|
4. تركيا و أيران وجهان لعملة واحدة
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 09:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تنويه : سأوجه بعض الرسائل - ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل محددة موجهة مختصرة ، سأنشرها بين فينة و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .
الموضوع : الموقف الأقليمي / العربي ، تتجاذبه دولتان أفضلهما أسوأ من الثانية ، تركيا و أيران ، هاتان الدولتان تنظران الى مصالحهما السياسية و الاقتصادية والى نهجهما المذهبي أكثر من المصالح العربية ، ولم تكن يوما من الأيام تنظران الى الهم و الغم العربي ألا من خلال الستراتيجية و الأيدولوجية اللتان تؤمنا بها ، فالأهداف التي تسعى أليها بعيدة كل البعد عن الأهداف التي تأمل العرب في تحقيقها ، وذلك لأختلاف السبل و الطرق و الأفكار و الأهداف عن الدول العربية من جهة و بين " تركيا و أيران " / كوحدة واحدة ، من جهة ثانية ، أضافة الى أختلاف هذه العوامل بين تركيا و أيران / كدولتين ، من جهة ثالثة .. : - فتركيا العثمانية ، التي بنى وجودها الحديث ، مصطفى كمال أتاتورك ( ولد في 19 مايو 1881 - توفي 10 نوفمبر 1938 ) ، والذي قاد الحركة التركية الوطنية في أعقاب الحرب العالمية الأولى ، وأوقع الهزيمة باليونانيين في الحرب التركية اليونانية عام 1922 ... وبعد انسحاب قوات الحلفاء من الأراضي التركية جعل عاصمته مدينة أنقرة ، وأسس جمهورية تركيا الحديثة ، فألغى الخلافة الإسلامية وأعلن علمانية الدولة / بكل مفاهيمها الأجتماعية والدينية والسياسية ..، ومن أبرز أعماله منح حقوق الملكية لكافة المواطنين وليس للاقطاعين ، وكانت تركيا بعهده من أكثر دول العالم أزدهارا وتقدما ... - أما أيران الفارسية ، التي كان أخر ملوكها / الشاهنشاه ، محمد رضا بهلوي ( ولد في 26 أكتوبر 1919 وتوفى 27 يوليو 1980 ) ، الذي كان من أبرز أنجازاته أنه عمل على تقطيع الأراضي الزراعية الكبيرة واستحداث أراضي صغيرة كي يستفيد منها 4 ملايين فلاح إيراني ، السماح للمرأة بالتصويت .. وأنعكست الإصلاحات الزراعية التي قام بها الشاه بهلوي بشكل إيجابي على الاقتصاد الإيراني ، وكانت فترة ستينات وسبعينات القرن العشرين فترة انتعاش للاقتصادي الإيراني الذي لم يسبق له مثيل ، وكان محمد بهلوي آخر شاه يحكم إيران قبل الثورة الإسلامية عام 1979 و قبل بروز عهد حكم الملالي ...
الرسالة : 1. سابقا / السياستين التركية و الأيرانية منذ عهدي أتاتورك و الشاه بهلوي ، لم يكن لهما أي مواقف أيجابية تجاه العرب ، منذ الحرب العالمية الأولى و ألى نهاية عهديهما ، وكانت الدول العربية الأكثر تضررا من سياستهما المتشددة تجاه العرب كقومية .. 2. فتركيا الحالية ، وليدة السلطنة العثمانية الغابرة ، ورئيسها الحالي / الأسلامي ، رجب طيب أردوغان ، تسعى لدور أسلامي سني في المنطقة ، وتأمل في أعادة الحلم العثماني وفرضه من جديد عربيا ، والذي أصبح هدفا من الأستحالة تحقيقه .. وتنهج تركيا دورا عربيا مشبوها ، فمن طرف أنها تدعم سياسيا و ماديا و أعلاميا .. الجماعات الأسلامية كالأخوان المسلمين بشكل عام وأخوان مصر بشكل خاص / هذه الجماعة التي تحاول أحراق مصر العربية التي مزقت كفن الأخوان في ثورة 30 يونيو 2013 ، ومن طرف ثان تشكل تركيا للأرهاب ممرا أمنا