أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - لصقة جونسون وكراسي الحكام العرب














المزيد.....

لصقة جونسون وكراسي الحكام العرب


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1327 - 2005 / 9 / 24 - 06:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اضافت لصقة جونسون الامريكية حينها شهرة الى شهرتها العالمية عندما أُشيع عن وجودها كمادة سرية تدخل في تصنيع كراسي الحكام العرب حتى ان البعض ربما بدأ في إجراء الحسابات والبحوث لمعرفة علاقة مفعول اللصقة مع الزمن والسفر اي المسافة بين الحاكم والكرسي فقد اثبتت الوقائع مثلا ان عزوف الحاكم عن السفر لمدة طويلة يجعل مفعول اللصقة رهيبا يستوجب قيام اكثر من مئة وخمسين الف جندي امريكي وتحالف دولي لفصل الحاكم عن الكرسي في حين تمكنت ثلة من الضباط والجنود في موريتانيا من تحقيق ذلك ببساطة بعد ان فقدت مؤخرة الحاكم الاتصال بالكرسي اثر اضمحلال مفعول اللصقة بسبب بعد المسافة بين نواكشوط والرياض.

ان مرض عشق السلطة والاعتقاد بان وظائف الخط الاول كالرئاسة والوزارة هي وظائف شأنها شان الوظائف الاخرى يحق للمرء ان يقضي فيها جُلً عمره الوظيفي من لحظة اقتناصها وحتى سن التقاعد الذي يعني الموت في اغلب الاحيان , نقول ان هذا المرض و ذلك الاعتقاد كان على الدوام ولازال احد الاورام المؤذية في جسم النظام العربي التي شلًت هذا النظام وافقدته اية قدرة على الرقي بامكانياته او حتى تنظيم الامكانيات المتاحة ناهيكم عن ان ذلك اساسا مثًل ويمثل سرقة علنية ومصادرة مسبوقة لحقوق الاجيال بمعنى ان يتمتع كل جيل بحقه الطبيعي في ان يُفرز قادة من بين صفوفه.

ربما يكون الدستور الفرنسي مثالا يحتذى في عالم الديموقراطية ومع ذلك فان طائفة مهمة من الفرنسيين يُسجلون عليه انه يسمح لرئيس الجمهورية بالبقاء في الاليزيه لمدة سبع سنوات قابلة للتجديد في حالة فوزه بولاية جديدة وبهذا يصبح الفرنسي مجبرا على التعامل مع ذلك الصوت وتلك الصورة والتهام تلك الوجبة المملة لمدة اربعة عشرعاما بلياليها ونهاراتها. ربما يكون الرئيس الفرنسي هو اول من يحس بشعور مواطنه فيحاول دائما وبمناسبة وبغير مناسبة ان يخرج الى شعبه بوجه بشوش ضحوك عسى ولعل ذلك يلعب دور مشروب غازي يساعد معدة الفرنسي على تقبل تلك الوجبة. وكذلك في الدستور الامريكي حيث لايتحمل المواطن الامريكي رؤية رئيسه في البيت الابيض يوما واحدا اكثر من المدة القصوى التي هي ثمان سنوات. بل انني اعتقد جازما ان هذا السبب هو الذي ترك شعوب الدول الاوربية التي تقوم على النظام الملكي تقيًد العرش وملحقاته بهالة رمزية فقط.

اما في بلداننا العربية حيث قسم من حكامنا تسللوا الى قصر الرئاسة في غفلة من الزمن او في ساعات الفجر الاولى عندما كان الناس نيام بينما ورثها القسم الاخردون كلل او تعب, وبالرغم من ان الفئتان تبيح لنفسها حق تغيير الاثاث والقصوروطبعا الزوجة عندما تصاب بالضجر او الملل او ربما رغبة في تجربة الجديد فقط إلا ان هؤلاء جميعا يُنكرون على الرعية حق المطالبة بتغييرهم بل ان جيش المتملقين المتجحفلين معهم على كامل الاستعداد ليلصق تهمة الخيانة العظمى لكل من تسول له نفسه البوح بذلك بل الانكى من كل هذا حيث نرى هؤلاء الحكام الذين سئم المواطن النظر في وجوهم يخرجون على الناس بوجوه عابسة وكأنهم اصحاب فضل كبير ويعملون في مناصبهم بالاكراه.

ربما تكون الانتخابات المصرية مثالا صارخا يظهرفيها زيف النظام العربي وقدرته الخارقة على اختراع اي اسلوب ميكافيلي يهدف التشبث بالسلطة وتسويف اية ممارسة ديموقراطية ولان مصر كانت دوما الرائدة في العالم العربي لذلك من المتوقع ان تنتقل مهزلة مسرحية الانتخابات المصرية الى باقي الاقطار العربية حيث سيتسابق باقي الحكام الى اعتماد الوصفة الجديدة لتحل محل الاستفتاءات المقيتة كمًا اخر من السنين الى ان يشاء الله امرا كان مكتوبا.

