احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 01:23
المحور:
الادب والفن
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة قصيرة
هروب شيطان ..
بقلم /احمد الحمد المندلاوي
**كان الزوج منهكاً في الكتابة بين كومة من الأوراق و المسودات في غرفة متواضعة مطلة على حديقة المنزل ، فاجأه صوت زوجته الحسناء حين قالت له بلغة ذات نكهة لطيفة هادئة:
- هل ذهبوا ؟
انتبه الزوج على صدى هذه الكلمة العجيبة ،ليقول لها بذهول:
- من هم ؟
- جماعتك يا سيدي الأديب .أليس كذلك!!
- ما القصة! و من هم الجماعة؟
- عجيب .. الذين كانوا معك هنا .. تتحدث معهم و يتحدثون معك ؛بالإشارة حيناً و بصوت واضح أحياناً أخرى.
- أنتِ يا عزيزتي تقولين شيئاً غريباً.
- أنا !!
- نعم أنتِ .
- بل كانوا معك حقاً، والدليل على ذلك أنَّك لم تنبه إليَّ ؛و لم تنصت الى حديثي معك .. رغم ما بيننا من أواصر المحبة و المودة .
- حسناً .. حسناً . ما كنتُ أقول ، بل كنا نقول على زعمك؟؟.
- تقول فاعلٌ ؛ فاعلاتٌ ؛فعلٌ و هكذا غيرها من فعل معل ..
- الزوج مذهولاً :
- و ماذا بعد؟
- بشكل شبه غاضبة مع ابتسامة ساخرة.
- دعنْي أذهبْ الى المطبخ لأعمل لك كوباً ساخناً طيباً من شاي محمود لتهدأ أعصابك،أحسن بكثير من الحديث عن الشخبطات فعل معل .
- لا لا تذهبي ... كلامك هذا عن الجماعة و الفعل معل (كم تزعمين) أطيب بكثيرٍ من الشاي .. هذا ما كنتُ ابحثه فيك منذ سنين طوال..
- لو كنتُ أعلم ذلك و ما له من متعلقاتٍ؛ ما تحدثتُ قط!! و لطالما رأيتك بهذا الوضع ؛و أنا أسدل الستار عن الكلام..و لكن ما دفعني الى هذا الحديث ،هو شيطان الشعر؛كما تقول أنتَ مراراً .
الزوج أكثر ذهولاً :
- ها ..ها الآن فهمتُ إنهم شياطين الشعر؛هم الذين كانوا معي .. أنتِ على صواب.. وأنا أضع أساسيات قصيدة أنوي كتابتها ،في ذم (داعش) ؛ و لكن هربوا مني هذه المرة ، و فرّوا بلا عودة ، لأنهم يكرهون (داعش) ،فهم يرون أنفسهم أفضل بكثير من هذه الثلة القذرة!!
...
أحمد الحمد المندلاوي
5/4/2015م - بغداد
ـــــــــــــــــ
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