الى سوريا ، حيث لتركيا دورا مدمرا متفاقما في تحطيم الدولة السورية ، وأضعافها قدر الأمكان ، وذلك من خلال دعمها للمنظمات الأرهابية وقوى المعارضة السورية التي لم تؤمن بالحل السياسي والتي لها في كل يوم توجه وقيادة يختلف عن اليوم الأخر ، وتدعي تركيا من طرف ثالث ظاهريا محاربة الأرهاب المتمثل بداعش ، وهي العمق الفعلي له ، وفي العراق تركيا تلعب دورا سياسيا من خلال دعمها لبعض السياسيين العراقيين / السنة خاصة ، متمثلا بطارق الهاشمي المقيم على أراضيها أضافة لأل النجيفي وأخرين ... أضافة الى دور أستراتيجي مكشوف مع قطر ضد الأمارات ومصر والسعودية و البحرين ، الذي أنفكت عقده / نوعا ما ، مؤخرا ! 3. أما أيران ، فلو نظرنا الى الماضي القريب وتذكرنا قول " الخميني " بمناسبة وقف الحرب العراقية الأيرانية 1980- 1988 / الذي يلخص القضية ، ويجيب عن أي تساؤل ، حيث قال ( إنني أقبل بوقف إطلاق النار كما لو إنني أتجرع سما زعافا ) ، أرى من معنى هذا القول دلالة عنصرية محورية لموقف الخميني تجاه العراق ككل ، الذي كانت قواته العسكرية ، أي العراق ، " جيشا وميليشيات / الجيش الشعبي " غالبيته من الشيعة ، الشيعة العرب ، ولكن " الخميني " لم ينظر الى وقف الحرب من هذا المنظور ، لحقن دماء الشيعة بشكل أو بأخر ، بل كان ينظر ألى الحرب من منظور فارسي وليس مذهبي ! لذا كان رافضا لأي وقف لاطلاق النار بين البلدين ... و الأن أيران تحقق ما لم تحققه في عهدي صدام حسين و الخميني ، فهي تمارس دورا تخريبيا دمويا تدميريا ، ليس ضد سنة العراق فحسب ، بل ضد كل ما هو عراقي ، والحكام الجدد/ متفرقون ، لا قرار يجمعهم ولا أستقلالية في نظامهم ، وذلك لأنعدام التوجه الوطني تجاه الشعب العراقي . أيران التي بذراعها الممتد عقائديا و عسكريا في لبنان / حزب الله ، تسيطر على جنوبه كاملا ، ويؤمن حزب الله بولاية الفقيه المطبقة فقهيا في أيران ، التي ينهجها الأمام الخامنئي / والخميني سابقا .. أضافة الى وجود للدور الأيراني الداعم للحوثيين في اليمن ، الذي جوبه مؤخرا بمجابهة خليجية عسكرية ، رادعة بأسم " عاصفة الحزم " ، مع تأثير أيراني في البحرين .. أضافة الى دور مذهبي في نشر التشيع عربيا ، خاصة في مصر وغيرها .. كما تمارس ايران دعما قويا غير محدودا لسوريا عسكريا ولوجستيا وأعلاميا ، وأيران لها تواجدا محسوسا في أرتيريا ! . 4. الدول العربية الأن تفتقد لمنظمة تقودها ، كمثل دور الأتحاد الأوربي أوربيا ، وجامعة الدول العربية أضعف من أن تكون ليس قائدا بل حتى موجها ومنسقا للدول العربية ، ولهذا الضعف العربي يبرز الدور التركي و الأيراني / كرد فعل ، بتنسيق من هنا أو هناك عربيا ، أضافة لبعض الدعم الدولي ، اذن الدور التركي الايراني ، بل التدخل التركي الأيراني عربيا ، جاء نتيجة للضعف العربي ، وأكبر مثال على ذلك تدخل ايران في العراق و اليمن ولبنان ، ودور تركيا في سوريا ومصر ، على سبيل المثال وليس الحصر .. 5. هناك أدوار وتدخلات سعودية قطرية / لا تخدم القضية العربية ، وذلك في دعم المعارضة السورية ، بدل من توجيه المعارضة نحو الحوار و الحل السلمي مع النظام السوري ، والأصرار السعودي القطري على أسقاط النظام السوري لا يصب في مصلحة الشعب السوري تحديدا و العرب عامة ، خاصة وأن الأزمة السورية تدخل عامها الرابع ، وليس من المنطق والعقلنة السياسية من تأكيد السعودية وقطر / في مؤتمر شرم الشيخ 16.03.2015 ، بكلمة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز ووزير خارجيته سعود الفيصل ، أضافة الى كلمة أمير قطر تميم بن حمد ، على مواصلة نفس النهج السابق في أسقاط النظام بعيدا عن الحوار ! ، وبهذا فأن الدور السعودي القطري يتطابق ستراتيجيا مع الدور التركي . 