أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء الهندي - لنفترض التحرير، ولكن ماذا مع الفساد..؟.‎















المزيد.....


لنفترض التحرير، ولكن ماذا مع الفساد..؟.‎


صفاء الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنفترض تحرّرت المدن، تكريت والانبار والموصل وكل المناطق العراقية المحتلّة من قبل (داعش)، ومؤكّد سيكون هذا التحرير بفضل صديق العراق الدائم، العزيزة المحرّرة صاحبة الفتوحات (الصليبية) والنخوة (اللا عربية) سيّدة العالم (امريكا) بقيادة ولدها البار السيّد اوباما (دامت تحريراته) لنفترض كل هذا، وهذا الافتراض ليس مستحيلا على الاقل وفق قاعدة (فرض المحال ليس بمحال)، ولو انني لاأثق بالسيد اوباما ولا بأمّه وتدخّلها بشؤون العراق كما لم أثق بغيرها الاجانب الاخرون اصحاب النخوة (الفارسية) زعماء ورموز حكومة وقيادات دول الجوار رغم نخوتهم (الفارسية)، لأن تدخلهم ونخوتهم (اليهوفارسية) التي دمّرتنا وستدمرنا اكثر واكثر ان لم نتخلّص من سطوتها، لم تكن بدوافع الانسانية او شعار حرية الشعوب، ولم تكن من اجل الدين وحماية المذهب كما صدّقه الاغبياء، وليس من اجل (سواد عيون) من يعتمر ويلبس (اليشماغ والدشداشة والعقال) العراقي العربي، بل كانت ومازالت وستبقى من اجل تحقيق اهداف واطماع توسعّية استعمارية ومكاسب سياسية ومصالح وصفقات تجارية واقتصادية..الخ، انه صراع قوى دولية اقليمية وعالمية يدور في العراق والمنطقة بين هذَين الوحشَين الكاسرَين (امريكا وايران) صراع الهيمنة والنفوذ والتسلّط وفرض القوى المتجبّرة على أرادة الشعوب وحريتها.. مع هذا، لنفترض ان الانتصار قد حصل وتحرّر العراق من داعش. سؤال بديهي يتبادر ويطرح نفسه: ثم ماذا بعد ذلك؟ بمعنى هل سينعم العراق وشعب العراق بالخير والامن والسلام؟ اذا كان كذلك، لماذا اذن قبله، قبل هذا الدمار والخراب (المادي والانساني والمعنوي) الذي حلّ بالعراق وشعبه وقبل تضحيات الآلاف من ضحايا الفتوى والدماء الخيّرة التي سُفكت والاموال التي نُهبَت والحرمات التي أنتُهِكت والعوائل الاطفال والنساء والرجال التي عافت مدنها ومناطقها وبيوتها وأموالها وهُجّرت ونزحت وذُلّت وأُهينت كرامتها ومشاعرها وأنسانيّتها وجاعت وعطشت وعُريت. لماذا اذن قبل هذا كلّه لم ينعم الشعب العراقي بهذا السلام المزعوم حين لم يكن هنا في العراق داعش؟ هذا هو السؤال الذي لن يستطيع أحد من سياسيي (الصدفة) وأتحدّاهم ان يُجيبوا عليه اجابة صحيحة ونزيهة دون تسويف ومراوغة. بل ان الوقائع السياسية والعسكرية الميدانية والاجتماعية والفكرية التي رافقت وحصلت خلال هذه الفترة طيلة الحراك الدموي الدائر الذي بالبديهة قد رشح وترشّح عنه وترتّب عليه الكثير الكثير من الفساد والافساد، المفاسد الادارية والقانونية والحكومية والاجتماعية والفكرية، بل وتعدّاه الى كل دوائر ومؤسسات الدولة الرسمية وغيرها. هذا بصرف النظر عن المصيبة الاولى والمصيبة العظمى والطامّة الكبرى التي أبتُلي بها العراق ومجتمع العراق، كارثة قد أسّسها وأوجدها الحكومة نفسها وشرّعتها وأمضتها الرموز حرّاس الدين و وعّاظ السلطان، وهي مصيبة الاجندة والتيّارات الاخرى، المنظمات والمليشيات والاحزاب المسلّحة بكل توجهاتها ومسمّياتها وانتماءاتها، هذه المصيبة بات أمرها واقعا مفروضا هي الاخرى، شاء العراقيين أم أبوا، فهل ياترى تستطيع الحكومة وضع الحلول الجدّية لحلّها؟ ولن تستطيع. والسبب ان الحكومة نفسها على الرغم من تغيير الوجوه إلّا انها هي مَن أوجدتها وشكّلتها او على الاقل قد رضيَت بها وبتشكيلها. وهل تستطيع الحكومة ايجاد الحلول المناسبة ومعالجة كل هذه القضايا دون ان تفشل..؟ وايضا أن وجدت الحلول، فهل ياترى تستطيع الحكومة أخذها وتنفيذها؟ ومرّة اخرى نقول، لن تستطيع.والسبب أنها حتى لو شاءت ان تأخذ بالحلول التي لازالت تُطرح في الشارع العراقي فهي لن تأخذ بها، لأنها حكومة منبطحة تأتمر وتنفّذ أمر غيرها ولا أرادة او سلطة لها في أتخاذ القرارات السياسية والوطنية بشجاعة.

