أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - المشهد العربي عشية عاصفة الحزم جامعة الدول العربية















المزيد.....

المشهد العربي عشية عاصفة الحزم جامعة الدول العربية


عمرو محمد عباس محجوب

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تقم جامعة الدول العربية من خلال مشروع قومي يتم إنجازه من خلال برنامج متفق عليه، كما لم تكن هناك قوة دافعة –سوى اصوات متفرقة هنا وهناك- لديها تصورات واضحة لهدف انشائها. كان هناك رأي عام مؤيد لقيام وحدة عربية كانت تنعكس في الأحزاب والصحف. كانت بريطانيا التي سيطرت على اجزاء واسعة من الدول العربية اعلنت في 24 فبراير 1943 على لسان أنتونى إيدن وزير خارجية بريطانيا "أن الحكومة البريطانية تنظر بعين "العطف" إلى كل حركة بين العرب ترمي إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية".

بعد عام تقريباً من خطاب إيدن، دعا رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس كلا من رئيس الوزراء السوري جميل مردم بك ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخوري للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة "إقامة جامعة عربية لتوثيق التعاون بين البلدان العربية المنضمة لها". ثم عاد بعد نحو شهر من تصريح إيدن أمام مجلس العموم، ليؤكد استعداد الحكومة المصرية لاستطلاع آراء الحكومات العربية في موضوع الوحدة. ادت المشاورات للجنة تحضيرية من ممثلين عن عدة دول رجحت الاتجاه الداعي إلى وحدة الدول العربية المستقلة بما لا يمس استقلالها وسيادتها.

نشأت جامعة الدول العربية في 22 مارس 1945م أى قبل منظمة الأمم المتحدة بشهور، وتألفت في أول وقتها من سبع دول عربية كانت تتمتع بالاستقلال السياسى وقتذاك، هى: مصر- سوريا – شرق الأردن – لبنان – العراق – اليمن – المملكة العربية السعودية. ونص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الاقتصادية، ومن ضمنها العلاقات التجارية، الاتصالات، العلاقات الثقافية، الجنسيات ووثائق وأذونات السفر والعلاقات الاجتماعية والصحة.

اشار العديد من المحللين عبر السنوات عن التناقض بين القومية والقطرية "تكمن نقطة الضعف في ان ميثاق الجامعة حاول التوفيق بين القطرية والقومية، حيث اعتبرت الجامعة منظمة اقليمية اختيارية تقوم على اساس السيادة والمساواة بين دولها... فالتيار القومي يجد مصدر قوته في وجود الأمة بمقوماتها المختلفة وفي تحديات التنمية الشاملة والتحدي الصهيوني وكذلك في حقيقة ان الكيانات الصغيرة لا أمن لها ولا استقلال في حين ان التيار القطري يستمد قوته من مواريث المرحلة السابقة للاستقلال والرغبة في الاستمتاع بالاستقلال والاستئثار بسلطة الدولة وما فرضته الحقبة النفطية من تنافس بين الحكام على النفوذ والسيطرة". مجدي حماد: جامعة الدول العربية.. لا رأي لمن لا يطاع، http://archive.aawsat.com.

هذا التناقض حسم في الستينات لصالح المشروع الاستقلالي التحرري، كانت القضية الفلسطينية هي الموحد الاكبر، وكان المشروع العربي انذاك ما وجدت فيه الجماهير العربية بعض تطلعاتها ودعمته، لكن الطابع الديكتاتوري للمشروع الناصري ادوى بها عام 1967. مؤتمر الخرطوم بعد الحرب كان بداية التحول في انتصار المشروع المحافظ، ومن ثم التحولات في توازنات القوى. مع غياب الزعيم عبد الناصر والتحولات اليمينية في النظام المصري تمت السيادة الكاملة للتوجه القطري.

الوضع الجيوسياسي في العالم العربي، اعطانا تكوينات اقتصادية متنوعة يمكن تلخيصها في أن الجامعة العربية منذ السبعينات تحولت لتجمع نادي الاغنياء ونادي الفقراء. ليس هذا فحسب لكنها كلها كانت نادياً لانظمة شمولية. مع تتابع العقود فشلت دول الفقر في بناء دول لتخرج من التخلف، وتطورت كلها لانظمة شمولية مسببدة وفاسدة. قيام مجلس التعاون الخليجي في السبعينات فصل الناديين، وجعلها اقوى من المنظمة الاساسية، وفرض شروطها.

عندما اتجهت الدول الغنية لمساعدة الدول الفقيرة عبر السنوات، تم هذا عبر قناتين. القناة الاولى والاهم كانت في تدافع الملايين من ابناء الدول الفقيرة لبناء الدول الغنية الجديدة. كان هذا مصدراً لدخول فردية ساعدت ملايين الاسر في الدول الام، وضخاً لاموال في شرايين الدول التي جاءوا منها. رغم اهمية هذا العامل في رفع القدرات الشخصية للافراد، إلا أن عجز الدول المستفيدة في تنظيم امور الهجرة، واتجاهها لاعتصار الضرائب والاموال من المغتربين، إضافة للتأثيرات البنيوية في تكوين هذه الدول جعل من الهجرة عاملاً هاماً في انضاب القوى الفاعلة والقادرة من دول فقيرة اصلاً. ساهم هذا في افقار هذه الدول من قواها البشرية المؤهلة وادى لانهيار خدماتها وبنياتها الاساسية.

