بيان بدل
الحوار المتمدن-العدد: 4776 - 2015 / 4 / 13 - 23:54
المحور:
الادب والفن
كان نور الشمس قد صعد الى قمم اشجار النخيل قافزاً معانقاً السماء ومن ثم اختفى، في ذات الوقت، صعدت اصوات الاجراس المعلقة حول اعناق الماشية معلنة وقت العودة الى احضان الليل و متوجهة الى الحظائر، صغار الماشية سمعت صوت الاجراس وخرجت راكضة لتلهتم ما في الاضرع من حليب ...
كانت ام مازن قد وضعت للتو ابريق الشاي فوق الجمر الذي ما زال يقاوم في ( التنور ) بعد ان كانت قد دفنت قبلاً بعض ثمار الباذنجان تحت الجمر كي تعده للعشاء ،، رائحة الخبز التنور تملأ المكان لتسيل لعاب الكادح العائد للتو من نهار عمل طويل وتزيده جوعاً ..
جلس الجميع حول مائدة العشاء بوجوه متعبة عابسة لا حياة فيها ، حشرات الليل تهاجم ضوء المصباح الوحيد العالق في باحة الدار، للبحث عن بقعة ضوء ودفء.
كنت خارج هذا المشهد انصت بهدوء الى بعض كلمات تخرج من افواه متعبة عبارات لا تعني لي الكثير ..
ادركني الظلام وانا على سطح المنزل المصبوب من الاسمنت وبدأ ضوء القمر يلمع وينعكس على الاسمنت كانها واحة بيضاء وقامت والنجوم التي كانت تتوسط المسافة بين الارض والسماء من سبات عميق نجوم منثورة لتلألأ الافق البعيد ..
طفلة ملائكية متكورة بجانبي، غارقة في نوم عميق ، اتأمل انتظام انفاسها واسترخاء ملامحها ،تارة امرر اناملي على وجنتيها برفق وتارة اخرى امسك اطراف اصابعها ،
لم يدركني الوسن بعد واذا به يقف امامي وينحني ليقترب مني اكثر ويقول لي بصوت منخفض وكأنه همس
انهضي لا وقت لدينا !!
كان النعاس يثقل اجفاني .
انت !
متى عدت من هناك ؟
الم يكن في نيتك أن تبيت الليلة هناك ؟!! ...
اجاب
لا وقت لدينا ..!! رمى بجسده المتعب على حافة السرير جالساً، ثنى ركبتيه لقصر ارجل السرير وطول ساقيه ..
مدّ يده لتداعب خصلات شعر ابنته النائمة ، ورفع راسه ليتأمل النجوم الكثيرة التي تتوسط السماء وقال.
لقد اكتشف امرنا ولم يعد بمقدورنا البقاء هنا ! يجب أن نغادر المكان فوراً ، انهضِ واعدِ ما يكفي ليومين واهتمِ بملابس ملاكنا ،
رفعت جسدي الثقيل المرهق نعساً ولا زلت تحت وقع الصدمة والاحساس بأن هناك هما ثقيلاً جاثماً على صدري ،
نغادر ونتركهم يرقعون اكياس الحنطة !!
ونترك الفسائل التي غرسناها كي تكبر مع طفلتنا،
الم تكن تقول ان الفسائل وطفلتنا سيكبران معاً..!
وبدأت اردد اسماء الفسائل..
هذه برحي..
وهذه الزهدي ..
وهذه الخستاوي
#بيان_بدل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