أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج 1















المزيد.....

الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج 1


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 11:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




يستعرض (ابو النور حمدي ابو النور حسن ) في كتابه :
(يورجين هابرماس : الاخلاق والتواصل) – الناشر : التنوير للطباعة والنشر والتوزيع – 2012- بيروت – لبنان , مدرسة فرانكفورت وفلاسفتها وعلى راسهم الفيلسوف الالماني يورجين هابرماس والذي يعتبر اليوم متربعا على قمة مدرسة فرانكفورت والنظرية النقدية .

لقد حاول هابرماس تخليص الماركسية او الفكر بصورة عامة من كل نزعة يقينية . ولذلك يؤكد هابرماس على الانفتاح على العلوم الاجتماعية وليس فقط على الاقتصاد , حيث عالج القضايا الرئيسية لدى مدرسة فرانكفورت مثل( التشيؤ ) و الاغتراب والعقل الاداتي والحداثة والعقلانية التواصلية .

استطاع الفيلسوف هابرماس ان يشيد طريقا جديدا لاستكشاف مسار العقلانية في افاقها النظرية بالغاء مركزية الفهم الذاتي للعالم Ethnologocentrism والتي تقيم نفسها نموذجا مطلقا تقاس عليه النماذج غير المعترف بها خارج المشروع الثقافي الغربي وخارج نظرية المعرفة , واعتبار الباب مفتوحا امام سيادة العقل التواصلي .لذا يظل هابرماس الوحيد الذي يعي قدرة النقد الذاتي للماركسية وهو ماكانت مدرسة فرانكفورت قد اسسته .

وقد اخضع هابرماس كل الاجتهادات الفلسفية حول الحداثة للسؤال والمراجعة والنقد . لقداهتم هابرماس بدراسة اللسانيات خصوصا عند تشومسكي واوستين وسيرل . يوضح هابرماس اهمية العقلانية التواصلية بقوله :
( ان العقل التواصلي يتميز كعملية من خلال النية في الاقناع وان يحصل بواسطة تعبير ما على موافقة جماعية , فهو يعتبر تدبيرا من خلال محاولتها انهاء النقاش حول ادعاءات افتراضية بالصلاحية ).

وقد تمكن هابرماس من اعادة بناء نظرية اخلاقية قائمة على اساس انثروبولوجي للتواصل عبر اللغة :
(فاللغة هي وسيط تواصل يصلح للتفاهم بين اناس يرغبون في التواصل , فالفعل التواصلي يحدد نوع التفاعلات التي تنسق بواسطة افعال لغوية . ) ( هابرماس : العلاقة بالعالم ومظاهر عقلانية الفعل ).وهو يقيم مقاربة معرفية (ابستمولوجية ) جديدة للعقلانيةالمعاصرة وذلك بعد تجاوز العقلانية في المثالية الكلاسيكية , والتي تركز على الذات الغائية في حين يؤكد هابرماس على اهمية الحوار بين الذوات ( التذات)عبر الحوار والفعل التواصلي .

يعبر مشروع هابرماس الفكري عن حالة من الجدل الدائم مع الحداثة الغربية باعتبارها مشروع لم يكتمل بعد .لذا انصب عمله على نقد العقل الغربي من اجل اعادة الطاقة النقدية عبر ( العقل التواصلي ). فقد راى فيه حلا للمفارقة بين النظرية والممارسة .

في كتابه ( نظرية العقل التواصلي)يقوم هابرماس بنقد العقلانية الاداتية , ويؤكد بان العقل ليس جوهرا موضوعيا او ذاتيا , ولكنه فاعلية قائمة بذاتها . وعلى هذا فالنظرية الاجتماعية لهابرماس تعني القدرة النقدية وتاخذ شكل نقد العقل الوظيفي .

وبخلاف استنتاج الفيلسوف السوداني هشام عمر النور في كتابه :
( تجاوز الماركسية الى النظرية النقدية )يرى ابو النور حمدي ابو النور حسن في النظرية النقدية لهابرماس نقد للمجتمع وتطوير للماركسية .
لقد تاسست مدرسة فرانكفورت , وبدون الدخول في التفاصيل, من الفكرة الابداعية لمعهد البحوث العلمية بجامعة فرانكفورت عام 1923 وقد كانت تلك المبادرة من جانب هوركهيمر وادورنو وماركيوز .

