بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4767 - 2015 / 4 / 3 - 01:31
المحور:
الادب والفن
أنأ اعيش في رعب 1955 (أكيرا كيراساو):بارانويا القنبلة النووية
أنا أعيش في رعب هو فيلم صغير نسبيا في مسيرة كيراساو مغلق تقريبا على فكرة واحدة هي هاجس الخوف من القنبلة النووية ولاعجب في ذلك فالفيلم قادم بعد القاء القنبلة النووية على هيروشيما وناغازاكي.
(ناكاجيما-توشيرو ميفوني) رجل في أواخر الستينات من عمره ميسور الحال ويمتلك مصنعا وأملاكا ليست بالقليلة،ولكنه مشغول بهاجس قسري فهو يعاني من بارانويا الخوف من القنبلة النووية والهيدروجينية ومن تبعيات ذلك أن يؤسس منزلا تحت الأرض ويعتبر أن المنطقة الأكثر أمانا على وجه اللأرض هي أمريكا الجنوبية وبالذات البرازيل،فيقرر بيع أملاكه لشراء أرض كبيرة في سان باولو.
تبعيات الفيلم ليست كثيرة ولكنها مركزة تركيزا تاما حول هذا الموضوع،فهو سيتعرض لمحاكمة عائلية يقودها طبيب الأسنان (الممثل-Takashi Shimura) التي تقرر سلامته العقلية ولكن عائلته ترفض قراراته وتلجأ الى هذه المحكمة دائما لتجعله يتراجع ولكنه يبدو مصرا اصرارا كبيرا،ولكن المحكمة تقرر دائما وكما أسلفنا سلامته العقلية،ولكنها تعتقد أيضا أن الخوف الذي ينتاب ناجاكيما خوف طبيعي من الممكن أن ينتاب الجميع،بل وينتابهم هم شخصيا إلا أنه في نفس الوقت يبالغ في تقدير الموقف.
يتحول هاجس ناكاجيما الى جنون فعلي،فهو يعمل على حرق مصنعه لأنه الشيء الذي يمنع عائلته من الامتثال لأوامره ويدخل على اثر ذلك الى مصحة عقلية بعلة جنون حقيقي وفعلي هذه المرة.
إن قلنا أن رواية الفيلم بهذه الطريقة يكفي فهذا يبدو صحيحا ولكن صحة غير مطلقة،لأن الفيلم مكثف جدا حول هذا الموضوع وأحيانا يدخل في اطالة مفتاحها التقدير السردي لمخرج هذه الحبكة،فالتكثيف الواضح لهذا الموضوع جعل من المشاهد يفكر بالعبرة والمضمون أكثر من تأمله بالمنحى السردي للمخرج،بحيث بدت حالة ناكاجيما وكأنها حالة فردية في فيلم وثائقي ولكن المختلف فقط هو أداء الممثل توشيرو ميفوني الرائع لشخصية ناكاحيما المسن.
في الحقيقية نأسف على القول بأن كيراساو القادم من رحم ومن مجتمع القنبلة النووية لم يقدم الكثير المعبر عن هذه التجربة،ويبقى فيلم هيروشيما يا حبي للفرنسي ألن رينيه هو النموذج الأفضل اطلاقا عن كارثة هيروشيما،بينما فيلم التضحية للشاعر أندريه تاركوفسكي وحتى الفيلم القصير الذي صاغه جان لوك غودار ذات مرة(العالم الجديد) هي نماذج افضل حالا من فيلم أنا اعيش في رعب للعملاق الياباني أكيرا كيراساو...
بلال سمير الصدّر
27/12/2014
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