كان عُمْر ايمن نور المنافس الرئيسي للرئيس المصري حسني مبارك لايتجاوز العشر سنوات عندما عين السادات حسني مبارك رسميا نائبا له وكان ايمن نور ربما لازال يلعب الكرة في ازقة الحي مع اصدقائه عندما اعتلى مبارك سدة الرئاسة اثر اغتيال السادات. وعندما تمكن مبارك من السيطرة كليا على الوضع الداخلي ونجح في تكوين حاشية كبيرة خاصة به من المتملقيين وبدأ يلعب دورا محوريا على الصعيدين الاقليمي والدولي كما ظهر في حرب الخليج الاولى عام 1991 كان ايمن نور انذاك ربما مشغولا بغزل ومعاكسة فتاة الجيران وخلاصة القول ان العمر السياسي الفعلي لهذا السياسي كبديل مطروح للرئيس المصري لايكاد يتجاوز عاما واحدا بينما تتجاوز مدة الوجود الفعلي في الموقع الاول للرئيس حسني مبارك عتبة اليوبيل الفضي مع كل ما يترتب على ذلك من قدرة فائقة على التحشيد وامكانيات هائلة واقلام رخيصة مقابل مثيلاتها المتواضعة التي يتمتع بها منافسه. ومع ذلك وتجنبا لاية مفاجأة فقد حرص جمال مبارك الذي ادار فعليا حملة الانتخابات ان يسوٍق والده على انه رمز للشباب من خلال الشعر المصبوغ بالاسود الداكن والتخلي عن ربطة العنق والاستغناء عنها بقميص شبابي وربما فكًر جمال جديا اذا استوجب الامر ان ياخذ والده الى احد نوادي الديسكو. ان الشرط الاساسي لاية انتخابات نزيهة هو تكافؤ الفرص فيها ولذلك فان نجاح مبارك في الانتخابات الاخيرة لايعدو عن كونه حصول رجل في الخمسين على علامات عالية في امتحانات الصف الاول الابتدائي او نجاح قطة سمينة متمرسة في التهام قطعة لحم صغيرة. ترى هل احتفل حقا وفرح مبارك في سرٍه بانتصاره؟! لانقول ذلك كرها للرئيس مبارك وتحيزا لغريمه انما اسفا وحزنا على القيم الديمقراطية التي شُيعت الى مثواها الاخير قبل ان تُعمًد.

لقد حاول نوبل ان يُكَفٍرعن نفسه فوضع جائزة لمن يفعل خيرا للانسانية وعلى نفس المنوال فان الولايات المتحدة وهي الدولة المصنعة للصقة جونسون قد بدات الشعور بالذنب لما احدثته لصقتها اللعينة بشعوب العالم , ولكن شتان مابين جائزة نوبل ومابين الطريقة التي اختارتها الادارة الامريكية لمعالجة معضلة اللصقة.





#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران والولايات المتحدة - هل نسمع صافرة الحَكَمْ قريبا ؟
- العراق – خياران أحلاهما علقم
- جون قرنق – مكتوبٌ لاحَظََّ للفقراء
- بَين إبلحد ويونادَم راحَتْ فْلوسَكْ يا صابر
- وزارة الدكتور الجعفري في النَفَس الاخير
- وحدويون مخلصون على انغام ما يطلبه المشاهدون
- كتابة الدستور – جرعة الكوكايين الجديدة
- من قال ان لجنة البيئة ليست كشخة و أُبَهَة ؟
- العراق --- مزرعة تسمين القطط
- من النقل الى المهجَرين الى العلوم والتكنولوجيا— الكير على ال ...
- وزارة الجعفري – وفرة في الخصوم والاعداء وشحة في الانتماء وال ...
- مفاقس الاحزاب وفراخها المنغولية
- ولي العهد السعودي – بابا النفط في زياراته الرسولية
- سياسة الإقصاء – زمن ضائع ونتائج مريرة
- كل الوزارات ومن ضِمنها البيئة - سيادية -
- الولاء المطلق والمعارضة المطلقة – المرض القاتل
- تعالَ نلعب اللوتو
- رحيل البابا ومفعول اسلحة الحب الشامل
- جلال الطالباني ومكافأة نهاية الخدمة
- العلم والنشيد الوطني واغاني نانسي عجرم


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - لصقة جونسون وكراسي الحكام العرب