محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4775 - 2015 / 4 / 12 - 16:59
المحور:
الادب والفن
المغني يعزف على آلته الموسيقية المشدودة إلى صدره ويغني.
يغني في الصالة المحاذية للرصيف، لعله يلفت انتباه المارة، وهم قلة على أية حال.
الصالة فارغة تماماً، وليس ثمة سوى الطاولات والكراسي، والمغني يواصل الغناء، انصياعاً لرغبة صاحب المقهى الذي يدفع له أجرته كل أسبوع.
المغني يغني والمقهى فارغ تقريباً، وصاحب المقهى يسائل الرصيف: أين يذهب الناس هذا المساء وكل مساء؟
يجلس في الركن البعيد، بعيداً من غناء المغني، ويتخذ قراراً مفاجئاً بينه وبين نفسه، بإغلاق مقهاه، وتحويل المكان إلى متجر لبيع مواد البناء.
البنت التي تعمل في المقهى، تتلمس ثنية بنطالها القصير وهي تصغي للغناء الذي يصلها خافتاً من الصالة، تنقل ساقيها في حركة راقصة وهي واقفة خلف الكاونتر، تتأمل حركة الساقين اللذين يهتزان في اتساق، تشعر بالسأم لأنها لا تطيق الوقوف خلف الكاونتر أكثر من دقيقتين متتابعتين.
البنت، في لحظة عاصفة، تتخذ قراراً بفسخ خطوبتها من خطيبها ذي الأذنين الطويلتين، لا لسبب إلا لأنه ثقيل الدم، ثرثار.
البنت تقول: سيأتي إلى هذا المقهى ذات مساء، رجل بمواصفات أخرى، يلفت انتباهها بكلامه العذب وحركاته الرشيقة المدروسة، فيهواها وتهواه.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