6. غياب دور العراق القيادي السابق عربيا ، بقى شاغرا ، بالرغم من سقطاته الكارثية في أحتلال الكويت ... هذا الدور لا يجدي أشغاله / مثلا ، سعوديا وذلك للمذهب الوهابي الذي تدين به السعودية ، المكفر لاكثر العالم وغير ذلك.. ! ولا ينفع لقطر لأنها أصغر من هذا .. أذن لا بد من دولة لها ثقل عسكري و فكري وقومي ومد جماهيري مع أرث حضاري ، وأرى أن هذا التوصيف ينطبق في الوقت الحاضر على مصر . ختام الرسالة : أن الدور القيادي أو الموجه عربيا ، ليس من الواجب أن تكون دولة بحد ذاتها ، ممكن أن تكون أكثر من دولة ، مثلا هيئة دول ، ولكن يجب أن تكون هيئة غير نمطية أو مكررة لمفهوم جامعة الدول العربية ، وأن تكون ذات قبول عربي بعيدة في نهجها عن الأصولية و عن المفهوم الضيق للستراتيجية العربية المتوافق مع مصلحة كل الدول العربية ..، كل هذا من أجل أبعاد تركيا و أيران عن القضايا العربية لأنه شأن عربي وليس شأنا عثمانيا أو فارسيا !
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- عاصفة الحزم - .. و صراع القوى
-
3. مصر .. حريق / الأخوان المسلمين ، متى ينتهي !
-
نجيب سرور .. والجلد الدموي للذات
-
2. أهل الجنة .. ومشكلة اللغة العربية !
-
1 . تركيا و قطر .. الى أين !
-
من يوميات ... ( الفتاة X )
-
قراءة للحديث النبوي - لقد جئتكم بالذبح - .. مع أشارة لذبح دا
...
-
سلوك داعش .. في ميزان التحليل النفسي / مع أشارة الى حرق الطي
...
-
الأخوان المسلمين ... صعود مثير و سقوط مدوي
-
السعودية تجلد الكلمة الحرة / الناشط - رائف بدوي
-
قراءة في ... الجهاد و الديمقراطية
-
تساؤلات في الألحاد / الجزء الثاني
-
تساؤلات ... في الألحاد / بحث مختصر - الجزء الأول
-
العراق يصرخ صرخة يوليوس قيصر / حين أغتياله .. - حتى أنت يابر
...
-
الأميرة و الطوق
-
قراءة ... في منشور داعش لأهالي الموصل / 12.12.2014 ( شرعنة أ
...
-
دعوة لقيام .. - ثورة للمقهورين - في العراق
-
داعش و البعث .. تكتيك خريفي لم يرى الربيع
-
تركيا العلمانية ... تلد أردوغان الأسلامي
-
المنظمات الجهادية ... وثقافة القتل
المزيد.....
-
إصابة العشرات بعد إطلاق صواريخ من لبنان على الجولان.. وبيان
...
-
السعودية: وزارة الداخلية تعدم الأكلبي قصاصا.. وتكشف كيف قتل
...
-
-كتائب القسام- تتصدى لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي في محور ا
...
-
سترانا: إحراق مركبة عسكرية أخرى في كييف
-
-لقد ضربوا حلفاءهم-.. سيناتور أمريكي سابق يتحدث عن تفجير -ال
...
-
أولمبياد باريس 2024: خطأ فادح يخلط بين كوريا الجنوبية والشما
...
-
-سرايا القدس- تعرض مشاهد من استهداف جنود وآليات إسرائيلية شر
...
-
مصر تضغط.. نحو صفقة لإسرائيل مع حماس
-
مجموعة مستوطنين تعتدي على قرية برقا الفلسطينية بالضفة الغربي
...
-
ليتوانيا تعلن تسلمها أسلحة ثقيلة بقيمة 3 ملايين يورو قبل نها
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|