مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 4771 - 2015 / 4 / 8 - 13:13
المحور:
الادب والفن
(1)
هل يُعقل ...
رجلٌ أفتدى وطنا َ
بعماله ِ وفلاحيه ِ.. سجنائه ..نسائه ..أطفاله ِ
وأفتدى النخيل والبلوط والاهوار
وشغيلة فكرٍ ..مجانين رؤيا ..ناظرين الى
النجوم..
هل يعقل
الرجل الذي افتدى عراقه ُ
بفقراته العنقية
هل يعقل..؟
مايزال في حديقة الغرباء..؟
(2)
أسريت ُ إليهِ في ليلة ٍ
كان الليل ُ يخيط السماء َ بالأرض..
الأحجار تتبخر
غمرني صمت ٌ أعمق من الصمت ِ
تفتحّتْ البوابة ُ كوردة ِ الصباح
رأيت ُ سماءً على العشب
رأيتهن قطوفا دانية ً
الزهرة..المشتري..عطارد..المريخ..زحل.. نبتون..اورانوس..
أختضتْ دغلة ٌ وانكشفت عن رفرفة الفضة والياقوت والدر
فرأيته ُ كما يفتح أزرار قميصه ُ : يفتح قبرهُ
دنوتُ منه وهمسته ُ : ماذا تفعل ياسيد القمح البعيد ؟
تأملني فأعشوشبت روحي القاحلة، ثم دنا فصرت ُ قاب قلبين أو أدنى..ثم خاطبني
إنني يا إبن مسعود..كلما أليل الليل أبحث ُ عن رجل ٍ
لايسكن ..
هذا القبر..
منذ 14
شباط 1949
(3)
الأيام التي طالبتنا بالنظافة ،هي التي
قادتنا الى الحمّام
:حممتنا ..غسلت ْ ملابسنا .. كومتها ..ثم غادرت..
كم المسافة بين الفعلين غَادَرَ / غَدَرَ ..؟!
هل ذهبت الأيام لتشتري حبال غسيل ..؟!
لماذا لم تمنح نظافتنا ،ملابس أخرى ؟
الى كم ونحن في الحمّام ؟
أ نغادره ُ عرايا..؟
متى....؟
متى تستيقظ ملابسنا بنسختها الاولى ؟
(4)
في هذا العراق المراق بِلا سببٍ..
كأننا ملابس شتوية ...
تتباطىء وهي تدوسنا بمكواتها : سلحفاة النار ..
عمود الخيمة : صار منسفحا ً مثل قماشها ..
لحظتها : الحياء كان يتمطى بنقاهته ِوالوحش يرّبي حروبه ُ
بلحوم أولادنا ..
يرّبي مخالبه ُ: بختان حوريات عراقيات ..
كلما أزداد السواد ذهبا ً
تقلصت سقوفنا ..
وأتسعت موائد الجوار
(5)
على جلودنا تزحف سلحفاة النار ..
لهم ...
عرب آيدل ..
الفضائيات المشفرّة ..
سفاري ...
المناطيد الملونة ..
الكواسر الملجومة
صفو السماء الجديدة
أكواخ سويسرا
نزهة اللوفر ..
ترقيق اصوات الرجال
ولنا السعادة
في الشهادة ..
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