|
السيدة والبستانية
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 10:22
المحور:
الادب والفن
المكان حديقة واسعة وقفت السيدة تتمشى فى حديقتها الواسعة ومن خلفها اتت بقية النساء المجتمعات فى ذلك المجلس الذى قررت السيدة الاولى وضعه ..كانت تتمشى فى الحديقة وهى تحكى لهم عن قصة كل شجرة صنعتها وسط تلك الصحراء التى كانت هنا قبل ان تاتى وهى تسمع مديح كل امراة منهم تصف لها مدى روعة صنعيها وكيف هى الاوراق تذهر والثمار طازجة ..قتفهن منها واكلن بينما دخلت اخر السيدات المدعوات للحفل فى الحديقة ..كانت سمراء انيقة ..نظرت لها السيدة بغضب لانها تاخرت عن موعدها المحدد لكن الفتاة السمراء ابتسمت ..قالت الخطأ ليس خطئى ولكننى فى الطريق توقفت امام نزل تلك الفتاة الممتلئة البيضاء التى تعتنى بحدائق المدينة ووجدتها تتحدث عن صنعها لحديقتك يا سيدتى ولم تذكركى ..قالت السيدة غير صحيح تلك البستانية تحبنى من وقت طويل وانا من ساعدتها لتكون افضل بستانية فى المدينة وساعدتها ابناءها حتى اكملوا جميعا تعليمهم وهى ابدا لا تقل ذلك لانها امراة طيبة .... ابتسمت لها السمراء فى خبث حسنا يمكننى الذهاب ورؤيتها بنفسك ..واذا شئت قومى بفصلها من عملها وستعلمين وجهها الحقيقى .... دب الشك فى نفس السيدة فقررت فعل ما قالت لها السمراء وفصلت البستانية بالفعل عن عملها ...وانتظرت لتسمع لكنها وجدت البستانية فرحة وتقول لقد وجدت وقتا طيبا لاقضية مع ابنائى واحفادى وزوجى ايضا الان لم يعد له ليتذمر من عملى وساعتنى ببستان بيتى انا واعيش لابنى بيتا فى بستانى لاحفادى ليلعبوا بداخله صيفا بينما زوجى يصنع لهم الالعاب الخشبية التى يحب .....وعادت السمراء الى السيدة من جديد فاغتاظت السيدة ....فى الصباح علمت البستانية بان هناك حادث سيارة حدث لابنها ولاولاده فهرعت للمشفى ووجدت ان ابنها وزوجتة قد توفيت فصرخت تبكى وهى تبحث عن احفادها ...توقف عملها فلم يكن لديها ما يكفى للمشفى ...فكرت ان تذهب للسيدة لكنها علمت انها اغلقت بابها فى وجهها فحاولت ان تحدثها فى الهاتف لكنها اغلقت هاتفها فى وجهها ....قررت ان تبيع المراة بيتها واختارت ان تبحث لها هى وزوجها عن مكان صغيرا لانقاذ حفيدهم ....كانت تحاول ان تتصل بالسيدة لكن هاتفها كان دائما مغلق ....حسنا اقسمت ان لاتذهب لتلك المراة من جديد لكنها لم تكن تعرف الخبر الذى ينتظرها فى صباح اليوم التالى وهى تهرع باكرا كعادتها لتجلس جوار حفيدها المريض لتجد الطبيبة الثلاثينة باردة الملامح تخبرها عن الورم الذى بدا يأكل جسد الصغير رويدا رويدا ..... كانت تجلس الى جواره تراقبه وهو يرحل بينما زوجها لم يعد يتحمل رؤية ما يحدث فرحل هو ايضا ...كانت تشعر بالبرد فى تلك الغررفة بالمشفى الصغيرة وهى جوار الصغير الذى رحل ليلتها ايضا بهدوء من دون ان يشعر بمزيد من الالم ...كان اخر من تبقى لها ورحل .... لم يكن اماهها سوى ان تزور قبرهم كل صباح وتجلس جوارهما حتى الغروب وترحل ....لم تتفوه بكلمة ولكنها عندما رات السمراء تمر الى جوارها تذكرت فعلت السيدة معها لو لم تطردها لما مات حفيدها وربما انقذت ولدها ...وزوجها الذى رحل ....ابتسمت لها السمراء فلم تعد تحتمل امسكت بذراعيها بقوة وهى تصرخ:قولى لى ماذا فعلت حتى فعلت بى السيدة ذلك ...لم اخطىء فيها يوما ..انا اعمل هنا بجهد وهى طردتنى ...انا لم اخطىءواريد ان استرد حقى اخبريها بذلك ....استمعى لى يا صاحبة الحديقة الواسعة انا لدى حق ولم افعل لك شىء ...وانت وقفتى ضدى ظلما والان قولى لى لماذا واعيدى لى حقى ...... كل من ارسلتهم السيدة لتلك البستانية قامت بطردهم ولم تتوقف عن الصراخ ..علقت لافتات واعترضت ...وظلت تعترض ...كانت تجلس امام بقايا بيتها الذى قامت ببيعه للسيدة وتم هدمه ..قالت لن تتحرك وستموت امام بيتها الذى بنته والسيدة لم يكفيها بيوت المدينة وكل ما تريد فقررت هدم بيت بستانيتها .....وهى تصرخ توقفت امامها سيارة فارهه ..خرجت السيدة ووقفت على بعد امتار بينما وقفت البستانية امامها ومن خلفها بقايا الخشب....قالت البستانية ماذا فعلت لك ...قولى لى ماذا ؟....انت السبب فى موت عائلتى .... وقفت السيدة غاضبة تصرخ:قولى لى من انت ايتها البستانية ...هيا تكلمى ...ماذا كنت قبل ان احضرك الى هنا ..اين كنت عندما اتيت مع زوجى الى تلك الصحراء وبنيتها وعمرت حدائقها...اين كنت ؟...شيدت كل تلك البيوت وفتحت المحلات وساعدت الجميع ليعمل ...ماذا صنعتى انت ؟.. ردت البستانية اخبرينى انت ....ماذا صنعت..ما هو جرمى الذى تعاقبينى عليه انا لم افعل شىء... صرخت السيدة كذب بلى فعلت ..استهزات بى...نسيتى اننى من علمك كيف تكونين بستانية والان قلت انا من صنعت لكم حدائقكم الجميلة ...ذكرتى هذا امام الناس .... ردت البستانية بانكسار:نعم فعلت فعلت وقولت ما علمتينى اياه ...وما الفائدة وانت من ينصف المزارعين والبستانين هنا وتقفين ضدى ....حسنا الجميع يعلم من انت وما انا ...ولكننى ..اكملت بصوت خفيض:لم اخطىء .... قالت السيدة :حسنا يا بستانية لقد فهمتى درسى اليس كذلك...لا يوجد هنا من صنع تلك الحدائق فى المدينة سواى انا ....انت فقط تنفذين واومرى ...ولا تنسى منذ البداية ماذا فعلت انا ..مقارنة بما فعلت انت .ز نكست البستانية راسها:حسنا لن انسى ذلك ابدا... صفقت السيدة بيدها للنساء من حولها فقدمن يحملن الاخشاب ليبنى البيت من جديد ..بيت البستانية ......
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسرحية عندما قتلنا ثائرنا
المزيد.....
-
عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
-
فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb
...
-
مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق
...
-
مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على
...
-
مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح
...
-
كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو
...
-
ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
-
الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا
...
-
بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب
...
-
مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب
...
المزيد.....
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
المزيد.....
|