وقد ادخلت المدرسة نظام الحوار بين العديد من المفكرين والفلاسفة الاخرين وعلماء الاجتماع في اطار العلوم الاجتماعية . حيث تحاوروا مع (بوبر )في فلسفة علم الانسان ومع الاخرين من الفلاسفة . ونفس الموقف نجده عند هابرماس في حواراته مع الاخرين .
لقد كان هابر ماس ناقدا للنقد , وبذلك اعطى للتنوير دلالة ايجابية وخلصه من صفاته السلبية التي دمغها به استاذاه ادورنو وهور كهيمر واستحق ان يوصف بانه المعبر عن التنوير العقلاني في القرن العشرين والحريص على تكوين راي عام حر .
فمدرسة فرانكفورت قد تمضخت عبر كل تياراتها عن ظهور فيلسوف جديد يعتبر بحق الوريث الحالي للمدرسة وهو الفيلسوف الالماني يورجين هابرماس والذي مازال في قمة عطائه الفلسفي . فقد اتبع هابرماس الخط الفلسفي النقدي نفسه الذي تاسس على يد فلاسفة مدرسة فرانكفورت .

تاثر هابرماس بالعديد من المذاهب والاتجاهات الفلسفية مثل كانظ وهيجل وماركس وتيارات الفلسفة الالمانية في القرنين الثامن عشروالتاسع عشر . وتاثر بفلسفة ( هيدجر ) ثم الفلاسفة الالمان المعاصرين خصوصا رواد مدرسة فرانكفورت والذين جمعوا بين الفلسفة والسوسيولوجيا ( علم الاجتماع )والمنظور السياسي في دراسةالواقع .

فتاثير هيدجر تمثل في كتاب هابرماس ( جوانب فلسفية وسياسية )عام 1983 .وهذا الكتاب يعكس التكوين النقدي المبكر لدى هابرماس . وقد تاثر هابرماس باستاذه ادورنو وتاثر كذلك بكارل ياسبرز ثم ارنست بلوخ وماركيوز . وقد اعتمد هابرماس على المنجزات العلمية لتشومسكي حول مسالة ان اللغة تشكل انعكاسا بسيطا لما هو واقع ولكنها مجموع تنظيمي يحتوي على مجموعة من المخططات الخاصة بعالم الاوليات .

يبين الباحث ابو النور حمدي ان النظرية النقدية نظرية ثورية . فنجدها توجه النقد الى الوضعية البراجماتية ويعبر فلاسفة مدرسة فرانكفورت عن مطالبتهم بتغيير هذا المجتمع من اساسه تغييرا ثوريا يمتد الى بنية التفكير والمواقف والحاجات واللغة المستخدمة لدى الناس في ذلك المجتمع . فهي ترفض النظر الى الوقائع الاجتماعية على انها اشياء , ولكنها ترفض ان تكون الظاهرة الاجتماعية خارجة بالدرجة نفسها التي تكون عليها بالنسبة للعالم . ولذلك فالنظرية النقدية تثور على فكرة الحياد التي تلتزم بها الوضعية .

لقد انتقد هابرماس الطابع العلموي والوضعي للراسمالية . فالوضعية في نظر هابرماس ( هي الميل الى تحنيط العلم يتحول معها الى قدرة هائلة على تقديم اجابة لكل سؤال ووضع حلول لاي مشكلة او قضية ) .
وقد كشف هابرماس هذا الوهم ,فالتكنولوجيا تضفي على الاشياء صفة الادوات وتحولها الى مجرد وسائل فتصبح عائقا امام التحرر , اذ يتحول الانسان نفسه الى اداة .

يرى كاتب المقال ان الفرق شاسعا بين الماركسية الاصولية والماركسية المتجددة , كالفرق بين الثرى والثريا .
الاسلامي الاصولي والماركسي الاصولي وان اختلفا فهما يتشابهان في طرائق التفكير الاصولية القائمة على الحقائق اليقينية والتي لاتقبل الاحتمال . ويقوم التفكير الاصولي لدى كليهما على استبعاد المخالف وتكفيره وقتله رمزيا قبل تصفيته جسديا . كلاهما صاحب مشروع سياسي يرمي الى السيطرة وتحويل البشر الى نسق وقطيع .

الماركسي الاصولي هو الوجه الاخر للاسلامي الاصولي , حتى وان ادعى العلم والتقدمية ,فطرائق تفكيره غير عقلانية لانه يريد ان تصح مقولاته بخلاف الواقع الذي ينفيها . لو كان عقلانيا وصاحب رؤية نقدية لانتصرت (تقدميته ) ونظريته ( العلمية ) , ولانه فاشل بامتياز فهو يهاجم ( ولا يمارس النقد ) كل صاحب فكر حر , اشتراكيا كان ام ليبراليا , ام صاحب فلسفة ورؤية نقدية . لذا تجد الاصوليون الماركسيون لايؤمنون بالنظرية النقدية للفيلسوف هابرماس ويهاجمونه .
الاصولي الاسلامي يقوم بتحجيب المراة بالحجاب الاسلامي . والاصولي الماركسي يقوم بتحجيب المراة فكريا , والنتيجة واحدة في الحالتين :فقدان المراة لحريتها .

