوف عليهم بعد أن يضعف كل منهما الآخر.
*كاتب صحفي مصري
Email:[email protected]



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ديما- رواية الهم الإنساني وتعرية المجتمع
- الإخوان ليسوا أهل حكم ولا ثورة
- -يحدث- ..تراجيديا الذاكرة المثقوبة
- براءة نظام مبارك و-اليوم الأسود- في تاريخ مصر
- مهرجان القاهرة السينمائي والاصرار على الفشل
- تونس ..استكمال للثورة أم ترميم للنظام القديم
- تسويق الحلم الكردي وسحق الذات العروبية
- الإخوان شركاء في -مذبحة رابعة-
- محاكمة-يناير-.. لا نظام الفساد والاستبداد
- عادت مصر للاتحاد الأفريقي وغاب -الدور التاريخي-
- صوت الاستحقاق الرئاسي يعلو على الدستور في مصر
- حين يدعم هيكل الديكتاتورية ويشوه تاريخ ناصر
- سد النهضة وسنوات الاخوان العجاف
- -صفقة الكردستاني- الجار الذي يتجاهل جاره
- سيناريوهات الازمة السورية تتصارع
- ليبيا والأمن المفقود
- مادورو.. اختبار الشافيزية الصعب
- انتخابات الرئاسة الايرانية ضبابية
- الملف النووي الايراني.. محلك سر
- الاخوان وصفقة رجال القذافي


المزيد.....




- مع شروق الشمس فوق واشنطن.. شاهد لحظة ظهور حطام طائرة في نهر ...
- بعد التأجيل.. إسرائيل تبدأ بإطلاق سراح فلسطينيين من سجونها
- مقتل سلوان موميكا الذي أحرق القرآن في السويد، ماذا نعرف عنه؟ ...
- مقتل سلوان موميكا الذي أحرق نسخاً من القرآن في السويد
- إعادة بناء غزة ـ سعي مصر لجني مكاسب.. ما ثمن ذلك عند ترامب؟ ...
- مسؤول مصري يكشف سبب التأخر في إخراج المصابين في غزة عبر معبر ...
- السويد تقدم لأوكرانيا أكبر حزمة مساعدات عسكرية منذ 2022
- دولة أوروبية تواجه 72 ساعة من الظلام بسبب الخروج من نظام الط ...
- هيئة الاتصالات الروسية تعلن التصدي لنحو 11 ألف هجوم إلكتروني ...
- الجنود الفرنسيون يغادرون آخر قاعدة لهم في تشاد


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - الجزائر والدور المشبوه ل -الناتو- العربي