ربما لمعالجة هذه الاثار السلبية، تم الاتجاه للقناة الثانية وهي المساعدات المالية للدول. انفقت مليارات الدولارات النفطية في مختلف دول العالم العربي في شكل هبات مالية، مساعدات مادية، قروض ميسرة وغيرها. لكن مع غياب رؤية استراتيجية لدور هذه المساعدات، لم تستطع اجتماعات الجامعة التوصل لمشروع "مارشال" لتنمية هذه الدول، فاختفت كل هذه الاموال في خزائن السلطات المستبدة الفاسدة في الدول الفقيرة، او على أحسن حال سوء ادارتها. من كل المال الذي تم ضخه في السودان لايبقى منها سوى مشروع كنانة لزراعة وصناعة السكر وهو مثال لكيفية إدارة مشروع سوداني عربي مشترك لصالح السكان.

منذ منتصف العقد الحالي، وبعد أن يأست الجماهير العربية من جدواها، تصاعدت دعوات من مثل: مجدي حماد: "جامعة الدول العربية.. لا رأي لمن لا يطاع"، د. حسن أبو طالب "انهيار جامعة الدول العربية"؟، مقال الباحث الأميركي مايكل برونينغ، الذي نشر في مجلة سياسات دولية "هل حانت ساعة جامعة الدول العربية؟" عام 2014. وهكذا كان الوضع. استمر المشروع الاسرائيلي في تهديد الوضع الاقليمي منذ نشأت الدولة الصهيونية، ومجالاً للابتزاز، لكن مع تصاعد الفراغ بدأت المشاريع الاقليمية الايرانية والتركية في تهديد المنطقة. انتقلت هذه المشاريع من التهديد للتدخل المباشر الايراني إلى العراق، لبنان، سوريا، اليمن وغيرها، والتدخل التركي في الدفاع عن تنظيمات الاخوان المسلمين سواء الدولي، او في ليبيا، مصر، سوريا، العراق وغيرها.

حدثت تغييرات ضخمة على مستوى العالم العربي في السنوات الاربع الفائتة، شهدت تصاعد صوت الشعوب العربية في الطموح للانعتاق من القهر، الفقر والاستبداد والفساد. كان هذا مؤثراً على كافة الاصعدة، وأن كانت لم تتحقق مطامحها بعد. في هذا الظرف جاءت عاصفة الحزم. تم توافق بين الدول حول خطورة الوضع والتهديدات الجدية التي تواجه المنطقة سلطاتاً وشعوب. هذا اصطفاف لمواجهة تهديد مباشر ولكنه لم يتبلور لمشروع. الجامعة العربية تحافظ على بنيتها العاجزة واختلال الموازيين فيها. سوف تنتهي المشكلة اليمنية في تهديدها المباشر، وقد لعب بنات وابناء الشعب اليمني الدور الرئيسي في الحفاظ على احلامهم التي رفعوها في ثورتهم ومهروها بالدم.

كل الآمال التي وضعها المجتمعون في المؤتمر الاخير لن تتحقق بهذه الجامعة ضمن وضعها الحالي، ما سوف يغير واقع شعوبنا مشروع عربي يعتمد الديمقراطية أساساً للحكم وتعديل العقد الاجتماعي لتصبح جامعة فاعلة وتتجه بلادنا للمستقبل. ليس هذا في متناولنا ولكن من المهم أن ندفع بهذا الاتجاه والشعوب اثبتت قدرتها على التغيير. أي شيء غير هذا سوف ننتصر في معركة اليمن عسكرياً لكن سوف نخسر الحرب حتى في اليمن لأن قضيتها كانت تغييراً سياسياً، اقتصادياً واجتماعياً. وهذا ما سوف نتناوله في المقال الاخير.



#عمرو_محمد_عباس_محجوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد العربي عشية عاصفة الحزم اليمن: تعديل المعادلات
- اليمن: درب البطولات
- الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (5) دروس نظم الإسلام الس ...
- الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (4) بروفات الموروث الدين ...
- الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (3) بين السياسة والامن
- الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (2) تحولات الديمقراطية
- الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (1) مداخل اوليه
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (8-8) الهيئة الوطنية لازالة الف ...
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (7-8) من أين نبدأ؟ بروفايل الفق ...
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (5-8) نحو حلول للفقر في السودان
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (6-8) حلول الفقر
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (4-8) العدالة الإجتماعية
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (3-8) مدخل لسياسات ازالة الفقر
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (2-8) المشهد الإقتصادي – الإجتم ...
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (1-8) مداخل أولية
- الدولتيه: المصلحة الدائمة ام المباديء الدائمة
- اليمن: درب الآلام والاحلام
- الاصلاح الديني: تجارب دول الرؤية (4-4)
- الاصلاح الديني: الحركات الصوفية (3-4)
- الاصلاح الديني: تيارات الاصلاح (2-4)


المزيد.....




- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسيك وموسكو تعلن التصدي لها
- واقعة مثيرة للجدل داخل مستشفى في مصر.. ومسؤول يعلق
- زاخاروفا: الهجوم على محطة زابوروجيه عمل إرهابي كشف خطورة نظا ...
- حماس: موافقة واشنطن على صفقة أسلحة جديدة لإسرائيل تؤكد أنها ...
- خبير عسكري أوكراني يحذر من سقوط مدينة هامة بيد الجيش الروسي ...
- مقتل 5 فلسطينيين بقصف إسرائيلي على الضفة
- احتجاز مواطن أمريكي في موسكو لاعتدائه على شرطي
- إيلون ماسك يصف -الغارديان- بأنها -قمامة- وسائل الإعلام
- الجيش الإسرائيلي يعلق على مقتل التوأم في غزة
- مغامرة نظام كييف في كورسك بدأت فعليا في التحول إلى كارثة محق ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - المشهد العربي عشية عاصفة الحزم جامعة الدول العربية