عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 4772 - 2015 / 4 / 9 - 15:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الضجيج الإعلامي الذي تثيره تصريحات بعض المسؤولين السياسيين بخصوص جريمة سبايكر , إضافة الى اللجنة المكلفة بالتحقيق في هذه الجريمة البشعة , لم تثمر لحد الآن , عن أيّ شيء على مستوى المعطيات الواقعية والإجراءات التي تتناسب مع بشاعتها وإستهانتها بالدم العراقي . فبعد معارك التحرير في صلاح الدين وخصوصاً تحرير تكريت , والعثور على العديد من المقابر التي ضمّتْ رفات المغدورين في سبايكر, إضافة الى الإمساك بعدد غير قليل من المجرمين الذي نفّذوا بأيديهم جرائم الذبح , أو أشرفوا عليها , بحيث باتتْ كل حيثيات هذه الجريمة واضحة الدلائل , من الجناة والضحايا ومسرح الجريمة , ومع كل ذلك ,لم نلمس أيّ إجراء عملي يدلّل على جديّة النوايا , لدى المسؤولين , سواء من السلطة التنفيذية أو البرلمان , ينصف على الأقل , أهالي المغدور بهم في سبايكر ,والذين نفد صبرهم من الوعود والتصريحات الفارغة التي يتلقونها من الجهات المسؤولة , بل ان بعض اهل ضحايا سبايكر , ونتيجة لأحتجاجهم المتعاظم لمعرفة مصير أبنائهم , واجهوا تعاملاً سيئاً جدا , من بعض نواب البرلمان . السؤال الذي ينبغي الإجابة عليه , بعد أن توضّحت كل حيثيات هذه الجريمة , إبتداء من الجناة الى جانب مَنْ وقف خلفهم من السياسيين , وهم معروفون في المشهد السياسي , الى مسرح الجريمة والمقابر التي ضمّت العديد من جثامين المغدور بهم , ما الذي تنتظره الجهات المختصة , بإتخاذ الإجراءات القانونية الإصولية الحاسمة ؟ .
يبدو أنّ التسويف الذي يرافق تداعيات هذه الجريمة , يخفي خلفه , إبتعاد السياسي العراقي عن هموم الوطن ومواطنيه , والركض وراء المكاسب الشخصية لهؤلاء الساسة , أكثر من ذلك , أنّ بعض القيادات المسؤولة التي لها اليد الطولى في إرتكاب هذه الجريمة ,والتي تفعل المستحيل من أجل الإستمرار في تماديها بالتسويف والحيلولة دون الكشف عن سوءاتهم , باتتْ هي الحلول البديلة لتمييع هذه الجريمة ورمي ملفّها في سلّة المهملات , مثلما فعلوا بالكثير من الملفات المهمة ..
والسؤال الأكبر , هو , الى متى يبقى مصير الوطن والمواطن العراقي , مرهوناً بالمصالح الشخصية للكثير من الساسة ؟ ..
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