أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تأريخية المجتمع العراقي (ج1) دراسة في علم الأجتماع النفسي















المزيد.....


تأريخية المجتمع العراقي (ج1) دراسة في علم الأجتماع النفسي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4772 - 2015 / 4 / 9 - 14:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تأريخية المجتمع العراقي (ج1)

تشكل صور التأريخ البشري بشقيه المدون والمرتسم في الضمير الإنساني مصدر مهم وأساسي لدراسة الكائن الأجتماعي الأول وهو الإنسان, على أنه في النهاية هو مجرد مسيرة سلوكه وتعامله وأثره على سجل الزمن والواقع وقد يكون هذا السلوك مختار على أن يكون بهذه الصورة أو قد يكون أيضا رد فعل لوجوده الطبيعي ,وفي كلا الحالين لا يمكن فصل حركة التأريخ عن الإنسان ومستقبله .
من الأراء المهمة والتي لدى معتقديها قناعة علمية مقبولة أن علم الأجتماع في الحقيقة هو قراءة تفكيكية إستقصائية لتأريخ الإنسان كفعل سلوكي جمعي من زواية التفسير الفلسفي والتحليل النفسيى بأستخدام منهج الملاحظة والأستقراء للوصول لأفكار قياسية نسبية تغطي بشكل عام غالب الظاهرة التأريخية على أنها مما نتاج مما يتوقع أن يفعله أو فعله الإنسان كونه كائن عاقل واعي منتج وخالق ومتطور ويسعى لنيل التقدير .
هذه القراءة الإكتشافية تقودنا حتما إلى البحث عن أتجاهات محددة ,إتجاهات تؤشر لخطوط عامة وأنماط رأسية وأسية حاكمة من خلالها يمكن لنا أن نرسم صورة لهذا المجتمع أو ذاك مؤشرا بها عناوين وعلامات توضيحية وإرشادية ,بالمجمل يمكننا فيها أن نعمل على تجسيم مقاربات ونظرات عامة تصلح مع تكرار القراءة وإعادتها في كل مرة لتتحول في النهاية لقواعد نظرية عامة تصلح بما يشبه المعيارية القياسية لتكون ممكنة التطبيق والتكرار في أكثر من مكان وفي مختلف الأزمنة
إذا لا بد لنا من إعادة قراءة السيرورة الحدثية وفهم التأريخ كموضوع مستقل وحيادي على طريقة فهم الفلاسفة والسلوكيين التحليليين في تفكيك القضية الإشكالية لنصل لحقيقة ودوافع وقواعد المباعث والحوافز الأصلية له ,وقبل الكتابة عن المجتمع الإنساني وبالذات المجتمع العراقي الذي تتداخل في وجدانه روحية التاريخ وجغرافية الحاضر ورؤية المستقبل لحقيقة بسيطة أن مفهوم التاريخ مفهوم نمطي عراقي بأمتياز تعاطيا وتأثيرا وحضورا في تركيب الشخصية الإنسانية العراقية .
الشخصية التي منحت وجودها في الزمن الماضي لتكون الطليعة الحضارية والوجه المشرق الأول من الأداء الوظيفي للكائن الواعي المتعقل الخالق بما يمتلك من فرادة في التوافق بينها وبين المكان والزمان ,فحولت حيرة الإنسان من المجهول وتردده في الأقتحام ,من الحاجة لشيء ما من النقص والتناقص في الملائمة بين الوجود والحاجة لرابط يجمع المحددات الثلاث لحالة خلق وتصوير وحدوث فذ, فأبدعت أولى شرارات الأجتماع الإنساني وتحول اللا نظام إلى مصفوفة من العلائق والروابط التي تراعي وتهتم بالإنسان كمجتمع منظم وواع وتقنين الهاجس التحرري بروح التوافق الطبيعي مع الأنا الذاتية والـ"نحن" المسئول.
هذا الترابط الوجداني التأريخي بين الإنسان كمجتمع وبين الزمن كشاخص ينتصب في وسط هذا الوجدان أضفى على الشخصية نوعا من الإشكالية المزعزعة في الوعي العميق, فهو لا يمكنه الهروب من تأريخه وتجاوز المأساة الحدوثية ولا يحاول أن يعيد تفهم المسألة من أول نقطة محددة بتسائل أولي "هي لماذا أصبح التأريخ شاخصة ذكروية معرقله ومؤلمة في وعيه الدفين"؟ ,لا سيما وأن الألم التأريخي لم يكن فريدا في حياة الشعوب والأمم الأخرى عام ولكن عنده يتميز بنكهة خاصة في الذاكرة الجمعية العراقية المأزومة به .
