ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 23:31
المحور:
الادب والفن
يا ربي يا حبيبي
يا أمي ويا أبي
إنك لبرحمتك قد أطفأت نارك
قلت لها كوني بردا وسلاما
وحرّمت عليها أجساد الآثمين من أبنائك
وأن تكون لأحد منهم مستقرا ومقاما
بك أقسم أنك لم تقسم لتملأنها من خلقك أجمعين
كما هم يدعون أو يتوهمون
بل ما سمحت لها لتنطق هل من مزيد
كيف
وما دخلها أحد
كي تُسأل أن هل امتلأتِ فتجيب
لأنها لم تكن كي تُسأل فتجيب
بل ما هي بنارك
بل ما كانت
وما كانت لتكون
إذ ما كان لشيء
من غير أن تقول له كن
أن يكون
وما قلت قط لشيء اسمه جهنم
أو نار
أو سقر
أو جحيم
كن ليكون
فما أطول أناتك على الذين عليك يفترون
تملكوك
احتكروك
استرقّوك
سجنوك
ادعوا أو توهموا توحيدك
وما كانوا لك موحدين
فهم الذين هشموا الظاهر والمرئي
من الأوثان والأصنام
لينصبوا الباطن واللامرئي
من الأوثان والأصنام
نصبوا أنفسهم
آلهة تعبد من دونك
نصبوا أديانهم ومذاهبهم وكتبهم وشرائعهم
آلهة تعبد من دونك
منهم من ادعى أنه خليلك
الذي تزوره في منامه
ومنهم من ادعى أنه كليمك
الذي تتجلى له وتسامره
ومنهم من ادعى أنه ابنك
أو أنك أنت هو
وأنه هو أنت
ومنهم من تواضع وتذلل لك ظاهرا
وعلا عليك باطنا
فقال ما هو إلا عبدك
وأنه حبيبك ومصطفاك
طاعته طاعتك
ومعصيته معصيتك
حلاله حلالك
وحرامه حرامك
وفروضه فروضك
وسننه سننك
ومكروهاته مكروهاتك
قال هو عبدك
بينما قد عبّدك لنفسه
فجعل طاعته فوق طاعتك
وعبادتك الظاهرة إنما هي عبادته الباطنة
فعبّد في الظاهر الناس
لك وحدك لا شريك لك
وفي الباطن كان قد عبّدهم لنفسه
له وحده لا شريك له
فكان في الحقيقة هو الله
الذي لا إله إلا هو
وحده لا شريك له
وجعلك عبده ورسوله
فقاتل وقتل وسبا واسترق في سبيل نفسه
جاعلا ذلك في الظاهر في سبيلك
وما هو في سبيلك
ولا في رضاك
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