سليمان الهواري
الحوار المتمدن-العدد: 4777 - 2015 / 4 / 14 - 21:54
المحور:
الادب والفن
ايتها الغائبة
الساكنة قلب الحشى وجعا
ما زادك البعاد
الا حضورا يا سيدة الالم
يقتلني الاشتياق
و كل الذكرى عدم
تغيبين ..
فيصبح الكون منفى..
تغيبين ..
فتصطك جدران المدينة ..
تشكو الدروب غياب النهار ..
و تسقط القبل ذابلة
كفراشات تغتالها شهب الرحيل
تغيبين ..
فيصبح الكون مذكرا ..
الست انت انثى الارض ..
الست أنت الخصوبة ..
و انين الوديان ..
الست من تؤذنين للصباح
ان يشرق في صدر العذارى ..
الست آخر الآيات
في مصحف العشاق ..
تغيبين ..
فاحس ببرد
ليس كما البرد الذي يعرفه الناس ..
هو اقرب الى الرجفة في القلب ..
هل تعرفين ..
هو برد تلتقي فيه الضلوع ..
و لا تدفيه حرارة الشمس ..
هل تعرفين ..
هو برد تزرق فيه شفتاي ..
و احس بشيء
يشبه الرغبة بالسقوط في بئر
هل تعرفين ..
تغيبين ،،
فيحتل الوجع اسفل بطني
يتمدد حتى رؤوس الانامل
حبيبات ماء
و صقيع
تنزل في ظهري
كما حد السيف ،،
سكرات الحب اوجع يا سلطانة الغياب
تتلذذين
في اقتراف هواية الغياب
مع سبق الاصرار و الحب ،،
فاوغل في تجرع الألم ..
سما
رهجا
حنظلا
موتا زعافا
حد الفناء فيك
يا نبية الوجع
اهربي ما شئت
ستظلين امراة وحدك
و سالاحقك الى آخر المجرات
ملكت فارحمي
او لا ترحمي ..
اني
قد سميتك الغياب
سميتك الوجع و العذاب
سميتك التيه و السحاب
سميتك راجمات الضباب
سميتك التعب و الخراب
سميتك موتي
سميتك حياتي
سميتك القدر
سميتك القضاء
سميتك موعود الكتاب
*** الرباط 14/4/2015***
#سليمان_الهواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