هل يمكننا إذا أن نجزم بقول لا يمكن للشخصية المجتمعية العراقية أن تتجاوز التأريخية في التعاطي مع الواقع ما لم يتصدر هذا المسعى فهم مقنع وعلمي يؤشر قيمة الألم المكنون والمدخر والمستحضر في كل مرة بمرارة في السلوك الطبيعي العراقي ويشرح تداعيات هذا الواقع وعلاتها مما يخفف من غلواء التفاعل مع جذر الذكرى والعودة في كل مرة لجلدها بقسوة ,لقد كان الألم العميق عنوان وشعار التأريخ عراقيا وعندما تتذكر أحدهما يبرز الأخر منتفضا من الوعي ليثور في عاصفة من التداعيات التي تقف في كل مرة بوجه مشروع مغادرة التأريخ و تجاوز حالة الألم ,ولسبب بسيط عندما يتسائل العراقي لماذا حدث الذي حدث هنا في الذات بهكذا المكان دون سواه يقف حائرا لا يملك تبرير علمي ولا يجد رد مقنع.
السؤال هنا من أين تكمن مصدرية هذا الكلام وما هي مصاديقه الواقعية لو كان حقيقة أو نفترض أنها كذلك, الجواب ذا شقين نتحدث عن المصاديق أولا, لو بحثنا في أي موضوع فكري أو علمي أو فني كائنا ما كان سنتلمس شيئين مهمين فيه أولا الإسقاط التأريخي للدلالات وثانيا نبرة الألم والحسرة التي تكتسي التعابير المجسدة للفكرة ,من خلال ما ينتج من العقل العراقي ,الغناء الرسم النحت الشعر وحتى على مستوى الأداء اليومي لمشاغل الإنسان نجد أن هذه النبرة حاضرة بقوة.
تمسك العراقي بالشاخصة التأريخية ليس تمسكا لا واعيا ولا غير مباشر يتدفق تلقائيا فقط ,بل وحتى لو أراد أن يمارس فرحه الطبيعي بوعي تام ومختار وإرادي سينتقي مفردات تأريخية ذات دلالات تعبيرية حزينة وبكل إسقاطاتها المؤلمه ليعبر بها عن ذاكرته ومفهومه الخاص للفرح ,إنه يتمسك بالتأريخي طبيعيا لأنه يعتبر أن فكرة مغادرة سطح التأريخ تعني ضياعه وإنقطاع عن وجوده ,لذا فهو مثلا محافظ ومتباهي بالنسب العنصري الممتد لزمن بعيد, ويعتبر الأخر المتواجد من غير نسب أو صلة ماضوية أقل قيمة أجتماعية منه وإن لم يصرح بذلك لأن النسب عنده دلالة تأريخه الجذوري وحضوره الوجودي .
البعض يعيب على العراقي هذه الخصيصة وبعتبرها جزء من تخلف العقل وتجمده بمرحلة وصفية ماتت وتلاشت, أو عدم أستطاعة لمجاراته للواقع الزمني والتكيف مع الجديد, أو يبرره على أنه هروب من الحاضر وأختباء في زوايا قديمة منه ,وقد يفسر أيضا على أنه أنتماء للهوية التي تلتصق بنقطة زمنية ويستكين عندها ليمارس التقاعس لأن العجز والملل سرعان ما يصيب أي حركة أجتماعية في الواقع العراقي , أخرون يرون أنها نوع من الفصام الأجتماعي المعبر عن إنهزام من مواجهة الواقع ومحاولة للهروب للخلف كلما حاصر الزمن المجتمع بأستحقاق حي .
كل هذه العناوين فيما يبدو للقارئ والمطلع على الشخصية العراقية يجدها متطابقة مع الظواهر والإنفعات والمجسدة في الكثير من السلوكيات العامة, وحده الباحث الأجتماعي المتعمق الذي يدرس الظاهرة مرتبطة بأسبابها وعلاتها ومعطياتها مع المقارنة بمجاميع ومجتمعات بشرية يمكنه أن يحسم الجواب العلمي, أما المظاهر الشكلية العامة والملاحظات الفوقية تكشف حالة ولكن لا يمكن أن تبررها أو حتى تعط حكما منصفا ذا جدارة بالأخذ به كنتيجة أجتماعية تتلقى شيء من القبول العلمي



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأريخية المجتمع العراقي (ج2) دراسة في علم الأجتماع النفسي
- أمنيات بين الأحياء والأموات
- الشرطي عريف 14 ج1
- الشرطي عريف 14 ج2
- حروف بطعم الإنسان
- تراتيل أعظمية
- الشرطي عريف 13 ج1
- الشرطي عريف 13 ج2
- الشرطي عريف 12 ج1
- الشرطي عريف 12 ج2
- الشرطي عريف 11ج1
- الشرطي عريف 11 ج2
- الشرطي عريف 10 ج1
- الشرطي عريف10ج2
- نصوص صوفية بطعم الحرية
- الشرطي عريف 9 ج2
- الشرطي عريف 9 ج1
- الأدب والفن وعلم الأجتماع
- الشرطي عريف 8 ج1
- الشرطي عريف 8ج2


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تأريخية المجتمع العراقي (ج1) دراسة في علم الأجتماع النفسي