ترجع اهمية الدور الذي قام به هابرماس في الفكر الفلسفي المعاصر الى انه تمسك بدور الفلسفة واعادة توظيفها وضرورة انخراطها في اي نظرية للمجتمع الحديث , هذا الى جانب ايمانه بالحداثة وانها مشروع لم يكتمل بعد , وتمسكه باعادة الطاقة النقدية لعقل التنويرفي عصر ارتفعت فيه الاصوات مطالبة بتخلي الفلسفة عن عرشها والعقل عن صولجانه , الى جانب تيارات اخرى مضادة للتنوير , والتصدي للمظاهر المرضية التي ولدتها الحداثة .

يرى هابرماس ان شروط الحوار الديمقراطي الحر لم تتوفر بعد في المجتمعات الغربية بكل ماتكفله هذه المجتمعات لافرادها من حريات . فما احوجنافي مجتمعاتنا العربية الى التفكير في صياغة مشروع للحداثة يقوم على اسس عقلانية ونقدية وليس غيبية متسلطة .

الحرية والديمقراطية اكذوبتان اطلقهما اليسار العربي والاصوليون الماركسيون , لانه لايمكن للعقل المنغلق ان يمارس الحرية والديمقراطية . واختطفت احزاب الاسلام السياسي هذه الاكاذيب للوثوب الى السلطة .
خاتمة المقال :
رؤية كاتب المقال :

يتميز الانسان عن الحيوان بعقلانيته التقنية ,الاداتية (الغائية )التي مكنته من السيطرة على الطبيعة . لكنه في المقابل يعتبر متخلفا جدا عن كثير من الحيوانات الاجتماعية في التواصل مع البشر الاخرين . في مدينة النمل , وحيث قام العلماء بجهود جبارة للكشف عن سر هذه المدينة , اكتشف العلماء ان النمل ليس لديه زعيم او قائد يخطط ويصدر الاوامر .

الامر بكل بساطة ان مدينة النمل هي مدينة ديمقراطية تماما يقوم النمل بالتخطيط واتخاذ القرارات والتنفيذ عن طريق التواصل الاجتماعي وعن طريق الاجماع بواسطة الرائحة الكيمياوية.
لذا مااحوجنا نحن البشر الى العقلانية التواصلية للوصول الى تفاهمات مشتركة .

مااحوج اليسار العربي اليوم الى احزاب وتيارات جديدة لاتقوم على فكرة القائد والزعيم وسكرتير الحزب , ولا على التراتبية الهرمية , بل تقوم على التداولية والعقلانية التواصلية للوصول الى الاجماع بشان اتخاذ القرارات ومن ثم تنفيذها .
مدينة النمل تعطي لليسار العربي نموذجا فريدا في الديمقراطية وفي التفاهم والوصول الى الاجماع في اتخاذ القرارات تعجز عنه الاحزاب اليسارية في عالمنا العربي .
وقد قال احد الاشخاص , بان الحزب اللينيني يموت ولا يجدد نفسه .

تصبحون على احزاب يسارية جديدة ...


مقالات ذات صلة :

1 – مقالتنا(من الماركسية الى النظرية النقدية – ج 1 ) وعلى الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=446592
2 – مقالتنا ( من الماركسية الى النظرية النقدية – ج2 ) وعلى الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=448670
3 –مقالتنا ( من الماركسية الى النظرية النقدية – ج 3 ) وعلى الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=449248



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميخائيل الكبير وتاريخ صدر الاسلام - ج 3
- مفهوم الحداثة عند الفيلسوف هابرماس
- ميخائيل الكبير وتاريخ صدر الاسلام - ج 2
- ميخائيل الكبير وتاريخ صدر الاسلام - ج 1
- اعلان موت الحق :ضمير الانسان
- التواطؤ في تزوير تاريخ فلسطين
- اهمية الحوار في صناعة التضامن المجتمعي
- الفيس بوك والانسان الكوني
- الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 3
- الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 2
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 3
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 2
- الله والكون في الفيزياء الحديثة - ج 1
- البحث عن الهوية الجنسية - ج 1
- دور مكة بين الوثنية والتوحيد
- جذور الاشتراكية في العراق القديم
- جذور المجتمع الامومي عند العرب
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 3
- من الماركسية الى النظرية النقدية - ج 2
- بين الحرية ومصادرات العقل الغائي


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج 1