الحقيقة التي ينبغي من الناس عدم نكرانها، ان الباري (تعالى) (قد وضع لكل داء دواء)، ومن قبيل الحديث الشريف (الوقاية خير من العلاج)، منذ البداية ومنذ ما بعد سقوط النظام 2003 شُخّصًت هذه المشاكل وهذه الامراض (الفكرية والاجتماعية والسياسية..الخ) من قبل اهل الاختصاص، طاقات وخبرات علمية وفكرية عراقية راقية سبق لها وطرحَت العلاج المناسب لكل مشكلة وكل مرض وكل أزمة وأعطَت الحلول و وضعته في الوقت المناسب لها.

اكثر من 100 مائة خطاب موجّه بين بيان ومحاضرة ولقاء ودراسة (فكرية وعلمية وسياسية واجتماعية ودينية وثقافية.. الخ) وجّهه الرجل الوطني المفكّر العراقي السيّد الصرخي الحسني للشعب والحكومة والقادة ورموز الدين والسياسة والمجتمع، بل ومنها موجّهة حتى للشعوب والحكومات العربية والاسلامية والاجنبية، كلّها تناولَ وعالجَ فيها جُل إن لم يكن كل المشاكل والازمات التي أحاقَت وألمّت بالعراق وشعب العراق، لكنهم ولأنهم أنانيّون وفاسدون ومتكبّرون تمرّدوا وأجحفوا ونكروا النصح والفضل والجميل ورفضوا النصائح والحلول التي قدّمها مجانا لهم ولم يأخذوا بها، فبقيت المشاكل وتوالت المصائب والكوارث والازمات حتى تراكمَت وصًبّت على العراق والعراقيين صبّا.

للفساد قوّة عظيمة تُعد من اقوى الاخطار والامراض التي تنخر وتفتك بأيّ جسدٍ وأيّة بُنية في أيّ حقل ومجال من المجالات المتعدّدة. ففي فهم المعنى، لافرق فيه سواء ضرب الفساد المجال السياسي او الاجتماعي القيم الاخلاقية والفكرية. لكنّه في العادة يكون اكثر تأثيرا ودمارا وخرابا اذا ما انتقل وضرب المنظومة السياسية او الادارية الرئيسة لشؤون البلاد، لأن التداعيات سوف لاتنحصر او تتوقف في حدود هذا المستوى وحسب، بل وستتّسع وتنتشر وتتفشّى وتنتقل منه الى كل الوزارات والدوائر والمؤسسات الرسمية الاخرى المرتبطة اداريا ومسؤوليا في العلاقة مع المنظومة الرئيسية في الادارة. وبالتالي سيعم الفساد ويؤثّر على كل البلاد.
ومثال ذلك، على مستوى التحدّيات الامنية ومواجهة التهديدات الخارجية الخطرة التي جابهت العراق في الفترات والمراحل منذ ما بعد سقوط النظام والى حدّ الآن، أتّضح الفساد الاداري والحكومي بأوضح صوره وتجلّياته ومصاديقه، خاصّة عندما عجزَت الحكومة حتى مع تغيير رموزها، وفشلت فشلا ذريعا في المواجهة الامنية للبلاد وعجزت عن أتخاذ التدابير السياسية والامنية الدفاعية والوطنية العسكرية ضمن دعوى الحرب ومواجهة الارهاب. ببساطة، لأنها (الحكومة) هي نفسها فاسدة فكيف نأمل ممّن فشل في حماية وتحصين نفسه ان يحمي أهله؟ لقد نخر الفساد كل مفاصل البلاد، بدءا من الحكومة مرورا بالوزارات وهكذا دواليك نزولا الى أصغر المؤسسات والدوائر الحكومية، ولولا هذا الفساد المتوارث في الحكومة لما تداعت احوال العراق وأنحدرت من سيء الى اسوأ. وبذلك يتّضح لكل العقلاء عِظَم وهول وعمق ومدى الفساد السياسي والاداري الحكومي والى أي حدّ قد وصل.

اذن مادامت الآفة الاساسية (آفة الفساد) التي نخرت ودمّرت البلاد والعباد مازالت موجودة وباقية وتتنامى كل يوم باشكال وصورٍ جديدة، ونفس الوجوه (وجوه الفساد) ايضا مازالت باقية، وتأتمر بأوامر دول اخرى ولا سلطة ولا أمر ولا قرار وطني يُحسب لها، اذن ماذا يمكن ان يتوقع العراقيون من مصير مجهول ينتظرهم.؟ وبالتالي يتبيّن للعقلاء والاحرار والمنصفين ان حال العراق سيبقى يتدهور وينتقل من حالٍ سيء الى حال أسوأ ما بقي الفساد وأهل الفساد هم المتسلّطون.



#صفاء_الهندي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش: الواقع والحلول..‎
- فالنتاين عدو المرجعية..‎
- المعطيات والنتائج العكسيّة.. اثبتت فشل فتوى الجهاد..
- مهجّر
- حيدر العبادي يخذل الشعب ويسير على خطى سلفه..
- الى شيخ الأزهر: الدستور العراقي يحمي الاجانب ولايعترف بالعرب ...
- مكر وخداع ساسة العراق.. فاق كل مكر وخداع سياسي في العالم. ال ...
- الهيمنة وحرب الإستنزاف، فواتير اقتصادية على ايران تسديدها..
- مع انخفاض اسعار النفط، ايران: انهيارها بات وشيكا.
- أغيثوا النازحين بدون وساطة السراق والمفسدين..
- الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد: من أرضِ الغربةِ ومن فر ...
- حكم مؤبّد (قصّة قصيرة).
- الشاعر سعدي يوسف في قبضة الحشد الشعبي‎..
- مؤامرات إبليس
- الطفل الشهيد محمد تقي (قصّة قصيرة جدا من الواقع).
- لازال مسلسل الضحك على الذقون مستمرّا..‎
- نفاق سياسي، حينما تختل الموازين وتميل الكفّة.. تتغيّر المواق ...
- مليشيات.. ثأرنا وثأرهم.
- الأديب عز الدين جلاوجي و -العشق المقدنس-.
- الرجل النبيل، احرِقوها عليه، حرام، ثلاث قصص قصيرة جدا.‎


المزيد.....




- فيديو يُظهر نائب الرئيس الأمريكي يتعرض لصيحات استهجان في حفل ...
- حماس تُعلن استعدادها للإفراج عن رهينة أمريكي-إسرائيلي وجثث أ ...
- تفاعل واسع على مواقع التواصل بـ -قطايف- سامح حسين
- مصارع مصري يدخل موسوعة -غينيس- بعد أن سحب بأسنانه قطارا يزن ...
- فيضانات وسيول في بوليفيا تؤدي إلى تدمير المنازل والمحاصيل وا ...
- -هولي-... مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
- لأول مرة.. وفد ديني درزي من سوريا في إسرائيل
- وزير الخارجية السوري يصل إلى بغداد في زيارة رسمية
- وزير عراقي يروي تفاصيل عملية لاغتيال صدام حسين كان طرفا فيها ...
- أوكرانيا تعلن -بدء تشكيل فريق لمراقبة وقف إطلاق النار-


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء الهندي - لنفترض التحرير، ولكن ماذا مع الفساد..؟.‎